لن أنساك يا ثأري
لن أنساك يا ثأري
للشيخ الشاعر
د. محمد صدقي بن أحمد البورنو الغزي
د. محمد صدقي بن أحمد البورنو الغزي
فلَسْطِينُ في شوقٍ تحِنُّ الى فتاها
ورِيَاضُها الخضْراءُ في ألَمٍ تئِنُّ لما دهاها
ورُبى مراتعُها الجمِيلةُ طُوّحَتْ أزْهارُها
ونعَتْ حقُولُ الزرْعِ في ولَهٍ رُباها
وأَرى جداوِلَ مائِها الرّقْراقِ بعْدَ الشّدْوِ
تبْكِي حُورُها حقٌّ لثاكِلَةٍ بُكاها
و بوَاسِقُ الأشْجارِ منْ فرْطِ المُصابِ
ذوَتْ وناءَتْ منْ ثقِيلِ الهَمّ وانْهَدّتْ قُواها
و صَوَادِحُ الأطْيارِ في تغْرِيدِها دَمْعٌ
وفِي إنْشادِها ألَمٌ و شَجْوٌ قدْ عنَاها
فيديو القصيدة
وسُهُولُها الخَضْراءُ ذابِلَةُ الرُؤَى
ورِمالُها صَفْراءُ منْ حُزْنٍ و يأْسٍ قدْ عَلاها
وموَاكِبُ الأمْواجِ في غضَبٍ تُزَمْجِرُ
تلْطُمُ الصّخْرَ الأصَمّ ليَعْلِيَنَّ إلى عُدَاها
وأَنا الشّريدُ غدَوْتُ لا وَطَنٌ يضُمّ جَوَانِحِي
وعَلى فُؤَادِي العُصْمُ قدْ حطّتْ رَحَاها
وأَنا الطّرِيدُ مُحَطّمُ الآمالِ و الأوْصَابُ
تكْوِي أضْلُعِي والدّهْرُ يرْمِينِي فيُصْمِينِي لَظَاها
لكنّ رُوحِي في السّماوَاتِ العُلى تدْعُو
لأَخْذِ الثأْرِ قوْماً صابِرِينَ على أذَاها
فلَقَدْ غَدَا النّصْرُ المُؤَزّرُ رهْنَ وثْباتِ الشّرِيدِ
وقَفْزَةَ النسْرِ المَهِيضِ إلى عُلاها
قسَماً برَبّ أخِي المُرَمَّلِ في الثّرَى
وبِحَقِّ هاتِيكَ الدِّماءِ النّازِفاتِ على رُباها
وبحَقّ أشْلاءِ الضّحَايا المُرْمَلِينَ
وأَدْمُعِ الثُّكْلِ الأَيامَى واليَتامَى في فَلاها
قسَماً بِحُرْمَةِ مسْجِدٍ و بِرَبِّ صَالِحٍ عَابِدِ
و بُكَاءِ ثاكِلَةٍ تَنُوحُ بحُرْقَةٍ تبْكِي فَتاها
وبِربِّ أقْصَى والشّهِيدِ وأُمَّةٍ تحْتَ الخِيامِ
وشَعْبِنا المَكْلُومِ لا موْتَى لنَدْفُنُها ثَراها
قسَماً برَبِّ القُدْسِ والإسْلامِ لنْ أنْسَى
وبَيْنَ جَوَانِحِي قلْبٌ وفِي عيْنَيَ مَاثِلَةٌ رُؤاها
قسَماً باللّهِ ربُّ كُلِّ مُقَدَّسٍ في الأرْضِ
لَنْ أنْساكَ يا ثأْرِي ولَنْ أنْسَى فِلَسْطِينَ ومَاها
فلَسَوْفَ أَشْحَذُ صارِمِي المسْمُومَ فالأقْصَى
يُنادِينِي لأَخْذِ الثأْرِ والقُدْسُ أما تَراها
فإذا دُعِيْتَ أخِي فَكُنْ شِوَاظاً منْ لهِيبٍ
يحْرِقُ الطّاغِينَ واثْأَرْ للشّهِيدِ فذَا مُناها
وإذا دُعِيْتَ أخِي فلَبِّ ولا تَكُنْ هَلِعاً
وإذا دُعِيْتَ فَلِلْكِفَاحِ خُلِقْتَ لا تشْكُو لَظَاها
قسَماً لنُشْعِلُها لَظىً نَحْنُ وأَنْتَ وَقُودُهَا
لنكُنْ جحِيماً صُبَّتْ مُجْتاحاً عِدَاها
دعْنِي و أنْتَ نَكُونُ فِداً ونحْطمُ الظُّلْمَ المُكَبِّلَ
ولْنُعِيدَ الصّرْحَ ولنُعْلِي لأَوْطانِي بِناها
دعْنِي و أنْتَ نقُمْ ونُشْعِلُهُ كفَاحاً في سَبِيلِ
الحَقِّ لا تَعْبَأْ بِمَنْ عَجِزُوا و مَنْ رَهِبُوا أَذَاها
سِتٌّ مَضَوْن َو لَمْ يلُحْ برْقٌ يُنِيرُ سَبِيلَنا
ونَحْنُ في وَلَهٍ يُحَطِّمُنا ويُحْزِنُنا بُكَاها
فانْهَضْ أخي إذا دُعِيْتَ ولا تَهِنْ
لنْ نحْرِزَ النّصْرَ المُؤَزَّرَ إنْ نَهابُ ولا عُلاها
لا النّصْرُ يأْتِي لا الفَخَارُ بِمُشْرِقٍ إلّا
إذا رَفَعْنا رايَةَ الإيْمَانِ سيْراً فِي هُدَاها
نحْنُ الفِدَاءُ أبداً لا غَيْرُنا ولَنْ نرْضَى
ولَنْ نَكِلَ الأُمُورَ إلى أُناسٍ لا تَراها
خبّرْهُمُو أَنَّا هُنا أُسُدٌ تُزَمْجِرُ لا تُطِيقُ الظّلْمَ
لا نرْضَى الهَوَانَ ولَوْ فَنِيْنا فِي ثَراها
نحْنُ الأُبَاةُ وهَلْ نُعِدُّ نُفُوسَنا إلّا
لمَحْوِ الظّلْمِ والطُغْيانِ منْ فوْقِ رُبَاها
7 ـ 4 ـ 1954
هذه القصيدة نظمها الشاعر عام 1954 في ذكرى مرور ست سنوات على نكبة فلسطين.
هذه القصيدة نظمها الشاعر عام 1954 في ذكرى مرور ست سنوات على نكبة فلسطين.
القصيدة على تفعيلات بحر "الكامل".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
0 comments:
Post a Comment