وتَكلّمتْ
وتَكلّمتْ
أمين سرحان
وَ تَكَلَّمَتْ مِنْ بعْدِ طُولِ تبَاعُدٍ
فحَسِبْتُ أنّي لمْ أُفارِقْ حُضْنَها
كالطِّفْلِ يبْكِي إنْ تُبَاعَدُ أُمُّهُ
ينْسى البُكَاءَ إذا تلَقّفَ ثَدْيَها
وكَأَنَّ جَوْراً قاسِياً ما عاشَهُ
ولا بكَى وبِحُرْقةٍ مِنْ بُعْدِها
ما أنْ أتانِي صَوْتُها تتَفَوَّهُ
حتّى نَسِيْتُ شُهُورَ غَمٍّ عِشْتُها
فيديو القصيدة
فأجَبْتُ هاتِفَها وقَلْبِي يَقْفِزُ
أيَعُودُ ما كانَ الوِصَالُ بِقُرْبِها؟
حَطّتْ على قلْبِي وَ عَقْلِيَ فَرْحَةٌ
و نَسِيْتُ بُؤْسِي مِنْ قَساوَةِ فِعْلِها
أصْغَيْتُ أسْتَمِعُ الحَدِيثَ بلَهْفَةٍ
منْ كُثْرِ شَوْقِي لاسْتِماعِي صَوْتَها
و سَأَلْتُ عَنْ أخْبارِها مُتَشَوّقاً
مسْتَبْشِراً طِيبَ الرُّجُوعِ بِصُحْبِها
ردّتْ علَيَّ و باقْتِضابٍ مُلْفِتٍ
دُونَ اعْتِذارٍ شارِحٍ لِبُعادِها
و تَحَدّثَتْ وكَأَنَّ شيْئاً لمْ يَكُنْ
كأَنِ الفُضُولُ يَسُوقُها ويَقُودُها
وتُرِيدُ مَعْرِفَةَ الجَدِيدِ بِقِصَّتِي
ماذا اسْتَجَدّ هُناكَ بعْدَ رحِيلِها
وكَأَنَّنِي أَحَدُ الفُصُولِ بِقِصّةٍ
كانَتْ تُمَثِّلُها، مضَى أبْطالُها
كانَتْ تُكَلِّمُنِي بِدُونَ تَلَهُّفٍ
ما هَمّها عدَدُ الشّهُورِ وطُولِها
لوْلا الفُضُولُ لقِصّتِي لمْ تتّصِلْ
فعَرَفْتُ ساعَتَها مَقامِي عِنْدَها
لمّا انْتَهَتْ عَقْلِي صَحَا مُتَسائِلاً
كيْفَ اسْتَطَاعَتْ هَجْرَها و ثَباتَها؟
لا شَكّ تلْعَبُ بالمَشاعِرِ مُتْعَةً
وبقَسْوةٍ لا رفّةٌ مِنْ رِمْشِِها
كيْفَ ارْتَضَيْتُ قسَاوَةً ولأَشْهُرٍ
مسْتَحْمِلاً منْ دُونِ شَكٍّ وَقْتَها
تبّاً لأَنّي لا أزالُ أُحِبُّها
تبّاً لقَلْبٍ غارِقٍ في عِشْقِها
يوْماً إذا غَدَتِ المَحَبّةُ هكَذا
لا بدَّ منْ دفْنِ القُلُوبِ و وأْدِها
والآنَ أَجْهَشُ بالبُكَاءِ بِحُرْقَةٍ
منْ ذُلِّ نفْسٍ ضَعْفُها بِغَبائِها
18/5/2022
القصيدة على بحر "الكامل".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
0 comments:
Post a Comment