إلى صاحبة الاسم المُستعار


إلى صاحبةِ الاسمِ المُسْتعار
أمين سرحان

في وحْدَتِي و الكَوْنُ صَمْتُ جَوامِدِ
والنجْمُ يلْمَعُ في فَضاءٍ آبِدِ
أتَصَفّحُ النِتَّ الذي أدْمَنْتُهُ
منْ هاتِفِي المُتَنَقِّلِ المُتَقاعِدِ
ملَلٌ يَعِيثُ بِلُبِّ عقْلِي المُقْفِرِ
واليأْسُ يَقْبَعُ في فُؤادِي البارِدِ
مِنْ صُورةٍ قَفَزَتْ خَيالاً ناعِماً
رقَصَتْ أمامِيَ كالغَزَالِ الشارِدِ

القصيدة مصورة

قرّبْتُ صُورَتَها لعَلّي أجْتَلِي
سِرَّ المَلاكِ الدنْيَوِيِّ الماجِدِ
فكَأَنّما نَجْمٌ أضاءَ جَوَانِحِي
وأعادَنِي لِطُفُولَةٍ ومَقاعِدِ
فعُيُونُها مِثْلُ المَها بِجمالِها
ورُمُوشُها تصْطادُ أعْتى صائِدِ
والشّعْرُ شَمْسٌ كالشُرُوقِ تأَلَّقَتْ
لتَزِيدَ منْ غِلِّ الغَرِيمِ الحاقِدِ
تغْزُو المَدى بأناقَةٍ وبِرَونَقٍ
يُخْشى علَيْها مِنْ عُيُونِ الحاسِدِ
خطَفَتْ فُؤادِيَ بالتّصاوِيرِ التي
نشَرَتْ على صَفَحاتِ مَوْقِعِها الندِي
كم أذْهَلَتْنِي لَقْطَةٌ إذْ دغْدغتْ
قلْبِي بِخَمْرٍ منْ رُضابٍ راغِدِ
طالَبْتُها بِصدَاقَةٍ لمْ تَسْتَجِبْ
أطْلَقْتُ منْ أسْرٍ عِنانَ قَصائِدِي
ونثَرْتُ أشْعارِي على مرْأى الدُّنا
كيْما تُجِيبَ بِحَرْفِ رَدٍّ واحِدِ
لكنّها لمْ تَنْتَبِهْ أوْ تكْتَرِثْ
إذْ مُعْجَبِيها كُثْرُهُمْ بتَزايُدِ
أرْسَلْتُ تعْلِيقاً يَشِي بجَوَامِحِي
لأرَى تَجاوُبَ نَجْمِها المُتَصاعِدِ
ولَبِثْتُ أحْيا بيْنَ آهاتِ الجَوى
وأَعُدُّ لحْظاتِي بشَوْقٍ زائِدِ
تابَعْتُ صَفْحَتَها ثلاثَةَ أشْهُرٍ
علّي أرَى ردّاً لأَيِّ تَوَارُدِ
رُدّي بِرَبِّكِ إنّنِي مُتَلَهِّفٌ
رُدّي لأُثْبِتَ صِدْقَ حُسْنِ مَقاصِدِي
هلْ منْ سَبِيلٍ للوِصالِ أخُوضُهُ
لسَماعِ ردٍّ واضِحٍ ومُشاهَدِ؟
أخْفَيْتِ ما اسْمُكِ خلْفَ بابٍ مُوْصَدٍ
يُعْطِي غُمُوضَ نفائِسٍ وفَرائِدِ
كَنّيْتِ نفْسَكِ يا مَلِيحَةُ ليْلَكاً
أحْلى الزهُورِ اخْتَرْتِ غَيْرَ السّائِدِ
ألْوانُهُ رَمْزٌ لِحُبٍّ صادِقٍ
وأرِيجُهُ أنْسامُ فَجْرٍ واعِدِ
إنْ كانَ حُسْنُكِ رائِعاً كالليْلَكِ
لِمَ تخْتَبِينَ ورَاءَ ظلٍّ جامِدِ؟
في كُلِّ زَاوِيَةٍ أراكِ كَلَوْحَةٍ
رُسِمَتْ برِيشَةِ عاشِقٍ وتَوادُدِ
أشْفِي غَلِيلِي مِنْ جَمالٍ فاتِنٍ
تغْفُو عُيُونِي في بُحُورِ قَصائِدِي
أبْقى ألُوكُ تَخَيّلاتِي آمِلاً
وأُعِيدُ تَرْتِيلَ الحَنِينِ اللابِدِ
تتَراقَصِينَ أمامَ عيْنِيَ كُلّمَا
أغْمَضْتُها فأراكِ قُرْبَ وَسائِدِي
فكأَنّما الأحْلامُ تَرْبِطُ بيْنَنا
ترْوِي حِكاياتٍ بِنَبْضي الناشِدِ
واللَيلُ يَعْزِفُ للحِكاياتِ التي
ألّفْتُها بَيْني وبَيْنكِ شاهِدِي
منْ هاتِفِي أطْوِي المَسافاتِ التي
ما بيْنَنا كالعاشِقِ المُتَواعِدِ
يا ليْتَنِي يوْماً أراكِ ونَلْتَقِي
وَجْهاً لوَجْهٍ في لِقاءٍ واعِدِ
لأَبُثَّ شَوْقي في اللِقاءِ وأُعْلِنُ
لكِنَّ صَدّكِ مِثْلُ بحْرٍ مارِدِ
أبْقَى أُبَحْلِقُ في تَصاوِيرٍ لَكِ
كتأمُّلاتٍ في تَصَوّفِ زاهِدِ
يا منْ بِها قلْبِي تلَظَّى بالجَوَى
وكأَنّهُ وَهْجٌ لِنارِ مَواقِدِ
أأعِيشُ حُبّاً في الخَيالِ وأَكْتَفِي
بقَصائِدٍ لجَرِيحِ عِشْقٍ واجِدِ؟
وأراقَصُ الأحْلامَ عِبْرَ خَيالِيَ
وكأَنّها صَلَواتُ شَيْخٍ عابِدِ؟

05/04/2025


القصيدة على بحر "الكامل".

6 comments:

Anonymous said...

دمت مبدعاً شاعرنا القدير
زينب عبد الرشيد محمد

Anonymous said...

ولا اروع شاعرنا العظيم وبالذات النسخه المتلفزه ... رائع جداً 👏👏👏👏👏
اللواء أمجد شافعي

Anonymous said...

وصف في غاية الدقة والروعة والاتقان لحالة الحب الوهمي الافتراضي .... دام التألق والإبداع .
زهور محمود

Anonymous said...

بديعة
محمد مختار مصطفى

Anonymous said...

جميله جدا شاعرنا الكبير امين بيك. انا اسميه هذا الحب ؛( الحب الاليكترونى). واذا لم يلتقيا قد ينتهى بنسيان الباسوورد
عبد المجيد ششه

Anonymous said...

يعني ما بتعرف اسمها؟!!! هههه
محمد أحمد صالحه

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers