مُتْ أيّها الشعب


مُتْ أيّها الشعب
للشيخ الشاعر
د. محمد صدقي بن أحمد البورنو الغزي
مُتْ أيّها الشّرِّيدُ واشْهَدْ مَصْرَعَكْ
مُتْ في سَبِيلِ الحَقِ وانْقِذْ مَرْبَعَكْ
مُتْ في رُبَى الأقْصَى ولا تَكُ خَانِعَاً
وارْفُضْ حَياةَ الذّلِ مِمَّنْ ضَيّعَكْ
مُتْ في سَبِيلِ الحَقِّ أكْرَمَ مَوْتَةٍ
فهُناكَ تحْيا مُرْغِماً منْ شَيَّعَكْ
وارْفُضْ ألاعِيبَ الدُّهاةِ وكَيْدَهُمْ
ألْعِنْ بِهِمْ قوْماً تَهادُوا مَصْرَعَكْ

فيديو القصيدة
ثُرْ أيُّها الشّعْبُ الكَرِيمُ مُحَطِّماً
كأْسَ الظّلامِ مُحَطّماً منْ يَخْدَعَكْ
قُمْ و اشْعِلِ الدّنْيا لَهِيبَ شَرارِها
وانْحَطَّ منْقَضّاً على منْ أوْقَعَكْ
قُمْ أيُّها الشّعْبُ الأبِيُّ وَلا تَهُنْ
وانْهَضْ مُثِيرَ النَّقْعِ واحْمِلْ مدْفَعَكْ
(النقع هو الغبار الساطع)
قدْ طالَ نَوْمُكَ بلْ ظُنِنْتَ مُحَطّماً
قدْ خابَ ظَنُّ القَوْمِ فاهْجُرْ مَضْجَعَكْ
يا وَيْلَ منْ ظَلَمُوكَ قُمْ لِتُثِيرَها
حمْراءَ كانَ وَقُودُها منْ قَطّعَكْ
يا وَيْلَ منْ خَذَلُوكَ قُمْ لِتُثِيرَها
وارْسِلْ زَئِيرَكَ رائِعاً منْ رَوَّعَكْ
يوْمَ الجِلادِ حَسِبْتَهُمْ لَكَ ناصِرُو
نَ إذا بِهِمْ في الحَرْبِ شُؤْمٌ يَصْرَعَكْ
(يوم الجلاد هو يوم الحرب)
أحْسَنْتَ ظَنّكَ إذْ رأَيْتَ غُلاتَهُمْ
مَنُّوكَ نَصْراً إذْ يرَوْنَه مَطْمَعَكْ
مَنُّوكَ بالنّصْرِ العَزِيزِ مُكَرّماً
وهُنا وُعُودٌ كُلّهُمْ قدْ أقْطَعَكْ
مَنّيْتَ نَفْسَكَ بالحَياةِ مُنَعّماً
في ظِلِّ نصْرٍ غامِرٍ، لكَ مرْبَعَكْ
عهْدٌ ووَعْدٌ كُلّهُمْ قدْ صاغَهُ
خُطُباً فَكُلّهُمُو نِفاقا أشْبَعَكْ
وفَتَحْتَ عَيْنَكَ ناظِرا لوُعُودِهِمْ
فوَجَدْتَها آلاً يلُوحُ فيِخْدَعَكْ
(الآل هو السراب)
أوَ ما عَلِمْتَ بأَنَّ كُلَّ عُهُودِهِمْ
كذِبٌ وَكُلُّ عُودِهِمْ خَتَلٌ مَعَكْ
(ختل أي خداع واستغفال)
أوَ ما عَلِمْتَ بأَنَّ كُلَّ ملُوكِهِمْ
وذَوُو العِماءِ هُمُو لِرِمْسِكَ شَيَّعَكْ
(ذوو العماد: الرؤساء، الرمْس: القبر)
أوَ ما عَلِمْتَ بأَنَّ كُلَّ جُيُوشِهِمْ
منْ لُنْدُناً أُمِرَتْ لِتُدْنِي مَصْرَعَكْ
أوَ ما عَلِمْتَ بأَنَّهُ لمْ يَكْفِهِمْ
أنْ شَرّدُوكَ وَحَطّمُوكَ وَمَعْشَرَكْ
حتّى يُوَارُوكَ الثّرَى لمْ يرْعَوُوا
(يرعوي: يكف ويرتدع)
فثَبَنْ على الطّاغِينَ حَطّمْ قاطِعَكْ
(ثبن أي ثب فعل أمر من وثب والنون زائدة)
مُتْ أيّها الشّعْبُ الكرِيمُ بِعِزّةٍ
لا تَعْبَأَنّ مُوَدّعاً منْ وَدَّعَكْ
مُتْ فادِياً حِصْنَ الكَرامَةِ واحْمِها
وافْنَى على أرْضِ السّلامِ لِتَرْفَعَكْ
أوْ عِشْ ذَلِيلاً في الحَياةِ مُحَطّماً
وهُناكَ في سِيناءَ حَطّمْ مَدْفَعَكْ

عندما أرادوا تهجير أهل غزة إلى سيناء.
27/3/1953


القصيدة على بحر "الكامل".


للإطلاع على سيرة الشيخ الفاضل محمد صدقي بن أحمد بن محمد آل بورنو أبو الحارث الغزي
أنظر هنا: السيرة

0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers