إنّي كذلك مغرم
إنّي كذلك مغرم
أمين سرحان
نشَرَتْ تقُوْلُ مشاعِراً تتَكَتَّمُ
قالتْ بشوْقٍ صادقٍ يَتَحَجّمُ
"بِدَمي اشْتياقٌ لَمْ أبُحْ بِتَشوّقي"
"فأنا إذا ما اشْتقْتُ لا أتكلّمُ"
"يَرْعاكَ رَبُّك لَمْ تَغبْ عنْ خاطري"
"و إذا مَرَرْتَ بِخاطري أتَبَسَّمُ"
فيديو القصيدة
فأجَبْتها مُتَفائِلاً بكلامِها
وكتبْتُ أبْياتاً تُهيبُ و تُلْهِمُ
الشّوْقُ لا يُجْدي إذا لمْ تُفْصحي
إنْ لمْ تَبوْحي كيْف قلْبيَ يعْلمُ
وأَرَى تَشَوّقَكِ الشّدِيدَ تَجَشُّماً
وتُكابِرينَ أليْسَ ذَلِكَ يؤْلمُ؟
بُوحِي بعشْقِكِ لا تخافي عاذلاً
أبْياتُ شِعْرِكِ لَوْعَةٌ إذْ تُفْهَمُ
فتَشجّعي قُولي أحبّكَ تسْعدي
وتجرّئي إنّي كذَلِكَ مُغْرمُ
نشرت إحداهن بيتين من الشعر تقول:
واشتَقْتُ لك لَمْ أبُح بِتَشوّقي فأنا إذا أشتاق لا أتكلّمُ
يَرْعاكَ رَبُّك لَمْ تَغبْ عنْ خاطري وإذا مَرَرْتَ بِخاطري أتبسَّمُ
أعجبني هذين البيتين، رغم أن أولهما مكسور. بحثت كثيراً عن قائلهما ولم أوفق. أثار ذلك في داخلي رغبةً في الرد فكتبت لها هذه القصيدة مستخدما هذين البيتين بعد تعديل البيت الأول على بحر الكامل.
واشتَقْتُ لك لَمْ أبُح بِتَشوّقي فأنا إذا أشتاق لا أتكلّمُ
يَرْعاكَ رَبُّك لَمْ تَغبْ عنْ خاطري وإذا مَرَرْتَ بِخاطري أتبسَّمُ
أعجبني هذين البيتين، رغم أن أولهما مكسور. بحثت كثيراً عن قائلهما ولم أوفق. أثار ذلك في داخلي رغبةً في الرد فكتبت لها هذه القصيدة مستخدما هذين البيتين بعد تعديل البيت الأول على بحر الكامل.
25/11/2021
القصيدة على بحر "بحر الكامل".
دروسٌ في الحب
دروسٌ في الحب
أمين سرحان
هاتِي توْضِيحكِ سيّدَتِي
بأُصُولِ الحُبِّ أفِيدِينِي
فأَنا لا أفْقَهُ بالعِشْقِ
مقْدَارَ الذّرّةِ مِنْ طِينِ
فيديو القصيدة
وحَدِيثُكِ أمْسٍ ما الحُبُّ
كبِدَايَةِ خيْطٍ يُرْضِينِي
قدْ قُلْتِ هُناكَ اسْتِلْطافٌ
إحْساسٌ صَعْبُ التّهْوِينِ
لكِنْ، لمْ يَرْقَ إلى حُبٍّ
فالحُبَّ مَشاعِرُ تَمْتِينِ
أتَقَبّلُ رأْيَكِ سَيّدتِي
لكِنِّي الجهْلُ يُغَطّينِي
و مَشاعِرُ قلْبِيَ جامِحَةٌ
وأَخَافُ جُمُوحاً يُلْقِينِي
أعْطِينِي شَرْحاً سيّدَتِي
كيْ أُدْرِكَ معْنى التمْتِينِ
فأنا أحْتاجُ لتَثْقِيفٍ
فِي عِلْمٍ فيهِ سَبَقْتِينِي
علْمٌ عمَلِيٌّ لا يُكْتَبْ
لا يُجْدِي جُهْدُ التدْوِينِ
لا يُحْفَظُ عنْ ظهْرِ الغيْبِ
منْ نَصٍّ دُونَ التبْيِينِ
لا يُدْرَكُ دُونَ التَطْبِيقِ
نظَرِيّاً يبْقى تَخْمِيني
فَعلُومُ الحُبِّ مُمارَسَةٌ
لا ينْفَعُ فيها التَلْقِينِي
هاتِي ما عنْدَكِ سيّدَتِي
يا مَنْ في العِلْمِ تَفُوقِينِي
أعْطِينِي دَرْساً سيّدَتِي
بوُضُوحٍ دُونَ التبْطِينِ
دُلّينِي كيْفَ يكُونُ الحُبْ
فنّاً كفُنُونِ التكْوِينِ
فالنّحْتُ مِثالٌ، يُتْقِنُهُ
فنّانٌ يَعْجِنُ بالطِّينِ
لا يُجْدِي شَرْحٌ عَنْ بُعْدٍ
فالطِّينُ بِحاجَةِ تلْيِينِ
وفُنُونُ الحُبِّ بلا حَصْرٍ
فاقَتْ أطْيافَ التّلْوَينِ
و أمُورُ الحبِّ مُعَقّدَةٌ
لا أفْقَهُ منْها حَرْفَيْنِ
أحْتاجُ درُوساً كيْ أُفْتي
ما فرْقَ الصّادِ عنِ السّينِ
فأَنَا إذْ أجْهَلُ ما الأُنْثَى
أحْتاجُ لأُنْثَى تُفْتِينِي
أغْوارُ المرْأَةِ أجْهَلُها
ما يَخْفى منْها يُغْوِينِي
حوّاءُ مدِينَةُ أسْرارٍ
والمَدْخَلُ عالِي التّحْصِينِ
وكنُوزٌ ضِمْنَ الأسْوَارِ
تَحْمِيها نارُ التِنّينِ
وجَوَاهِرُ تُذْهلُ لأْلَأَةً
تُخْفِيها أوْراقُ التّينِ
وخَزائِنُ تَحْوِي ياقُوتاً
ألْماساً عالِي التّثْمِينِ
منْ يمْلُكُ مُفْتاحَ السُّورِ
وُلِّي جنّاتَ رَياحِينِ
كيْ أمْلِكَ مُفْتاحَ الخُلْدِ
كُونِي لي كالحُورِ العِينِ
لنْ أخْذُلَ مِثْلَكِ عالِمَةً
بشُؤُونِ الحبِّ المَكْنُونِ
سأَكُونُ مُطِيعاً مُجْتَهِداً
أخْطُو ما أنْتِ تَدُلّينِي
تلْمِيذٌ بيْنَ يدَيْكِ أنا
غرٌّ وبِحاجَةِ تَمْرِينِ
أعْطِينِي حتّى لوْ دَرْساً
لأُتَرْجِمَ إحْساسَ الحِينِ
فدِمائِي حامِيَةٌ جِدّاً
لا يَنْفَعُ فيها تَسْكِينِي
جُودِي بِدُرُوسٍ في العُمْقِ
لا مِثْلَ بَخِيلٍ ضِنِّينِ
كيْ أغْدُو صَقْراً مُنْقَضّاً
أتَمَكّنُ خيْرَ التّمْكِينِ
لا تُنْهِي تَمْرِينِي أبَداً
إيقَافُ الدّرْسِ سيُوْهِينِي
فدُرُوسُكِ مُثْمِرَةٌ جدّاً
تُبْقِينِي إبْنَ العِشْرِينِ
لنْ تَكْفِي دوْرَةُ تَمْرِينٍ
أحْتاجُ دَوامَ التّمْرِينِ
فأَعِيدِي كلّ تمارِينِي
أحْيِينِي عيْشَ سلاطِينِ
9/5/2022
القصيدة على بحر "بحر المتدارك".
أتُحبُّنِي؟
أتُحَبُّنِي؟
أمين سرحان
تُرَى أتُحبُّنِي؟ أيَحْتاجُ هَذا رَدْ؟
ألَمْ تَتَأَكَّدْ أَنّها عِشْقِيَ الأوْحَدْ
سُؤَالٌ بِهِ ظُلْمٌ كبِيرٌ وتجْرِيحٌ
أتَرْتابُ في حُبّي؟ ألا إنّها تَجْحَدْ!
فيديو القصيدة
ألَمْ تسْتَمَعْ في ذاتِ يوْمٍ لأَشْعارِي
لتَعْلَمَ أَنَّ الشّعْرَ في عِشْقِها غَرَّدْ
فبِاللهِ كيْفَ أرْتَضِي الشّكَّ في عِشْقِي
برَبِّكَ قُلْ ماذا أُجِيبُ ولا أحْتَدْ؟
ألَمْ يَكْفِها أحْدَاقَ عَيْنِي لها سُكْنَى
وأَنّي فرَشْتُ البؤْبُؤَيْنِ لها مَرْقَدْ
وأَسْدَلْتُ أهْدابِي دِثاراً لأحْمِيها
ووَسّدْتُ أَجْفانِي رياشاً لها مَسْنَدْ
فيا عَجَبِي تَصَوّرُوا بعْدَها تَسْأَلْ
أتَعْشَقُنِي مِثْلَ امْرئِ القيْسِ ما أكّدْ؟
ألَمْ تتَبَيّنْ أنَّنِي باسْمِها أحْيا
ألَمْ تكْتَفِي أنّي دَعَوْتُ الدُّنا تَشْهَدْ
أيُمْكِنُ أنْ تنْسَى لظَى نارَ أعْماقِي
ألا تَشْعُرُ النّيرانَ تكْوِي بِيا أزْوَدْ؟
فيا ويْحَهَا ماذا تُرى بعْدَها أفْعَلْ
أتَرْتاحُ إنْ أُهْدِي لها نجْمَةَ الفرْقَدْ
أإنْ كنْتُ قُرْباناً على مذْبَحِ العشْقِ
حياتِي ورُوحِي في يَدَيْها فهَلْ ترْشَدْ
أتَلْتَذُّ تَكْرارَ السُؤَالِ مُجُوناً أمْ
أتَخْشَى بأَنّي عنْ هُيامِي بها أرْتَدْ؟
ألا فلْتَثِقْ مِنْ أَنّ قَلْبِي بِها ينْبُضْ
وأَنَّ الحَشا في عِشْقِها وَحْدَهَا يَسْعَدْ
وبلْ إنّها منْسُوجَةٌ في خِبا رُوحِي
وحَتّى جُذى نبْضِي فَمِنْ قلْبِها يُوْلَدْ
وأَنّي إذِ اسْتَبْدَلْتُ ما في شَرايِينِي
هُياماً لكَيْ أحْيا لها عاشِقاً سَرْمَدْ
(السَّرْمَدُ: الدائم)
24/9/2024
القصيدة على بحر "بحر الطويل".
قُولي إنْ كُنْتِ تُحبّيني
قُولي إنْ كُنْتِ تُحبّيني
أمين سرحان
قولِي لي يا منْ تُشْقِينِي
إنْ كانَ الصبْرُ يُداوِينِي
منْ شوْقٍ زلْزَلَ أرْكانِي
فغَدَوْتُ صرِيْعاً تأْسِينِي
فيديو القصيدة
ووَقَعْتُ طَرِيحَ الأشْجانِ
حتّى الجُدْرانُ تُواسِينِي
فالشّوْقُ لهِيبٌ في جَوْفِي
والعِشْقُ إلَيْكِ يُنادِينِي
هلْ أرْضَى بُعْداً كَيْ أسْلُو
والبُعْدُ عذَابٌ يُضْنِينِي
للْصّبْرِ مَرارٌ في الفَمِّ
إنْ أَجْرَعُ مُرّاً يُؤْذِينِي
إنْ كانَ لدَيْكِ لِذا حَلٌّ
هيّا بالحَلّ لتَشْفِينِي
قُولِي لي يا منْ أعْشَقُها
قُولِي إنْ كُنْتِ تُحِبِّينِي
أعْطِينِي خيْطاً منْ أمَلٍ
كيْ أرْضَى صبْراً يُلْهِينِي
فأخِيطُ دَقائِقَ منْ حُلُمٍ
حُلْوٍ أحْياهُ فيُحْيِينِي
بالصّبْرِ سأَبْقَى مُنْتَظِراً
أتَرَقّبُ حتّى تأْتِينِي
2019
القصيدة على بحر "بحر المتدارك".
أوراقُ الزمنِ المتساقطة
أوراقُ الزمنِ المتساقطة
أمين سرحان
يمْضِي بِيَ الزّمَنُ الغَرُورُ مُقَنّعا
وأكادُ لا أدْري أمَرَّ وَوَدّعا؟
(الغَرُور: الخادعُ الذي يَغُر)
فتّشْتُ فِي أوْراقِهِ المُتَساقِطَةْ
علِّي أرى فيها جوَاباً مُقْنِعا
فقُدُومُهُ مِنْ دُونِ عِلْمٍ مُسْبَقٍ
يأْتِي فيُخْرِجُكَ الدُّنا مُسْتَطْلِعا
الكُلُّ يُخْرَجُ مُرْغَماً لمَصِيرِهِ
أرَأَيْتَ مَوْلُوداً أبَى وتَمَنَّعا
فيديو القصيدة
الكُلُّ يُسْحَبُ مِنْ ذُؤابَةِ أنْفِهِ
يُلْقَى بأَقْبِيَةِ الحَياةِ مُطَمَّعا
(ذؤابة: طرف وذؤابة الأنف: رأس الأنف)
يأْتِي بِكَ الزَمَنُ المُخادِعُ مُرْغَماً
يَرْمِيكَ تنْهَجُ في الحَياةِ مُقارِعا
(ينهج: يلهثُ، مقارع: محارب، مصارع)
فتَراكَ تسْعَى كيْ تُحَقّقَ مأْرَباً
لكِنَّهُ ماضٍ أغَذَّ مُسارِعا
يا أيّها الزمَنُ الذي غافَلْتَنِي
واللّهِ أُقْسِمُ أنْ لَمَحْتُكَ خادِعا
أحْتارُ في معْنَى الحَياةِ وكُنْهِها
زمَنٌ يَمُرُّ أمامَ عيْنِيَ مُسْرِعا
أتَفَحّصُ الخُطُواتِ أيْنَ أسِيرُها
عَلِّي أرَى سَبَباً لدَوْرِيَ مُقْنِعا
أسْتَذْكِرُ التارِيخَ طُولَ سنِينِهِ
فعَلى رُفاتِ الناسِ غَيْرُهُمُ سَعَى
أأكون يوماً ذرّةً مِنْ ذا الثَرى
يمْشِي عَلَيْها مارِقٌ مُتَسَكِّعا؟
وأرى السّماءَ تَسُودُها دَيْمُومَةٌ
أمَصِيرُها كَمَصِيرِنا لنْ يُمْنَعا
يتَسَلّلُ اليأْسُ المُخِيفُ لِداخِلِي
أهُناكَ مَغْزىً للحَياةِ لأقْنعا
و أجُولُ في ذِهْنِي بأَسْئِلَةٍ عَصَتْ
عنْ فهْمِ أمْثالِي دُهُوراً أرْبَعا
(يقال الدهر ألف سنة ويقال مائة ألف ويقال مليار)
أأكُونُ سَطْراً أوْ مُجَرّدَ أحْرُفٍ
خُطّتْ على ورقٍ بلَى و تَقَطّعا؟
أأكُونُ طَيْفًا يخْتَفِي عِنْدَ الضُّحَى
مُتَسَرْبِلاً أكْفانَهُ مُتَشَيّعا؟
(متسربلاً: لابساً، متَشَيّع: أي مشيع إلى القبر)
أمْ أنّنِي أصْداءُ رُُوحٍ هائمٍ
رجْعٌ بأَرْوِقَةِ الزّمانِ تَقَطّعا
أوْ أنّنِي أنْغامُ نايٍ خافِتٍ
يمْضِي بأَجْنِحَةِ الرياحِ مُضَيّعا
لا بُدّ أَنّا نكتةٌ أو مزْحَةٌ
يلْهُو بها الزّمَنُ السّمِيجُ تَمَتُّعا
إنّا مُجَرّدُ نُقْطَةٍ مكْتُوبَةٍ
بقَصائِدِ الزمَنِ اسْتَحَلّتْ مَوْقِعا
كُتِبَتْ بلا حِبْرٍ ولا ورَقٍ يُرى
يَمْحي سِماها الدّهْرُ مَحْياً مُدْقِعا
(مُدْقِع: شديد)
إنَّا شَوائِبُ ذَرّةٍ منْثُورُها
في الكَوْنِ ما بيْنَ الرّمادِ تَوَزَّعا
كُلٌّ إلى عَدَمٍ يَؤُوبُ بِدَوْرِهِ
حتّى النجُومُ مآلُها أنْ تُبْلَعا
(الثقوب السوداء تمتص النجوم وتبلعها)
كلٌّ سيُنْسَى مِثْلُ حالِ جُدُودِنا
أتُراكَ تذْكُرُ جَدَّ جَدِّكَ مُذْ وَعَى؟
أهُناكَ مَغْزىً للْوجُودِ أصُوغُهُ
علّي أرى ما في الحَياةِ مُشَجّعا؟
23/6/2024
القصيدة على بحر "بحر الكامل".
تبّاً لمرآتي
تبّاً لمرآتي
أمين سرحان
ماذا دَهَاكِ اليَوْمَ مِرْآتِي
أبْدَلْتِ شكْلِي في هُنَيْهاتِ
(هُنَيْهَةٌ: لَحْظَةٌ قَصِيرَةٌ والجمع هُنَيْهاتٍ)
مَنْ ذا الذي أظْهَرْتِ صُورَتَهُ
مَنْ ذا الذي قَمَّصْتِهِ ذاتِي
ما بالُ منْ تُبْدِيهِ يَرْمُقُنِي؟
كَشْراتُهُ نَسْخٌ لِكَشْراتِي
(الكَشْرَة: إظهار الاستياءً وعدم الرضى عن أمر)
فيديو القصيدة
إنْ مِلْتُ أسْتَقْصِي انْحَنَى نَحْوِي
حتّى لَقَدْ حاكَى الْتِفاتاتِي
تضْيَقُّ عَيْناهُ ليُبْصِرَنِي
مُسْتَخْدِماً نفْسَ انْفِعالاتِي
والحاجِبانِ الشَّيْبُ كَثَّهُما
شُعْثاً كأَذْيالِ النَعاماتِ
(كَثَّ الشَّعْرُ: اجتمع وكثُر في غير طول ولا رِقَّة)
عيْناهُ غاضَتْ وارْتَخَى الجَفْنُ
تُبْقِيهِما عَظْماتِ وَجْنَاتِ
في وجْهِهِ خُطّتْ تَجاعِيدٌ
ترْوِي أقاصِيصَ المَحَطّاتِ
منْها مَحَطّاتٌ بِجَبْهَتِهِ
خُطَّتْ بأَحْزانِ المُصِيباتِ
أطْرافُ عَيْنَيْهِ انْثَنَتْ طَيّاً
حِيكَتْ بأَفْراحِ المَسَرّاتِ
تحْتَ التّجاعِيدِ اخْتَفَتْ قِصَصٌ
غاضَتْ و يا كُثْرَ الحِكاياتِ
ما لِي أرى كَهْلاً يُناظِرُنِي
هلْ جاسَ هذا الكهْلُ مِرْآتِي
هذا قَمِيصِي كيْفَ يلْبَسُهُ
بلْ إنّ فوْقَ الوجْهِ شاماتي
هذا أنا، شَكْلِي مَلامِحُهُ
نَظْراتُهُ تاهَتْ بنَظْراتِي
تبّاً لِمَرْآةٍ كَمِرْآتِي
شوّهْتِ شَكْلِي و انْعِكاساتِي
يا أيُّها الكَهْلُ الذي اسْتَوْلَى
واحْتَلَّ مِرْآتِي وَحاجاتِي
ما أنْتَ إلّا لوْحَةٌ فاقَتْ
ما بِيعَ في أعْتى المَزَاداتِ
قلْبِي شَبابٌ بعْدُ لمْ أُهْزَمْ
أُخْرُجْ فلَنْ أُسْلِمْكَ راياتِي
13/6/2024
القصيدة على بحر "السريع".
شهادة النجوم
شهادة النجوم
أمين سرحان
بدأتْ هُنا في الأمْسِ لحْظةُ مَوْلِدِي
باللّهِ أيّتُها النجُومُ ألا اشْهدي
فهُنا التقَيْتُ حبِيبَتِي بتَلهّفٍ
فملَكْتُ مُفْتاحَ السّعادَةِ في يدي
كنّا اعتَلَيْنا فوْقَ سَطْحِ دِيارِها
خوْفاً علَيْنا منْ تلَصُّصِ مُنْكِدِ
فيديو القصيدة
اللَيلُ أقْبَلَ مُشْفِقاً لِيَلُفَّنا
لمّا رآنِي غارِقاً بتَنَهّدِي
و البدْرُ حاوَلَ جاهِداً فكأنّهُ
منْ بيْنِ غيْماتٍ يُريدُ تصَيُّدي
كنّا معاً مُتَدَاخِلَيْنِ كأنّنا
شخْصٌ وحيدٌ واقفٌ بتَفَرُّدِ
الثوْبُ تلْبَسُهُ حرِيرِيٌّ كأنْ
جسَدِي بثَوْبِ حَبِيبَتِي هوَ يرْتَدِي
فإزارها منْ رُقّهِ أحْسسْتُ أنْ
جسَدِي اكتسى بقَوامِها المُتمرِّدِ
و نَسائِمُ البحْرِ اسْتَقَتْ منْ جيْدِها
عبَقاً يفُوحُ بِعَنْبَرٍ مُتَفَرّدِ
تُسْكِرْنَنِي رَشَفاتُ فاهٍ مُثْمِلٍ
و تعُودُ تَسْكُبُ كأْسَنا و بأَزْوَدِ
أقْبلْتُ أنْهَلُ شَهْدها مُتلقّماً
صدْراً تعَرّى في دُجَى الغَسَقِ النّدِي
و أنا كَطِفْلٍ فوْقَ صَدْرِ أُمَيْمَتي
يخْشى الفِطامَ غَداً وما بعْدَ الغَدِ
(أميمة: مصغر وتدليع أم)
يا أمُّ لا تتَعَجّلِي وتَمَهّلِي
أعْطِ الرّضِيعَ زِمامَهُ بتَرَغُّدِ
لا تفْطِمِي الطِفْلَ الرّضِيعَ فإنّهُ
منْ دُونِ صَدْرِكِ لا و لنْ يحْيا عَدِي
(عدي: أي بدون سقاية)
9/10/2007
القصيدة على بحر "الكامل".
Subscribe to:
Posts (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين