فلنُخرج الطفل الذي بصدورنا
فلنُخرج الطفل الذي بصدورنا
أمين سرحان
عَيْناكِ تُبْدِي طِفْلَةً تتَشَوّقُ
للِقاءِ خِلٍّ مُعْجَبٍ يَتَحَرّقُ
علِمَتْ بِمَقْدَمِ خِلّها فتَهَيّأَتْ
فَكّتْ ضَفائِرَ شَعْرِها تَتَأَنّقُ
سَمِعَتْ خُطاهُ فأَسْرَعَتْ للِقائِهِ
وثَبَتْ مُعانِقَةً لَهُ وتُطَوِّقُ
فيديو القصيدة
أخَذَتْ يَدَيْهِ بِسُرْعَةٍ و فُجاءَةٍ
وجَرَتْ تُحِفّزُ خِلّها وتُسابِقُ
تلْهُو تُلاعِبُهُ بِكُلِّ براءَةٍ
يَجْرِي يُلاحِقُها بِقَلْبٍ يَخْفِقُ
كمْ أعْشَقُ الطِّفْلَ المُخِبَّأَ طَيَّنا
فبَراءَةُ الأطْفالِ دَوْماً أصْدَقُ
فَلْنُخْرِجِ الطِّفْلَ الذي بِصُدُورِنا
حُرّاً طلِيقاً مِنْ قُيُودٍ تُرْهِقُ
لا تَكْبُتِي أبَدَاً مَشاعِرَ طِفْلَةٍ
قبَعَتْ حَبِيسَةَ بالِغٍ لا يَعْتِقُ
هَيّا اتْبَعِينِي نَنْطَلِقْ بتَحَرّرٍ
لِنَدُقَّ أعْلامَ الطُفُولِةِ تَخْفِقُ
و نَعُودُ كَالأطْفالِ دُونَ تَحَفُّظٍ
نَنْسى رَزَانَةَ راشِدٍ يَتَشَرْنَقُ
تَشْدُوْ حَناجِرُنا بأُغْنِيَةٍ معاً
نلْهُوْ ونَلْعَبُ دُونَ حِذْرٍ يُؤْرِقُ
هاتِي عَرائِسَكَ التي أسْكَنْتِها
زمَناً طَوِيلاً في خَزائِنَ تَخْنُقُ
يَسْرِي يُداعِبُها نَسِيمٌ مُنْعِشٌ
حتّى تَكادُ مِنَ ابْتِهَاجٍ تنْطِقُ
هاتِي الكِتاباتِ التي دَوّنْتِها
ولْتَقْرَئِي لِي بَعْضَها أتَذَوّقُ
و عَلى نِكاتِ طُفُولَةٍ نتَضَاحُكُ
إنْ شِئْتِ قهْقَهَةً فوَجْهُكِ يُشْرِقُ
قُصِّي أَحادِيثَ الطُفُولَةِ كُلِّها
لا تَسْكُتِي إنّي لِصَوْتِكِ أعْشَقُ
قُصِّي عَلَيَّ وخَبّرِينَي قِصّةً
عَنْ طِفْلَةٍ بِقَدِيمِها تَتَعَلّقُ
هاتِي تَصَاوِيرَ الأحِبّةِ واشْرَحِي
منْ كانَ فيها وقْتَها يتَأَلّقُ
"هذا أبِي، أُمّي هُناكَ وَجَدّتِي
وأَخِي يُراقِبُ خالَتِي ويُبَحْلِقُ"
"أمّا أنا تِلْكَ الصَغِيرَةُ تَلْعَبُ
وعُيُونُ أُمّي حارِسٌ يتَحَقّقُ"
"تلْكَ البَرَاءَةُ دُونَ هَمٍّ عِشْتُها
مهْما يدُورُ هُناكَ أَوْ يَتَخَلَّقُ"
فلْنَقْتَفِي أثَرَ الغُيُومِ لعلّها
ستَدُلُّنا أيْنَ الأحِبّةُ حَلَّقُوا
ولْنَنْطَلِقْ نَحْوَ السُّهُولِ بِجُرْأةٍ
و على جُذُوعِ نَخِيلِها نَتَسَلَّقُ
فَوْقَ البِساطِ السُنْدُسِيِّ نُهَرْوُلُ
نَجْرِي نُطارِدُ ظِلّنا، مَنْ يَسْبِقُ؟
و على الحَشائِشِ نرْتَمِي بمَسَرّةٍ
فنَرى الحمائِمَ في السَّماءِ تُحَلِّقُ
وحَفِيفُ أشْجارٍ تَمُوجُ بِشِدَّةٍ
فَوْقَ الرُؤُوسِ كأَنّها تَتَراشُقُ
هيّا ارْفَعِي النّغَماتِ شَدْوَاً صادِحاً
تأْتِي الطُيُورُ جَماعَةً تَتَحَلَّقُ
فَعَلى صَدَى نغَماتِ صَوْتِكِ تَنْتَشِي
و سُعُوفُ أشْجارِ النَّخِيلِ تُصَفِّقُ
وخُذِي بيَدِّي واسْحَبِينِي أيْنَما
تَبْغِينَنِي فأنا كَظِلّكِ ألْحَقُ
ولْنَخْتَفِي خلْفَ الصّخُورِ هُنالِكَ
كيْ نَحْتَفِي بلِقائِنا نتَعانَقُ
كيْ نَرْسُمِ الأحْلامَ وِفْقَ خَيالِنا
كُونِي مَعِي فأنَا بِحُضْنِكِ أَحْذَقُ
ولْنَنْتَقِي أحْلى الصُّخُورِ مَطَلّةً
عَرْشاً لِمَمْلَكَةٍ بها نتَشَدّقُ
مِنْها نُشاهِدُ ظِلّنا يَتَطاوَلُ
ظِلّانِ مِنْ فَوْقِ الصُّخُورِ تَعانَقُوا
و عَلى البِساطِ السُّنْدُسِيِّ تَراهُما
شمْسُ المِغِيبِ هُناكَ لا يَتَفَرّقُوا
13/5/2024
القصيدة على بحر "الكامل".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
0 comments:
Post a Comment