سمراؤه وسمرائي: مناكفة شعرية
سمراؤه وسمرائي
مُناكفةٌ شعرية
مُناكفةٌ شعرية
بينما كنت أبحث في دفاتري العتيقة (تماماً كالتاجر المفلس) وجدت مناكفةً جرت بيني وبين صديقي الشاعر أسعد المصري في ربيع عام 2009 حول سمرائه وسمرائي.
وكم تنميت يومها أن يستمر السجال وكم أتمنى اليوم أن نعيد سجالاً مثله.
ولصديقي أسعد ديوان منشور بعنوان "مد الرمال" يقع في 100 صفحة ويضم ثلاثين قصيدة.
إليكم تفاصيل ما حدث
إليكم تفاصيل ما حدث
كتب الشاعر أسعد المصري في 17/ 5/ 2009 نصاً شعرياً يتغزل بصديقةٍ سمراء
الهاء
الهاءُ مفتاحُ الهوى
همسةٌ
من روحِ بُنٍّ هدهدتْ
آهاتِ هالٍ
هالةٌ
في بُرهةٍ سَكرى تناهى
إذ رآها تيهُهُ
فهامَ في ما هلَّ منها
و اشتهى !
*******************
همسةٌ
من روحِ بُنٍّ هدهدتْ
آهاتِ هالٍ
هالةٌ
في بُرهةٍ سَكرى تناهى
إذ رآها تيهُهُ
فهامَ في ما هلَّ منها
و اشتهى !
*******************
فرددت عليه بالأبيات التالية في نفس اليوم
سر الهال
أمين سرحان
و ما سرُّ ذاكَ الهالِ في البُنِّ تَهْواهُ
ألا يُشْرِبُ البُنُّ النّقِيُّ بلا هالِ
أمْ أنَّ الشِّفاهَ يَطيبُ مذاقُها
إذا ما تَخَضّبَتْ بشَيْءٍ منَ الهالِ
أيا صاحِبِي إنّي أرى فيكَ عاشِقاً
شذَى هَالةَ السّمْراءَ مِنْ بعْدِ أمْيالِ
فهلْ أبْدتِ السّمْراءُ عِشْقاً جليّاً أمْ
نسَجْتُمْ مُنى الأَحْلامِ مِنْ خيْطِ آمالِ؟
فيَأتَيكَ هَمْسٌ في ليالِيكَ منْ طَيْفٍ
يبادِلُكَ العشْقَ الشّهِي دونَ مكْيالِ؟
(بحر الطويل)
*******************
أجابني بالأبيات التالية في 24/ 5/ 2009
سمرائي الأنقى
أسعد المصري
لا موْتَ تجلو بهِ كينونةُ الهالِ
كالبُنِّ ، يُغلى لكي يُحييهِ في الحالِ
السرُّ في بُنِّها ـ سمرائيَ الأنقى ـ
في قهوةٍ، روحُها منَّتْ على هالي
بالرّوحِ بالعُمرِ بالأوْقاتِ أحْلاها
فكانتِ المُرتجَى في العِشقِ و الغالي
***
إنْ طيْفَها أنْزلتْ يوماً على روحي
أو صاحبتْ روحُها طيْفي إلى العالي
تخضَرُّ منِّي الرُؤى و الليلُ يُضويني
لا همَّ منْ مرقَدِي يدنو و لا بالي
***
أما إذا أشْرقتْ شمْسٌ بملقاها
أصْحو على بسْمةٍ من ثَغرِ آمالي
أحتارُ في ملْبسي في صِدقِ مِرْآتي
أعدو على درْبِها و الشّوْقُ قتَّالي
تنتابُني رعْشةٌ، في البدْءِ إذْ أدْنو
منْ لحْظةِ الملْتقى، سَكرى، و في التالي
تَوْقٌ إلى حَضْنِها يطْغى على قلْبي
و تشْتهي قُبْلةً بالصمْتِ أقْوالي!
***
صوتٌ كما اللحْنِ منْ نايٍ بِها وَجْدٌ
بالرّوحِ لما سما أوْدى بأغْلالي
قالتْ و نارُ الهوى في قوْلِها أجَّتْ
ما مِنْ عِتابٍ على مَنْ حالُهُ حالي!
(بحر البسيط)
*******************
فناكفته في اليوم التالي بهذه الأبيات
سمرائي الأشهى
أمين سرحان
القهْوَةُ الجُودُ مِنْ سمْرائِيَ الأشْهى
الحُسْنُ طاغٍ بها في أوْجِ إذْهالِ
قدْ أسْكرَتْ قلْبيَ السّمْراءُ بالغُنْجِ
أرْبى مِنَ السُّكْرِ فيهَا نكْهةُ الهالِ
يا صاحِبِي لوْ بعَيْنَيَّ التَقيْتَ بها
لنْ تلْتَقِي مِثْلَها لوْ بعْدَ أجْيالِ
يزْهُو الثَرى حِينَ تَخْطُو فَوْقَهُ طَرِباً
نَشْوانَ منْ وقْعِ مَمْشى كَعْبِها العالِي
القلْبُ يَطْرَبُ إنْ كانَتْ تُحَدِّثُنِي
فالنبْسُ خمْرٌ لمُشْتاقٍ كأَحْوالِي
قلْ لي أ سَمْراؤُكَ ائْتَمّتْ بسَمْرائِي
سمْرائِيَ الحلْوَةُ الأشْهى بلا هالِ
(بحر البسيط)
*******************
فأجاب في 28/ 5/ 2009 بما يلي
لكلٍ ما اشتهى
أسعد المصري
أنْ تُبْدِلَ العَينَ، أو تسْتبدِلَ الرائي
كأَنْ تُبادِلَ بيْنَ الزّايِ و الرّاءِ
في كلِّ لونٍ من الألوانِ ما يُغري
و ليْستِ الشمسُ إنْ تدنو بصفراءِ
إنْ تشتهي، لكَ في سمرائِكَ المُشتهى
و لي إذا ما اشتهيتُ الدفءَ سمرائي!
(بحر البسيط)
*******************
أعدت مناكفته بعد يومين في 30/ 5/ 2009
لمَ التهرب؟
أمين سرحان
وَلِمَ التّهَرُّبُ مِنْ حقَائِقَ قُلْتُها
هَلْ بالهَوَاجِسِ تبْتَغِي إِلْهَائِي
فإذَا بَدَا لَكَ أنْ لِكُلًّ ما اشْتَهَى
ذاكَ انْسِحابٌ بَيِّنُ الإمْلاءِ
حسْنائِيَ البَدْرُ التّمامُ إذا بدَتْ
لارْتَدَّ بدْرُ الليْلَةِ القَمْراءِ
أتُرَى السّماءُ بِغَيْرُ بدْرٍ واحِدٍ؟
إلّا إذا احْوَلَّتْ عُيُونُ الرائِي!
وإذَا درى العُشّاقُ قدْرَ جمالِها
سارُوا الفَراسِخَ دُونَما إعْياءِ
في الأرْضِ إنْ سَمِعَ الخَلِيْقَةُ شَدْوَها
حَجّوا لَها جَرْياً بِلا إبْطاءِ
وإذا وَزَنْنا العَقْلَ وزْنَ رَجاحَةٍ
لتَفَوّقَتْ بِحَصَافَةِ العَقْلاءِ
سَمْراؤُكَ انْطِقْ إنْ جَرُؤْتَ صِفاتَها
فأَنا مُحَالٌ صِنْوُها حَسْنائِي
(بحر الكامل)
05- 06- 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
1 comments:
رائعة وجميلة وما دامت مناكفة شعرية فاسمح لي أنا الأخر ان اناكف من بحر الكامل قائلا
تَاللَّهِ أَعيَيتُم ظُنُونِي فِي الهَوَى
مِن وَقعِ سَمرَاءٍ طَغَت بِرِجَالِ
فَشَبِيهَةُ البَدرِ المُتَمَّمِ فِي السَمَا
بِالشِعرِ نَسجٌ قَد بَدَا كَخَيَالِ
سَمرَاوَتَانِ لِشَاعِرَينِ تَمَكَّنَا
فَنَّ القَصِيدِ فَقَارَبَا لِكَمَالِ
هَذَا القُلَيبُ قَدِ اعتَرَتهُ مَحَبَّةٌ
مِن فَيضِ وَصفٍ يَزدَنِي بِجَمَالِ
هَلَّا بِحَقِّ اللِّهِ أَرجُو عُزُومَةً
مِن شَاعِرَينِ بِقَهوَةٍ بِالهَالِ
فَالهَالُ مِنكُم قَد بَدَا لِي سِحرُهُ
يَنطِق بِشِعرٍ لَم يُرَى بِمِثَالِ
#د_إسلام_حمدي_عبد_المقصود
Post a Comment