تبّاً لمرآتي


تبّاً لمرآتي
أمين سرحان
ماذا دَهَاكِ اليَوْمَ مِرْآتِي
أبْدَلْتِ شكْلِي في هُنَيْهاتِ
(هُنَيْهَةٌ: لَحْظَةٌ قَصِيرَةٌ والجمع هُنَيْهاتٍ)
مَنْ ذا الذي أظْهَرْتِ صُورَتَهُ
مَنْ ذا الذي قَمَّصْتِهِ ذاتِي
ما بالُ منْ تُبْدِيهِ يَرْمُقُنِي؟
كَشْراتُهُ نَسْخٌ لِكَشْراتِي
(الكَشْرَة: إظهار الاستياءً وعدم الرضى عن أمر)

فيديو القصيدة

إنْ مِلْتُ أسْتَقْصِي انْحَنَى نَحْوِي
حتّى لَقَدْ حاكَى الْتِفاتاتِي
تضْيَقُّ عَيْناهُ ليُبْصِرَنِي
مُسْتَخْدِماً نفْسَ انْفِعالاتِي
والحاجِبانِ الشَّيْبُ كَثَّهُما
شُعْثاً كأَذْيالِ النَعاماتِ
(كَثَّ الشَّعْرُ: اجتمع وكثُر في غير طول ولا رِقَّة)
عيْناهُ غاضَتْ وارْتَخَى الجَفْنُ
تُبْقِيهِما عَظْماتِ وَجْنَاتِ
في وجْهِهِ خُطّتْ تَجاعِيدٌ
ترْوِي أقاصِيصَ المَحَطّاتِ
منْها مَحَطّاتٌ بِجَبْهَتِهِ
خُطَّتْ بأَحْزانِ المُصِيباتِ
أطْرافُ عَيْنَيْهِ انْثَنَتْ طَيّاً
حِيكَتْ بأَفْراحِ المَسَرّاتِ
تحْتَ التّجاعِيدِ اخْتَفَتْ قِصَصٌ
غاضَتْ و يا كُثْرَ الحِكاياتِ
ما لِي أرى كَهْلاً يُناظِرُنِي
هلْ جاسَ هذا الكهْلُ مِرْآتِي
هذا قَمِيصِي كيْفَ يلْبَسُهُ
بلْ إنّ فوْقَ الوجْهِ شاماتي
هذا أنا، شَكْلِي مَلامِحُهُ
نَظْراتُهُ تاهَتْ بنَظْراتِي
تبّاً لِمَرْآةٍ كَمِرْآتِي
شوّهْتِ شَكْلِي و انْعِكاساتِي
يا أيُّها الكَهْلُ الذي اسْتَوْلَى
واحْتَلَّ مِرْآتِي وَحاجاتِي
ما أنْتَ إلّا لوْحَةٌ فاقَتْ
ما بِيعَ في أعْتى المَزَاداتِ
قلْبِي شَبابٌ بعْدُ لمْ أُهْزَمْ
أُخْرُجْ فلَنْ أُسْلِمْكَ راياتِي

13/6/2024

القصيدة على بحر "السريع".

0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers