إليكِ يا قدْس


إليكِ يا قدْس
للشيخ الشاعر
د. محمد صدقي بن أحمد البورنو الغزي

دمْعٌ تَحَدّرَ منْ عيْنَيَّ دَفَّاقَا
وفِي الفُؤادِ أسىً كالغَيْثِ مهْراقَا
أحِسُّ نفْسِي مِنَ الآلامِ قدْ مُزِقَتْ
وفِي الجَوَانِحِ يغْزُو الحُزْنُ أعْماقَا
إلَيْكِ يا قُدْسُ قَلْبِي صارَ منْطَلِقاً
وهَلْ لغَيْرِكِ يهْفُو القَلْبُ مُشْتاقَا

فيديو القصيدة
متَى أراكِ وصَوْتُ الرّعْدِ تَقْذِفُهُ
صوَاعِقُ الحَقِّ فَوْقَ الخَصْمِ صَعّاقَا
متَى أراكِ وفِي الأجْواءِ دَمْدَمَةٌ
وفِي السُّهُولِ زُؤَامُ المَوْتَ دَفّاقَا
متَى أراكِ وفِي الآفاقِ زَمْجَرَةٌ
للْحَقِّ تعْلُو على الآفاقِ آفاقَا
فهَلْ أراكِ وفِي عَيْنَيَّ بارِقَةٌ
وبَيْنَ ذِي الأضْلُعِ الخَفَّاقُ خَفّاقَا
إلَيْكِ يا قِبْلَةَ الإسْلامِ أبْعَثُها
حرَّى وفِي مُهْجَتِي مُرُّ الأسَى حَاقَا
مضَتْ علَيْكَ سنِينٌ غَيْرَ راحِمَةٍ
تُهْدِي المَنُونَ ولا يَعْرِفْنَ إشْفاقَا
شرّدْنَ شِيباً وشُبّاناً غَضَافِرَةً
لمْ يأْلُ جُهْداً ولَمْ يأْلُوكِ إرْهاقَا
قامُوا إلَيْكِ إذا ما ثارَ ثائِرُهَا
كالأُسْدِ تَحْمِي الرّبا كالمَوْتِ إطْباقَا
سلْ أمَّ صُهْيُونَ كمْ ذاقُوا على يَدِنَا
في ساحَةِ الحرْبِ أوْ لاقَى الذِي لاقَا
كُنّا قَلِيلاً وكَانَ النَّصْرُ رائِدَنَا
والحَقُّ قائِدَنا للْمَجْدِ توّاقَا
كمْ مِنْ قَلِيلً إذا كانُوا غَضَافِرَةً
صبْراً على الحَرْبِ يغْلِبْنَ الذِي فاقَا
النّصْرُ بالصّبْرِ بلْ نيْلُ العُلا غَرَضٌ
يرْنُو إلَيْهِ طَرِيدُ الظُلْمِ مُشْتاقَا
فلْنَصْبَرَنّ على ما كانَ منْ حَدَثٍ
إنّا سَنُنْصَرُ يوْماً رَغْمَ مَنْ عاقَا
فاللّهُ ينْصُرُ مَنْ للْدّينِ قدْ نَصَرُوا
ويَهْزِمُ الظالِمَ الباغَي ومَنْ شاقَا

رمضان 1953


القصيدة على بحر "البسيط".


للإطلاع على سيرة الشيخ الفاضل محمد صدقي بن أحمد بن محمد آل بورنو أبو الحارث الغزي
أنظر هنا: السيرة

0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers