ذكرى مولد الرسول
ذكرى مولد الرسول
صلى الله عليه وسلم
للشاعر
محمد صدقي بن أحمد البورنو الغزي
محمد صدقي بن أحمد البورنو الغزي
ذكْرَى شذَاهَا في الوُجُودِ مُعَطِّراً أُفُقَ الفَضَاءْ
حمَلَ الرّبِيعُ لنِا صَداهَا إذْ تُرَدِّدُهَا السّمَاءْ
ذكْرى تُجَدِّدُ فِي القُلُوبِ الفَخْرَ يزْهِرُ بالرّضاءْ
ذكْرى بُطُولَةِ سيّدٍ ذكْرى الكَرَامَةِ والفِدَاءْ
ذكرى التحمّل للمصاعبِ والمَتاعِبِ والبَلاءْ
ذكْرى التجَلُّدِ في سَبِيلِ الحَقِّ ذكْرى الشُّهَدَاءْ
ذكْرى الرّسُولِ مُحَمَّدٍ خيْرِ الوَرى والأَنْبِياءْ
فيديو القصيدة
------
ذكْراكَ يانُورَ الوُجُودِ ويامُعِينَ الضّعَفَاءْ
ذكْراكَ يا رَمْزَ الكَرامَةِ والفَضِيلةِ والوَفَاءْ
ذكْراكَ رِيحَانُ القُلُوبِ بهَا تغَنّى الشّعَراءْ
لكِنْ أيَكْفِي الشّعْرُ في الذِكْرى لتَخْفِيفِ العَنَاءْ
ذكْراكَ ذكْرى المَجْدِ هلْ تجْدِي لنَا الذِكْرى غَنَاءْ
------
نوراً حمَلْتَ إلى الوَرَى وهُدَىً بهِ زالَ العَمَاءْ
أَلّفْتَ قاسِيةَ القُلُوبِ وقَدْ تغَشّاهَا الجفَاءْ
وجمعْت بين مفرّقينَ وقَدْ تنَاهُوا في العَدَاءْ
ومَسَحْتَ بالنّورِ المُبِينِ الغِلّ بيْنَ القُرَنَاءْ
ولمَسْتَ هاتِيكَ القُلُوبَ بمِبْضَعٍ صافِي الرُّوَاءْ
فترَكْتَها بيْضَاءَ ناصِعَةً تُجَلّلُهَا المَحَبّةُ والوفَاءْ
وخَلَقْتَ أَكْرَمَ أُمّةٍ عرِفَتْ وأَقْوى الأقْوِياءْ
وبَنَيْتَ أقْوى مَعْقِلٍ حُصّنَ بالفَضِيلَةِ والإخَاءْ
ورَفَعْتَ أَشْرَفَ رايَةٍ للحَقّ تَخْفِقُ في الفَضَاءْ
وكَتَبْتَ أنْصَعَ صَفْحَةٍ في الدّهْرِ يعْلُوهَا الضِيَاءْ
ونشَرْتَ فوْقَ وُجُودِنَا للسّلْمِ تاجَاً بِلِواءْ
وأبَنْتَ للمُتَشَدّقِينَ الخَيْرَ سَهْلَ الإجْتِناءْ
وأنَرْتَ للمُسْتَرْشِدِينَ سبِيلَهُمْ سَهْلَ الوِطَاءْ
وترَكْتَ أمّتَكَ العَظِيمَةَ ترْتَقِي سُبُلَ العَلاءْ
وترَكْتَ بيْنَ ظُهُورِها خيْرَ السّبِيلِ للارْتِقَاءْ
ورَفَعْتَ كَفّكَ ضَارِعَاً يارَبُّ بلّغْتُ الدُّعَاءْ
------
ومضَتْ سِنُونٌ فانْطَوى علْمُ الهُدَى ودَنا العَمَاءْ
وتجَاهَلَ القَوْمُ الضِياءْ وقَدْ تغَشّى الكَوْنَ دَاءْ
وهُنَا تَرَانِي سائِلا أيْنَ الفَضِيلَةُ والوَفَاء؟
أيْنَ الكَرَامَةُ والحَياءْ أيْنَ المَحَبّةُ والفِداءْ
أيْنَ السّعَادَةُ في الوُجُودِ الرّحْبِ بلْ أيْنَ الهَناءْ
أيْنَ الطّرِيقُ إلى الهُدَى وَأَيْنَ نبْراسُ الضِّياءْ
أيْنَ التّعَالِيمُ التي جبْرِيلُ نزّلَ منْ سَمَاءْ
أيْنَ الكِتِابُ وَ وَحْيِ رَبِّ العَرْشِ والنّورِ المُضَاءْ
الكَوْنُ في الظّلُمِاتِ يحْيى والهُدَى محْضُ افْتِراءْ
صرَخَاتُ كُلِّ مُحَطّمٍ تعَلُو لآفاقِ الفَضَاءْ
أيْنَ الخَلاصُ مِنَ المَهانةِ أيْنَ عَيْشُ السُّعَدَاءْ
والقوْمُ يَحْتَفِلُونَ بالذّكْرى كلَاماً ودُعَاءْ
في كُلّ ذكْرى تنْقَضِي أمَلٌ نُحَدِّثُهُ السّمَاءْ
أمَلٌ بعَوْدِ الأمّةِ الحَيْرى إلى سُبُلِ الرّجَاءْ
لكِنْ سَرابٌ خادِعٌ نشْقَى بهِ كلّ الشّقاءْ
والآنَ ذِي الذّكْرَى تَعُودُ لكَيْ تذَكّرَ بالوَفاءْ
في كلّ مجْتَمعٍ أرى حَفْلاً تنَافَسَهُ فُحُولُ الخُطَباءْ
فِي كلِّ نادٍ شاعِرٌ فَحْلٌ يَشْدُو وأَيْضاً شُعَراءْ
يتَسَابَقُونَ لوَصْفِ ذِكْراهُ وذِكْرى السّابِقِينَ الأتْقِياءْ
لكِنْ أيَكْفِي الحَفْلُ فِي الذِّكْرى وفِي النّاسِ العَناءْ
لكِنْ أيَكْفِي الوصْفُ فِي الذِّكْرى وفِي القلْبِ الرّياءْ
لكِنْ أيَكْفِي الشّعْرُ فِي الذِّكْرى لتخْفِيفِ الشّقاءْ
لكِنْ أيَكْفِي أنْ نقُولَ مُحَمّدٌ هِبَةُ السّماءْ
والكوْنُ في ألمٍ يئِنُّ وقدْ تعلّقَ بالدّماءْ
والوَحْيُ مهْجُورٌ ونُورُ مُحَمّدٍ في ظُلْمَةٍ ذَبِلَ الضِّياءْ
صوْتٌ يدَوّي في الفَضَاءِ الرّحْبِ يجْأَرُ بالدّعَاءِ وبِالنّداءْ
لا لمْ ولَنْ يكْفِي فَهذا كلّهُ مَحْضُ لهْوٍ وافْتِراءْ
في ذِكْرَياتِ محَمّدٍ عَهْدٌ يجَدّدُهُ العَزِيمَة والوَفاءْ
عَهْدٌ يذَكّرُ بالعُهُودَ الماضِياتِ العَامِراتِ بالشّهَامَةِ والهَناءْ
عَهْدٌ لنَعْمَلَ للإلهِ الحَقِّ لا نَخْشَى العَواقِبَ والفَناءْ
عَهْدٌ لتَعْلُو رايَةُ الإسْلامِ خفّاقَةً في كلِّ جَوٍّ وسَماءْ
عَهْدٌ لنَحْيا أُمّةً وَسَطاً تعُودُ ونَحْنُ الشُّهَداءْ
عَهْدٌ لنَحْيا في الوُجُودِ أَعِزّةً سادةً محَطِّمِينَ الجُبناءْ
عَهْدٌ لنَحْنُ النُّورُ يهْدِي التائِهِينَ إلى سُبُلِ العَلاءْ
هَذهِ هِيَ الذّكْرى جِهَادٌ فهْوَ عنْوانُ المَحَبّةِ والوَلاءْ
17 ـ 3 ـ 1374هـ (12 ـ 1ـ 1953م)
القصيدة على تفعيلات بحر الكامل.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
0 comments:
Post a Comment