سلْ بُراقَ الرسولِ عن مسْراهُ
سلْ براقَ الرسولِ عن مسْراهُ
للشيخ الشاعر
د. محمد صدقي بن أحمد البورنو الغزي
د. محمد صدقي بن أحمد البورنو الغزي
سَلْ بُراقَ الرسُولِ عنْ مَسْراهُ
سَلْ بِطاحَ الحَجِيجِ عنْ أقْصَاهُ
سَلْ حِراراً بطِيبَةِ الخَيْرِ خُبْراً
يا ديارَ الأنْصارِ رُدّي أسَاهُ
سَلْ بِقاعَ الإسْلامِ في كُلِّ قُطْرٍ
أيُّ ليْلٍ يلُفّها عَطْفاهُ
و توَجّهْ للْقُدْسِ واسْأَلْ رُباهُ
أيُّ ناعٍ لمَا دَهَى يَنْعاهُ
فيديو القصيدة
حيّ قُدْسَ السّلامِ مبْدٍ خُشُوعاً
ناكِسَ الرأسِ حينَ يبْدُو رُؤَاهُ
سَرِّحِ الطَرْفَ في رُبَاهُ وئِيداً
ثُمّ جُلْ في رُبُوعِهِ وَقُراهُ
هلْ تُراهُ الأسَى عَلَيهِ جَلالٌ
و رُؤَاهُ حزِينَةٌ في رُبَاهُ
في ظِلالِ الإرْهابِ يحْيَى أسِيفاً
حِينَما غابَ ذِكْرُهُ وَهُدَاهُ
أوْ تَراهُ مُغْبَرَّةً مِنْهُ أرْضٌ
حينَ يبْدُو و مُكفَهِرّاً سَمَاهُ
صوّحَ الزّهْرُ في رُباهُ وَ فرّتْ
منْهُ أطْيارُهُ وَعافَتْ حِمَاهُ
حيُِّ قُدْسَ السّلامِ أرْضِ بِلادِي
قدْسَ وَحْيٍ مُبارَكٍ أرْجَاهُ
حيّها بالأسى وقَبّلْ ثَراها
خَضِلاً بالدّمَاءِ لا بِنَداهُ
إذْ سَقَتْهُ الدّماءُ مِنْ شُهَداءٍ
دافَعُوا الغَدْرَ عَنْ حِمى أقْصاهُ
غدْرَ صُهْيُونَ إذْ يُرِيدُ مَماتِي
بلْ بِلادِي بلْ صَخْرَتِي ورُباهُ
فاسْتَباحُوا بغَدْرِهِم قُدْسَ الاقْصَى
واسْتَحَلّوا حُرْماتِهِ ونِساهُ
دنَّسُوا الطّهْرَ في رُبَى القِبْلةِ الأُو
لَى ودَاسُوا بِكُفْرِهِمْ ما عَلاهُ
هُمْ يُرِيدُونَ هَدْمَهُ ليُشِيدُوا
هيْكَلاً يدّعُونَ "سَلْمُنْ" بَناهُ
وغَدا أهْلُهُ وَ بَيْنَ أسِيرٍ
أوْ قتِيلٍ رَوّتْ دِماهُ ثَراهُ
أوْ بعِيدٍ مُشَرّدٍ ذِي أنِينٍ
أوْ حَنِينً إذْ شوْقُهُ أضْناهُ
أوْ ذلِيلٍ في الدّارِ يبْكِي دِياراً
قابِعٍ في الشّقاءِ بادٍ أسَاهُ
يا بِلادِي والحُزْنُ بيْنَ ضُلُوعِي
في فُؤادِي عَظِيمَةٌ بلْواهُ
ما ظَنَنْتُ الأيّامَ تُخْفِي رَزايا
مثْلَ رُزْءِ الإسْلامِ في أقْصاهُ
قدْ أُصِيبَ الإسْلامُ في كُلِّ أرْضٍ
كُلَّ حِينٍ ولَمْ يُهادِنْ عِداهُ
إذْ فقَدْنا في الغَرْبِ أنْدَلُساً فيْـ
ـحا وفِي الشّرْقِ صِينُهُ وقُراهُ
وبُخَارَةْ والقِرْمُ تبْكِي خُوارِزْ
ماً وبَلْقَانُهُ يذُوبُ حَشاهُ
مُذْ ذَوَتْ شُعْلةُ الهِدايَةِ فيها
ودُعاءُ التّوْحِيدِ ضاعِ صَداهُ
وانْطَوَتْ رايُهُ وصَارَتْ رُباهُ
ليْسَ فيها أذَانُهُ ونِدَاهُ
إذْ عَلا فَوْقَ تُرْبِها رايُ كُفْرٍ
أظْلَمَتْ أرْضُهُ ضُحَىً وسَماهُ
وَغَدا وَ الإسْلامُ يبْكِي دِياراً
لمْ تَعُدْ في الوُجُودِ تُدْعَى حِماهُ
والبَلايا ما زَالَ منْها صَبِيبٌ
مدْلَهِمٌّ مُسْوَدّةٌ أرْجاهُ
فوْقَ أرْضِ الإسْلامِ ما كُنْتُ يوْماً
أتَمَنّى الحَياةَ حينَ أرَاهُ
يسْهُلُ الخَطْبُ حينَ يُكْلَمُ طَرْفٌ
كيْفَ والقَلْبُ سهْمُهُ أصْماهُ
ما ظَنَنْتُ الأيّامَ تخْفِي رَزَايا
مثْلَ رُزْءِ الإسْلامِ في أقْصاهُ
قدْ أضاعَ الإسْلامُ سُحْقاً بنُوهُ
أيُّ قوْمٍ عَنِ الحِقِيقَةِ تاهُوا
جانَبُوا الخَيْرَ ثُمَّ مالُوا لِشَرٍّ
ليْسَ يُدْرَى على الزّمانِ مَداهُ
أيُّ قوْمٍ في التّيهِ ضَلُّوا حَيارَى
والسِّراجُ الوَهّاجُ بادٍ ضِياهُ
مزَّقَ الحِقْدُ والدّسائِسُ قوْمِي
والضّلالُ الفَتّاكُ يُرْدِي لَظاهُ
أصْبَحُوا بعْدَ عِزَّةٍ وإِباءٍ
في شَتَاتٍ وذُّلِّ فيهِمْ جَباهُ
بعْدَ عِزِّ الإسْلامِ صارُوا خَزايا
في قِياسِ الأقْوامِ هُمْ أدْناهُ
يأْمَلُونَ الإنْصافَ مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ
يقْرَعُ الهَامَ صارِمٌ حَدّاهُ
طالِبُ الحَقِّ بالرّجاءِ سَخِيفٌ
و غَبِيٌّ غَباؤُهُ أعْماهُ
أيُّ حَقٍّ يُعْطِيهِ سَالِبُ حَقٍّ
إنْ يرَى الحَقَّ ما تَنالُ يَداهُ
أعَدُوِّي يَقِيدُنِي مِنْ عَدُوِّي
عجَباً يمْلَأُ الفُؤادَ أَساهُ
لنْ تُنالَ الحُقُوقُ إلّا بِحَرْبٍ
يُذْهِلُ الشّيْخَ أنْ يَرَى أبْناهُ
ويُدَوِّي في الجَوِّ قَصْفُ رُعُودٍ
يخْلَعُ القَلْبَ حينَ يعْلُو صَداهُ
لنْ تُنالَ الحُقُوقُ إلّا بعَزْمٍ
ويَقِينٍ في القلْبِ يعْلُو مَداهُ
خَلِّ عنْكَ الحُلُولَ إلّا وَحِيداً
يُوْقِفُ الظُّلْمَ بَلْ يُزِيلُ شقاهُ
حَيُّ جُندَ الفِداءِ حَيُّ رِجالاً
عرَفُوا الحَقَّ ما وَنَوا أوْ تاهُوا
عرَفُوا الحَقَّ بالمَدافِعِ تَرْمِي
بالشّظايا على العِدا الأَفْواهُ
بالدّمارِ الرّهِيبِ في كُلِّ آنٍ
يحطِمُ الخَصْمَ لنْ ينَالَ مُناهُ
أرْخَصُوا الرّوحَ والسّلاحَ بِأَيْدٍ
ثابِتاتٍ وفِي القُلُوبِ انْتِباهُ
أرْخَصُوا الرّوحَ إنّهُمْ حُمْسٌ
للمَنايا على العِدا أشْباهُ
حيّهِمْ للْفِداءِ مُبْدٍ ضَمِيراً
خالِصَ القَصْدِ طاهِراً مَرْماهُ
جعَلُوها لِلّهِ حَتّى ينَالُوا
خيْرَ نَصْرٍ باللّهِ جَلّ عُلاهُ
أشْعَلُوها لِلّهِ لا لِجَمادٍ
رفَعُوها عَنِ الثَرى وسِواهُ
ربَطُوها بِاللّهِ ثُمَّ اسْتَقامُوا
رُزِقُوا النّصْرَ في السّماءِ صَداهُ
كيْ يُبِيدُوا صُهْيُونَ شَرَّ قَبِيلٍ
كيْ يُعِيدُوا للْقُدسِ ما يَهْواهُ
كيْ يرُوا أمّتِي تَضِجُّ هُتافاً
تشْكُرُ اللّهَ أنْ حَمى أقْصاهُ
1968
القصيدة على بحر "الخفيف".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
0 comments:
Post a Comment