لِمَ بالبُرودِ بدَأتِ لِقاءَنا


لِمَ بالبُرودِ بدَأتِ لِقاءَنا
أمين سرحان

لِمَ بالبرُودِ بدَأْتِ فَوْرَ لِقائِنا؟
أيْنَ احْتِفاؤُكِ؟ لا أراهُ أصِيلا!
قدْ كُنْتِ إنْ لمَحَتْ عُيُونُكِ مَقْدَمِي
تسْتَقْبِلِينِي بالعِناقِ طَوِيلا
أينَ البَشاشَةُ والحَفاوَةُ غُيِّبَتْ
العِشْقُ كانَ رِوايَةً وفُصُولا

القصيدة متلفزة

إنّي عَشِقْتُكِ مُذْ غَدَوْنا نلْتَقِي
ما لِي أراكِ كَمَنْ يُكِنُّ رَحِيلا
أَخْشَى عَلَيْكِ مِنَ الزَّمَانِ تَقَلُّباً
فعَلَى المَشَاعِرِ قَدْ فقَدْتُ دلِيلا
تنْأَيْنَ عنّي كُلّ يوْمٍ خُطْوةً
عَجَباً! فَهَلْ أضْحى الهُيامُ هَزيلا؟
قلْبِي تُساوِرُهُ الشُّكُوكُ بشِدَّةٍ
أعَسَاكِ غَيْرِي قدْ وجَدْتِ بدِيلا؟
أمْ أنّ قَلْبَكِ لَمْ يَعُدْ يَقْوَى على
حَمْلِ الهَوى فَغَدَا الغَرَامُ ثَقِيلا؟
أنَبَشْتِ قَلْبَكِ عَنْ بَقِيّةِ جَذْوَةٍ
حتّى تَبُثِّي الدّفْءَ فيهِ قَليلا
فَلعَلّها تُذْكِي بَصِيصَ تَشَوُّقٍ
يُبْقِي المَحَبّةَ في القُلُوبِ سَبِيلا
كَمْ راوَدَتْنِي فِي المَساءِ هَواجِسٌ
والذُعْرُ إنْ غَرَسَ الجَفاءُ فَسِيلا
فأَضأْتُ أَشْوَاقِي عَلى دَرْبِ الهَوَى
لكِنّ قلْبَكِ لمْ يَرَ القِنْدِيلا
لا زِلْتُ أَرْجُو أَنْ يَعُوْدَ غَرامُنا
وَلَعًا كَما كُنّا عَلَيْهِ جَمِيلا
يَا مَنْ مَلَكْتِ القَلْبَ لا تتَغَيّرِي
ظَلِّي كَما اعْتَدْنا نُدِيمُ مُثُولا
تُحْيِينَ رُوحِي إنْ بَقِيْتِ بِجانِبِي
وأَمُوْتُ غمّاً إنْ بَعُدْتِ قلِيْلا
قَدْ كَانَ قَلْبِي لا يُفارِقُ ظِلَّكِ
واليَوْمَ أَضْحَى الإنْزِواءُ نَزِيلا
هَلْ لِلْهَوَى بَابٌ تَرَكْتِ أعُودُهُ
أَمْ قَدْ صَكَكْتِ مِنَ الجَفاءِ قُفُولا؟

20/1/2016


القصيدة على بحر "الكامل".

5 comments:

Anonymous said...

رائع ومتمكن دوما صديقي الفنان وترسم بقلم الشاعر صورة نحسها بل ونشعرها جميعا دمت جميلا رائعا مبهجا شاعرنا الكبير القدير الغالي
د. إسلام عبد المقصود

Anonymous said...

قصيدة تكمن فيها براعة إختيار الفكرة التي ترسمها الكلمات البديعة رغم ما تحمله من حيرة وقلق وخوف من استمرار الجفاء وشغف لاستعادة الهوى والغرام .....
ولكن تعجبت هنا كثيرا من أمر الحبيب حيث قال ...
تنأين عني كل يوم خطوة ...
عجبا فهل أضحى الهيام هزيلا ....
و.... و.... و.... و.... وكل تساؤلاته تخصها لما لايطرح لنفسه ولو سؤال واحد عما فعله ليجعلها هكذا تتغير وتبتعد !!!
معذرة استمتاعي بالقصيدة يضطرني دواما لتفحص الكلمات وبالتالي الإطالة في التعليق ..... دام تميزك وإبداعك شاعرنا .
زهور محمود

Anonymous said...

الله الله ماشاءالله عليك حفظكم الله رائع جدا كعادتكم
د. حمدي أحمد

Anonymous said...

دام الإبداع والتميز أستاذنا الفاضل 🌹🌹
راضي جرجس

Anonymous said...

الله الله الله
أكثر من رائعه
عزة

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers