لِمَ بالبُرودِ بدَأتِ لِقاءَنا


لِمَ بالبُرودِ بدَأتِ لِقاءَنا
أمين سرحان

لِمَ بالبرُودِ بدَأْتِ فَوْرَ لِقائِنا؟
أيْنَ احْتِفاؤُكِ؟ لا أراهُ أصِيلا!
قدْ كُنْتِ إنْ لمَحَتْ عُيُونُكِ مَقْدَمِي
تسْتَقْبِلِينِي بالعِناقِ طَوِيلا
أينَ البَشاشَةُ والحَفاوَةُ غُيِّبَتْ
العِشْقُ كانَ رِوايَةً وفُصُولا

القصيدة متلفزة

إنّي عَشِقْتُكِ مُذْ غَدَوْنا نلْتَقِي
ما لِي أراكِ كَمَنْ يُكِنُّ رَحِيلا
أَخْشَى عَلَيْكِ مِنَ الزَّمَانِ تَقَلُّباً
فعَلَى المَشَاعِرِ قَدْ فقَدْتُ دلِيلا
تنْأَيْنَ عنّي كُلّ يوْمٍ خُطْوةً
عَجَباً! فَهَلْ أضْحى الهُيامُ هَزيلا؟
قلْبِي تُساوِرُهُ الشُّكُوكُ بشِدَّةٍ
أعَسَاكِ غَيْرِي قدْ وجَدْتِ بدِيلا؟
أمْ أنّ قَلْبَكِ لَمْ يَعُدْ يَقْوَى على
حَمْلِ الهَوى فَغَدَا الغَرَامُ ثَقِيلا؟
أنَبَشْتِ قَلْبَكِ عَنْ بَقِيّةِ جَذْوَةٍ
حتّى تَبُثِّي الدّفْءَ فيهِ قَليلا
فَلعَلّها تُذْكِي بَصِيصَ تَشَوُّقٍ
يُبْقِي المَحَبّةَ في القُلُوبِ سَبِيلا
كَمْ راوَدَتْنِي فِي المَساءِ هَواجِسٌ
والذُعْرُ إنْ غَرَسَ الجَفاءُ فَسِيلا
فأَضأْتُ أَشْوَاقِي عَلى دَرْبِ الهَوَى
لكِنّ قلْبَكِ لمْ يَرَ القِنْدِيلا
لا زِلْتُ أَرْجُو أَنْ يَعُوْدَ غَرامُنا
وَلَعًا كَما كُنّا عَلَيْهِ جَمِيلا
يَا مَنْ مَلَكْتِ القَلْبَ لا تتَغَيّرِي
ظَلِّي كَما اعْتَدْنا نُدِيمُ مُثُولا
تُحْيِينَ رُوحِي إنْ بَقِيْتِ بِجانِبِي
وأَمُوْتُ غمّاً إنْ بَعُدْتِ قلِيْلا
قَدْ كَانَ قَلْبِي لا يُفارِقُ ظِلَّكِ
واليَوْمَ أَضْحَى الإنْزِواءُ نَزِيلا
هَلْ لِلْهَوَى بَابٌ تَرَكْتِ أعُودُهُ
أَمْ قَدْ صَكَكْتِ مِنَ الجَفاءِ قُفُولا؟

20/1/2016


القصيدة على بحر "الكامل".

دروسٌ في الحب


دروسٌ في الحب
أمين سرحان
أعْطِينِي درْساً سيّدَتِي
بأُصُولِ العِشْقِ أفِيدِينِي
فأَنا لا أفْقَهُ بالعِشْقِ
مقْدَارَ الذّرّةِ مِنْ طِينِ
بالأمْسِ نِقاشُكِ أقْنَعَنِي
إذْ قُلْتِ كَلاماً يُرْضِينِي

https://youtu.be/uTHXlQiuKek
القصيدة مصورة

قدْ قلْتِ هُناكَ اسْتِلْطافٌ
إحْساسٌ صَعْبُ التّهْوِينِ
لكِنْ لمْ يَرْقَ إلى حُبٍّ
فالحُبُّ مَشاعِرُ تمْتِينِ
آمَنْتُ بقَوْلِكِ سَيّدتِي
لكِنِّي الجْهَلُ يُغطّينِي
و مَشاعِرُ قلْبِيَ جامِحَةٌ
وأَخَافُ جُمُوحاً يُلْقِينِي
أحْتاجُ درُوساً سيّدَتِي
كيْ أدْرِكَ معنى التمْتِينِ
تلْمِيذٌ بيْنَ يدَيْكِ أنا
غرٌّ وبِحاجَةِ تَمْرِينِ
فأنا أحْتاجُ لتَثْقِيفٍ
فِي عِلْمٍ فيهِ سَبَقْتِينِي
علْمٌ عمَلِيٌّ لا يُكْتَبْ
لا يُجْدِي جُهْدُ التدْوِينِ
لا يُحْفَظُ عنْ ظهْرِ الغيْبِ
منْ نَصٍّ دُونَ التبْيِينِ
لا يُدْرَكُ دُونَ التَطْبِيقِ
نظَرِيّاً يبْقى تَخْمِيني
وعلُومُ الحُبِّ مُمارَسَةٌ
لا ينْفَعُ فيها تَلْقِينِي
هاتِي ما عنْدَكِ سيّدَتِي
يا مَنْ في العِلْمِ تَفُوقِينِي
أعْطِينِي دَرْساً سيّدَتِي
بوُضُوحٍ دُونَ التبْطِينِ
فأمُورُ الحبِّ مُعَقّدَةٌ
لا أفْقَهُ منْها حَرْفَيْنِ
دُلّينِي كيْفَ يكُونُ الحُبْ
فنّاً كفُنُونِ التكْوِينِ
فالنّحْتِ مِثالاً يُتْقِنُهُ
فنّانٌ يَعْجِنُ بالطِِّينِ
لا يُجْدِي شَرْحٌ عَنْ بُعْدٍ
فالطِّينُ بِحاجَةِ تلْيِينِ
وفُنُونُ الحُبِّ بلا حَصْرٍ
فاقَتْ أطْيافَ التّلْوَينِ
أحْتاجُ درُوساً كيْ أفْهَمْ
ما فرْقَ الصّادِ عنِ السّينِ
فأَنَا إذْ أجْهَلُ ما الأُنْثَى
أحْتاجُ لشَخْصٍ يُفْتِينِي
أسْرارُ المرْأَةِ أجْهَلُها
ما يخْفى منْها يُغْوِينِي
حوّاءُ مدِينَةُ أسْرارٍ
والمَدْخَلُ عالِي التّحْصِينِ
وكنُوزٌ ضِمْنَ الأسْوَارِ
لا يوْجَدُ منْها في الصّينِ
وجَوَاهِرُ تسْطَعُ أنوَاراً
تُخْفِيها أوْراقُ التّينِ
وخَزائِنُ تحْوِي ياقُوتاً
ألْماساً عالِي التّثْمِينِ
منْ يمْلُكُ مُفْتاحَ السُّورِ
وُلِّيَ جنّاتَ رَياحِينِ
كيْ أمْلِكَ مُفْتاحَ الخُلْدِ
كُونِي لي كالحُورِ العِينِ
لنْ أخْذُلَ مِثْلَكِ عالِمَةً
بشُؤُونِ الحبِّ المَجْنُونِ
سأَكُونُ مُطِيعاً مُجْتَهِداً
أخْطُو ما أنْتِ تَدُلّينِي
أعْطِينِي حتّى لوْ درْساً
لأُتَرْجِمَ إحْساسَ الحِينِ
فدِمائِي حامِيَةٌ جِدّاً
لا تَعْرِفُ أدْنى تسْكِينِ
جُودِي بِدُرُوسٍ في العُمْقِ
لا مِثْلَ بَخِيلٍ ضِنِّينِ
كيْ أغْدُو صَقْراً مُنْقَضّاً
أتَمَكّنَ خيْرَ التّمْكِينِ
لا تُنْهِي تَمْرِينِي أبَداً
إيقَافُ الدّرْسِ سيُوْهِينِي
فدُرُوسُكِ مُثْمِرَةٌ جدّاً
تُبْقِينِي إبْنَ العِشْرِينِ
لنْ تَكْفِي دوْرَةُ تَمْرِينٍ
أحْتاجُ دَوامَ التّمْرِينِ
فأَعِيدِي كلّ تمارِينِي
كيْ أحْيا عِشْقَ سلاطِينِ

2022/5/9

القصيدة على بحر "المتدارك".

إلى صاحبة الاسم المُستعار


إلى صاحبةِ الاسمِ المُسْتعار
أمين سرحان

في وحْدَتِي و الكَوْنُ صَمْتُ جَوامِدِ
والنجْمُ يلْمَعُ في فَضاءٍ آبِدِ
أتَصَفّحُ النِتَّ الذي أدْمَنْتُهُ
منْ هاتِفِي المُتَنَقِّلِ المُتَقاعِدِ
ملَلٌ يَعِيثُ بِلُبِّ عقْلِي المُقْفِرِ
واليأْسُ يَقْبَعُ في فُؤادِي البارِدِ
مِنْ صُورةٍ قَفَزَتْ خَيالاً ناعِماً
رقَصَتْ أمامِيَ كالغَزَالِ الشارِدِ

القصيدة مصورة

قرّبْتُ صُورَتَها لعَلّي أجْتَلِي
سِرَّ المَلاكِ الدنْيَوِيِّ الماجِدِ
فكَأَنّما نَجْمٌ أضاءَ جَوَانِحِي
وأعادَنِي لِطُفُولَةٍ ومَقاعِدِ
فعُيُونُها مِثْلُ المَها بِجمالِها
ورُمُوشُها تصْطادُ أعْتى صائِدِ
والشّعْرُ شَمْسٌ كالشُرُوقِ تأَلَّقَتْ
لتَزِيدَ منْ غِلِّ الغَرِيمِ الحاقِدِ
تغْزُو المَدى بأناقَةٍ وبِرَونَقٍ
يُخْشى علَيْها مِنْ عُيُونِ الحاسِدِ
خطَفَتْ فُؤادِيَ بالتّصاوِيرِ التي
نشَرَتْ على صَفَحاتِ مَوْقِعِها الندِي
كم أذْهَلَتْنِي لَقْطَةٌ إذْ دغْدغتْ
قلْبِي بِخَمْرٍ منْ رُضابٍ راغِدِ
طالَبْتُها بِصدَاقَةٍ لمْ تَسْتَجِبْ
أطْلَقْتُ منْ أسْرٍ عِنانَ قَصائِدِي
ونثَرْتُ أشْعارِي على مرْأى الدُّنا
كيْما تُجِيبَ بِحَرْفِ رَدٍّ واحِدِ
لكنّها لمْ تَنْتَبِهْ أوْ تكْتَرِثْ
إذْ مُعْجَبِيها كُثْرُهُمْ بتَزايُدِ
أرْسَلْتُ تعْلِيقاً يَشِي بجَوَامِحِي
لأرَى تَجاوُبَ نَجْمِها المُتَصاعِدِ
ولَبِثْتُ أحْيا بيْنَ آهاتِ الجَوى
وأَعُدُّ لحْظاتِي بشَوْقٍ زائِدِ
تابَعْتُ صَفْحَتَها ثلاثَةَ أشْهُرٍ
علّي أرَى ردّاً لأَيِّ تَوَارُدِ
رُدّي بِرَبِّكِ إنّنِي مُتَلَهِّفٌ
رُدّي لأُثْبِتَ صِدْقَ حُسْنِ مَقاصِدِي
هلْ منْ سَبِيلٍ للوِصالِ أخُوضُهُ
لسَماعِ ردٍّ واضِحٍ ومُشاهَدِ؟
أخْفَيْتِ ما اسْمُكِ خلْفَ بابٍ مُوْصَدٍ
يُعْطِي غُمُوضَ نفائِسٍ وفَرائِدِ
كَنّيْتِ نفْسَكِ يا مَلِيحَةُ ليْلَكاً
أحْلى الزهُورِ اخْتَرْتِ غَيْرَ السّائِدِ
ألْوانُهُ رَمْزٌ لِحُبٍّ صادِقٍ
وأرِيجُهُ أنْسامُ فَجْرٍ واعِدِ
إنْ كانَ حُسْنُكِ رائِعاً كالليْلَكِ
لِمَ تخْتَبِينَ ورَاءَ ظلٍّ جامِدِ؟
في كُلِّ زَاوِيَةٍ أراكِ كَلَوْحَةٍ
رُسِمَتْ برِيشَةِ عاشِقٍ وتَوادُدِ
أشْفِي غَلِيلِي مِنْ جَمالٍ فاتِنٍ
تغْفُو عُيُونِي في بُحُورِ قَصائِدِي
أبْقى ألُوكُ تَخَيّلاتِي آمِلاً
وأُعِيدُ تَرْتِيلَ الحَنِينِ اللابِدِ
تتَراقَصِينَ أمامَ عيْنِيَ كُلّمَا
أغْمَضْتُها فأراكِ قُرْبَ وَسائِدِي
فكأَنّما الأحْلامُ تَرْبِطُ بيْنَنا
ترْوِي حِكاياتٍ بِنَبْضي الناشِدِ
واللَيلُ يَعْزِفُ للحِكاياتِ التي
ألّفْتُها بَيْني وبَيْنكِ شاهِدِي
منْ هاتِفِي أطْوِي المَسافاتِ التي
ما بيْنَنا كالعاشِقِ المُتَواعِدِ
يا ليْتَنِي يوْماً أراكِ ونَلْتَقِي
وَجْهاً لوَجْهٍ في لِقاءٍ واعِدِ
لأَبُثَّ شَوْقي في اللِقاءِ وأُعْلِنُ
لكِنَّ صَدّكِ مِثْلُ بحْرٍ مارِدِ
أبْقَى أُبَحْلِقُ في تَصاوِيرٍ لَكِ
كتأمُّلاتٍ في تَصَوّفِ زاهِدِ
يا منْ بِها قلْبِي تلَظَّى بالجَوَى
وكأَنّهُ وَهْجٌ لِنارِ مَواقِدِ
أأعِيشُ حُبّاً في الخَيالِ وأَكْتَفِي
بقَصائِدٍ لجَرِيحِ عِشْقٍ واجِدِ؟
وأراقَصُ الأحْلامَ عِبْرَ خَيالِيَ
وكأَنّها صَلَواتُ شَيْخٍ عابِدِ؟

05/04/2025


القصيدة على بحر "الكامل".

لُغةُ العيون


لُغةُ العيون
أمين سرحان

بيْنَ العُيُونِ حَدِيثُ عِشْقٍ طُلْسِما
يَشْدُو بِشِعْرٍ فِي الخَفاءِ مُرَنّمَا
نبْضُ الفُؤادِ إذا تَطَلّبَ كَتْمُهُ
صَمْتٌ علا، لوْ قِيلَ شِعْراً أفْحَما
لُغَةُ العُيُونِ حُرُوفُها لا تُنْطَقُ
وحَدِيثُ صَمْتٍ، لا يَكُونُ تَعَلُّما
حتّى ولَوْ حاوَلْتَ يوْماً نَطْقَها
أوْ لَفْظَها يأْتِي الكَلامُ تَلَعْثُما

القصيدة مصورة

جُمَلٌ تُقالُ بِرَمْشَةٍ أوْ لَمْحَةٍ
بعْضُ المَقاطِعِ قَدْ يَكُونُ تَبَسُّما
رَمْشٌ يُحَدّثُ بالسّكُوتِ حَدِيثَهُ
يَرْوي بهِ أسْطُورَةً مُتكتّما
كمْ منْ حدِيثٍ في الهَوى لمْ يُلْفَظِ
لكنَّهُ في العيْنِ كانَ مُتَرْجَما
كُلُّ الكَلامِ يُضِيعُ مَعْنى صَمْتَها
إذْ في العُيُونِ حَدِيثُها قدْ أُحْكِما
لغَةُ العُيُونِ بلاغَةٌ إنْ تُرْجِمَتْ
إذْ في العُيُونِ كِتابُ عِشْقٍ تُمِّما
فالجفْنُ يُخْفِي في الهُيامِ قَصِيدَةً
إذْ كلُّ لحْظٍ فيهِ معْنىً مُلْهِمَا
وإذا التَقاءُ اللحْظِ أبْدى لَهْفَةً
سَيُسَائِلُ النَظَراتِ: هلْ قدْ أفْهَما؟
فاللحْظُ إنْ جارَى الشُعُورَ بِصِدْقِهِ
يبْقَى يُناجِي القَلْبَ حتّى بالوَمى
إنْ راوَدَ الشَوْقُ الجُفُونَ بِرَعْشَةٍ
أفْصَحْنَ عنْ عشْقٍ يَطالُ الأنْجُمَا
فتَرى مُناجاةً بصَمْتٍ مُطْبِقٍ
طَرَفُ العُيُونِ يَقُولُها مُتَرَنِّما
(طَرَفُ العيون: حركتها)
عقْدٌ جرَى توْقِيعُهُ بمشَاعِرٍ
مِيثاقُ عِشْقٍ دُونَ حِبْرٍ أُبْرِما
لُغَةُ العُيُونِ ومُفْرَداتُ هُيامِها
إنْ أُحْكِمَتْ باتَ الكَلامُ مُتَمّما

21/4/2025


القصيدة على بحر "الكامل".

ارحلي لا ترجعي


ارحلي لا ترجعي
أمين سرحان

شَرّقِي أوْ غَرّبِي
أَيَّ صَوْبٍ اذْهَبي
ارْحَلِي أقْصى الدُّنا
وابْعِدِي لا تَقْرُبِي
منْ شَرايِنِي اخْرُجِي
منْ فُؤادِي المُكْرَبِ

القصيدة مصورة

كان قلْبي غارِقاً
في هُيامِي الأعْذَبِ
كُنْتِ قِطّا وادعاً
في ظِلالي تلْعَبي
لمْ أرَ الخبْثَ الذي
في ثِيابِ الثّعْلبِ
تحْتَ جِلْدِ الماكِرِ
لا يَبِينُ المُخْتَبِي
كمْ خَلَفْتِ الموْعِدَ؟
عشْرَةً إنْ تَحْسِبِي
رغْمَ صَفْحِي عِنْدَها
خُنْتِ عِشْقِي اللاهِبِ
بانْتِهاجٍ مُسْبقٍ
واحْتيالٍ مُسْهَبِ
قدْ رآكِ بعْضُهُمْ
عِبْرَ بابٍ وارِبِ
تَحْضُنِيهِ خِلْسَةً
ثمّ تأْتِي تَكْذُبِي
كيْفَ أرْضَى ما جَرَى
ناسِياً ما حاقَ بِي
كلُّ عَهْدٍ خُنْتِهِ
بعْدَ هذا المقْلَبِ
إذْ عُهُودي لَمْ تَفِي
ثمّ تأْتِي تَنْدُبِي
أيُّ غَدْرٍ تُبْطِني
أيُّ خَوْنٍ تَحْجُبِي
أيُّ عَهْدٍ صُنْتِهِ
مذْ وَرَدْتِ مَشْرَبِي
غادِرِي لا تَرْجِعِي
ها هُنا لَنْ تلْعَبِي
وادْفِنِي أخْطائَكِ
في الفَضاءِ الأرْحَبِ
هَلْ تَرِينِي ساذَجا
أوْ تَظُنّينِي غَبِي
أمْ ترِينِي داعِراً
مثْلَ دَيُّوثٍ رَبِي
هَلْ تَظُنِّينَ الأسَى
يُنْتَسَى منْ صاحِبِ
لنْ أُدِيرَ الخَدّ لا
كالمَسِيحِ المُصْلَبِ
لنْ أُدارِي خَيْبَتِي
بارْتِضاءِ المُذْنِبِ
أنْتِ طيْرٌ جارِحٌ
منْ ذَواتِ المَخْلَبِ
رُمْتِ صَيْداً جاهِزاً
في عَشِيقٍ ذائِبِ
كانَ عِشْقاً كاذِباً
منْ فتاةٍ لاعِبِ
كيْفَ أعْفُو عنْ أسىً
إنْ درَجْتِ تَكْذِبِي
كَيْفَ أشْفِي عِلّتِي
منْ هُيامِي الخائِبِ
قدْ صَحَوْتُ مُجْهَداً
منْ منامٍ مُرْعِبِ
فارْحَمِينِي رأْفَةً
منْ عذَابي المُتْعِبِ
ريّحِينِي واخْتَفِي
مِنْ حَياتِي واغْرُبِي
كيْ عُيُونِي لا تَرَى
عِشْقَ عُمْرِي المُتْرَبِ
واتْرُكِي حُزْناً هُنا
فوْقَ وجْهي الشاحِبِ

15/9/2024


القصيدة على بحر "مجزوء الرمل".

حالي كحال الغيم لا يتوقع


حالي كحال الغيم لا يتوقع
أمين سرحان

لا تسْأَلُوا عمّا يُقالُ وتَسْمَعُوا
مُتَقَلّبُ الأَهْواءِ لا يُتَوَقّعُ
فتَقَلّبِي كالسُّحْبِ باتَ مُحيّراً
مُتَغَيّرَ التّشْكِيلِ فِيهِ تنَوّعُ
حيناً تراهَا كالفُتاتِ تنَاثَرَتْ
حيناً تَجِدْها كالصُخُورِ تدَافَعُ
فَتَرى الغُيِومَ تشَتّتَتْ في لَحْظَةٍ
وكَذَا تَرى بعْضِي يَشِتُّ فيُقْطَعُ

القصيدة مصورة

وأَعُودُ أرْتُقُ مَا اهْتَرَى مُتَفائِلاً
كالغَيْمِ إذْ في لحْظةٍ يتَجَمّعُ
وترَى حَمائِمَ مِنْ غُيُومٍ شُكِّلَتْ
وأَنَا كَطَيْرٍ في الهَوَاءِ يُسَارِعُ
وترَى غُيُوماً شَكْلَ شَيْطانٍ بَدَتْ
وأَنَا عَفَارِيتَ الرّعُونَةِ أُبْدِعُ
وأَزِخُّ أمْطَاراً بِغَيْرِ أوَانِها
فأُغَرِّقُ الدّنيا ولا أتَرَاجَعُ
وأَشِحُّ إنْ ما أمْحَلَتْ وَتوَسّلَتْ
طلَباً لغَيْثٍ مُخْصِبٍ أتَمَنّعُ
صفْوٌ أنَا إنْ أرْعَدَتْ و تَوَعّدَتْ
وأَكُونُ رعْداً إنْ صَفَتْ فأُرَوِّعُ
وأُقِيمُ دُنْيا ثُمَّ أقْعِدُها بلا
سَبَبٍ ولا هَدَفٍ تَراهُ فتَقْنَعُ
أغَدَاً تَرَونِي نفْسَ ما اعْتَدْتُمْ أنا
أمْ أنّ شخْصاً آخَراً يتَرَبّعُ
حالِي كَحَالِ الغَيْمِ باتَ تَقَلّباً
فأنا أرَانِي كالغَرِيبِ فأفْزَعُ
فمَتَى أَعُودُ كَمَا أَلِفْتُ تَوَاجُدِي
ومتى ترَونِي كالجِبالِ أُقارعُ
لا تسْأَلُوا عمّا يدُورُ ويحْدثُ
بلْ أرْشِدُونِي ما الخَلاصُ الأَنْجَعُ

21/12/2021


القصيدة على بحر "الكامل".

شروعٌ في الحبّ


شروعٌ في الحبّ
أمين سرحان
أ شُرُوعٌ فِي الحُبِّ التُّهْمَةْ؟
ودليْلُ التُّهْمَةِ أشْعاري؟
القاضي ينْظُرُ في الدّعْوى
وشُهُودٌ مِلْءُ الأنْظارِ
أحْرازُ الدّعْوى مُسْهِبةٌ
فتياتٌ تهْوى أشْعاري
وبنودُ التُهْمَةِ قدْ جَمعتْ
إعْجابَ عذارى الأخْدارِ

فيديو القصيدة
بنْتُ السّلْطانِ غوتْ شِعْري
وبناتُ كبيرِ التُّجّارِ
فتياتُ القصْرِ يُغنّينَ
أبياتاً من شعْري النّاري
وحريمُ القاضي الأرْبعةُ
يَهْوينَ قراءةَ أشْعاري
وفتاةٌ قاصرةٌ تصْغي
منْ فُرْجةِ شُبّاك الدّارِ
القاضي مُسْتاءٌ جدّاً
وعُيونٌ تأْملُ إهْداري
القاضي ينْطقُ بالحُكْمِ
جرْمٌ مع سابقِ إصْرارِ
وأداةُ الجُرْمِ هي الشّعْرُ
أشْعارٌ تثْبتُ أوْزاري
أبْياتٌ فيها إغْواءٌ
فحْواها هتْكُ الأسْتارِ
هَذَا ما يذْكرُ قاضيْنا
ويؤكّدُ عُمْقَ الآثارِ
هلْ تسْمحُ يا قاضي ردّي
لا أسْعى نحْو الإنْكارِ
قانونُ العِشْقِ يُبرِّئُني
يُعْطيني كُلّ الأعْذارِ
إنْ دقّ القلْبُ لفاتنةٍ
هلْ أغْدو ضمْنَ الأشْرارِ
أوْ هامتْ عيْني بحسْناءٍ
هلْ أُلْقى خلْفَ الأسْوارِ؟
إنْ أبْني قصْراً منْ غيْمٍ
هلْ تقْبلُ فاتنةٌ داري؟
حضراتُ السّادةِ ذا ظلْمٌ
التُّهْمةُ تقْصدُ إضْراري
وضَميري مُرْتاحٌ جدّاً
لنْ أرْضى حُكْماً إجْباري
الشّعْرُ غِذاءُ الأرْواحِ
والشّعْرُ حياةُ الشُّعّارِ
التُّهْمةُ باطلةٌ شرْعاً
وسأبْقى أنْظمُ أشْعاري

2ـ5_2021


القصيدة على بحر "المتدارك".

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers