عذراً آنستي الصغيرة
عذراً آنستي الصغيرة
أمين سرحان
أتُوقُ إلَيْكِ آنِسَتي الصَغِيرَةْ
لبَسْمَتِكِ المُنَاوِرَةِ الخَطِيرَةْ
إلى الخَجِلِ الذي يُزْهي الأُنُوثَةْ
إلى الضَحِكاتِ منْ خَلْفِ الضَفِيرَةْ
إلى نبَراتِ صوْتِكِ في الحديثِ
إلى الهَمَساتِ تتْرُكُنِي بِحِيرَةْ
إلى الصَوْتِ المُلَغّمِ بالإثارَةْ
فأسْرَحُ في خيالاتٍ قَصيرَةْ
فيديو القصيدة
أُسافِرُ في عُيُونِكِ نحْوَ شَطٍّ
على طَرَفٍ قصِيٍّ في جَزِيرَةْ
لنَنْأَى عنْ جمِيعِ الخلْقِ بُعْداً
فتَنْعَمُ بالهُوَى عَيْنُ الصّغِيرَةْ
يُفاجِئُنا سنا برْقٍ فنسْعى
إلى دارٍ تكُونُ لنا مُجِيرَةْ
(سنا: لمعان)
نرى كوخاً نأى أهْلُوهُ عَنْهُ
فنَهْرَعُ تلقُفينَ يدي الخَفَيرَةْ
(الخفيرة: الخفير هو الحارس)
لنُوقِدَ نارَ أحْطابٍ تَقِينا
خُطُورَة برْدِ عاصِفةٍ مَطِيرةْ
على أصْواتِ طقْطَقةِ احتِراقٍ
طغَتْ أصْواتُ أمْطارٍ غزِيرَةْ
فألْمَحُ في عُيُونِكِ رعْدَ خوْفٍ
فتَحْضُنُنِي ذِراعَيْكِ الصّغِيرَةْ
فأُطْبِقُ ساعِدَيَّ عَلَيْكِ فَوْراً
على صدْرِي أرى عَيْناً قَرِيرَةْ
و يأْتِي هاتِفٌ يدْعُوكِ حالاً
ألا قومي، ألا فُكّي الضفِيرَةْ
دعِي الشّعْرَ الحرِيرِيَّ الطَوِيلَ
يُسافِرُ نحْوَ منْ يُرْضِي غُرُورَةْ
دعِيهِ يَسِيْلُ نهْراً في يدَيْهِ
يهِيمُ بهُ و يسْتَنْشِي عَبِيرَهْ
ألا هُبّي و صُولي، أمْ تُراكِ
تخَافينَ التلَعْثُمَ أوْ غَرِيرةْ
(غريرة: غرّ وغريرة أي لا تجربة لها)
ألا هُبّي فما عُدْتِ الصَغِيرَةْ
كبِرْتِ و صِرْتِ مُغْرِيَةً مُثِيرَةْ
فهَيّا أنْهِضِيهِ وعانِقِيهِ
قفِي و تَجَرّئِي كونِي جَسُورَةْ
خُذِي كِلْتا يدَيْهِ و راقِصِيهِ
دعِيهِ يَهِيمُ في رقْصِ الأمِيرةْ
***
أراكِ تُراقِصِينِي كالنّساءِ
و قدْ تعَدَيْتِ مرْحَلةَ الخَبِيرَةْ
و أخْيِلَةُ اللَهِيبِ على الجِدارِ
تُؤَجّجُ رَغْبةً فينا مُغيرَةْ
تغُيرُ لنا على كلّ الجُسُورِ
فلا ذنْبٌ عليْنا أوْ جَريرَةْ
و نَسْمَعُ هاتِفاً فِينا يُنادِي
ألا إنّ الظُرُوفَ أتَتْ أثِيرَةْ
(أثيرة: مواتية)
ألا اغْتَنِمُوا ثَوانٍ لنْ تَعُودَ
وآنٍ لنْ يَعُودَ لكُمْ نَظِيرَهْ
ألا إنَّ الحياةَ سُدىً تَضيعُ
فيا سَعْدَ امْرِئٍ سَمِعَ المَشُورَةْ
و يا لِهَناءِ منْ قَطَفَ الجَنى و
تمتّعَ قبْل أنْ يلْقى مَصيرَهْ
***
يُفاجِئُني زميرٌ في الطرِيقِ
فأصْحو منْ خيالاتي القَصيرَةْ
و ألْمَحُ في عُيُونِكِ برْقَ ضيقٍ
فأعْلمُ أنّ راحِلَتِي كَسِيرَةْ
(كسيرة: أي مكسورة)
سرَحْتُ فسامِحِينِي إنْ شطَطْتُ
وعُذْراً منْكِ آنستي الصَغِيرَةْ
28- 7- 2023
القصيدة على بحر "الوافر".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
0 comments:
Post a Comment