فانتة اللون الأحمر


فاتنة اللون الأحمر
أمين سرحان
كمْ يأْسُرني اللّوْنُ الأحْمرْ
بالذّاتِ على جسْمٍ مرْمرْ
جاءَتْنِي غُنْجاً تتبخْترْ
تخْتالُ بأطْيافِ الأحْمرْ
وجْهٌ قمريٌّ قدْ أبْدرْ
والشَّعْرُ كأشْرِعةٍ يُبْحرْ
نجْلاءُ العيْنِ مُكحّلةٌ...
إنْ مرّ المرْءُ بها يُسْحرْ

فيديو القصيدة

والخدُّ الزهْريُّ المحْجرْ
نشْوانٌ يشْمخُ بالمَنْخرْ
(المحْجر: أعلى الوجنتين، والمنخر هو الأنف)
شفتاها بالرّوْجِ الأحْمرْ
كالِتّوتِ الأحْمرِ بلْ أنْضرْ
بسّامٌ عنْ دُرَرٍ يُسفْرْ
كاللؤلؤِ مصْفوفاً يَظْهرْ
(البسّام: هو الفم)
أقْراطُ الياقُوتِ الأحْمَرْ
كنُجُومٍ لألأةً تُبْهِرْ
والعِقْدُ المُرْجاني الأحْمرْ
يزدانُ بهِ جيدٌ مرْمرْ
وسِوارٌ مِنْ دُرٍّ أحْمرْ
في المِعْصمِ مزْهوّاً يفْخرْ
أظْفارٌ باللّوْنِ الأحْمرْ
رُمّانٌ في صحنٍ مرْمرْ

فُسْتانٌ هفْهافٌ أحْمرْ
مشْقوقٌ بالطّرفِ الأيسرْ
عنْ ساقٍ مُغْرٍ قدْ أسْفرْ
بطّاتُ السّاقِ لها تُسْكِرْ
إنْ تخْطو ماشيةً تعْبُرْ
يتراءى لي فخْذٌ أمْوَرْ
(أمْوَر: مائج، مارَ يمورُ أي ماجَ يموجُ)
رجّاتُ الرِّدْفِ رحىً تهْدرْ
يرْتجّ لها عقْلُ المُبْصرْ
الصّنْدلُ تلْبَسُهُ أحْمرْ
لنعوْمةِ كعْبيْها يُظْهرْ
قدٌّ ممْشوقٌ لا يُقْهرْ
سُبْحانَ الخالقِ إذْ صوّرْ
ينْسلُّ الرّيحُ ليسْتعْطرْ
منْ طيبٍ تنْشرهُ عنْبرْ
إنْ حافيةً وطِئتْ أرْضاً...
فستُحْيي اليابسَ والأخْضرْ

أرضٌ جرْداءُ بها تُزهرْ
رملُ الصّحْراءِ بها يُخْضِرْ
نُحتتْ فيْنوسُ منَ المرْمرْ
لتُؤلّهَ عاريةً تأْسُرْ
(فينوس: إلهة الحب والجمال عند الرومان)
يهْواها النّاظرُ إذْ ينْظرْ
لجمالٍ فتّانٍ مُبْهِرْ
قدْ كانتْ فيْنوْسُ الأشْهرْ
حتّى بانتْ ذاتُ الأحْمرْ
لوْ أنّ الرّوْميَّ اسْتبْصرْ
ما سوّا تمْثالَ المرْمرْ
بلْ جاء لفاتنتي يَسْعرْ
كيْ يبني تمْثالاً أجْدرْ
للْحلْوةَ باللّوْنِ الأحْمرْ
كإلاهةِ عُشّاقٍ تؤْثرْ

لوْ قابلَ أوْفيدُ المُغْرمْ...
الحلْوةَ صاحبةَ الأحْمرْ
(أوفِيد: هو شاعر روماني اشتهر بالغزل وعزفه القيثارة)
لتفرّدَ ينْظمُ أشْعاراً...
كيْ يُعْلي فاتنةَ الأحْمرْ
أوْ ضجّتْ أصْقاعُ الرّوْمِ...
واغْتالوا الشّاعرَ إنْ قصّرْ
لوْ لاقتْ يوْماً دَافِنْشي...
لنْ يرْسمَ جوكنْدا الأشْهرْ
(الجوكندا أو الموناليزا هي لوحة مشهورة للفنان الإيطالي الشهير دافنشي)
بلْ يُشْبعُ فاتنتي رسْماً...
إذْ بسْمةُ فاتنتي أبْهرْ
للْعلْمِ أقولُ مقالي إنْ...
كانَ التّاريخُ لذا يَسْطُرْ

10 -11- 2012

القصيدة على بحر "المتدارك".

5 comments:

Anonymous said...

عزيزي أمين

تعبت من كتر ما كتبت تعليق اعتقد انه يلائم القصيدة وجمالها
لكن للأسف في موقعك الخاص "المدونة" لم استطيع ان ارسله لك "publishing"
كتبت اكثر من مرة ولكني اليأس ركبني
فما كان مني الا ان كتبت كلمتين او أكثر

القصيدة شهية كالنبيذ الأحمر
وفاتنتك ذات اللون الأحمر والمآقي الشهل
بتفاصيلها اعطت القصيدة لونا خاصا يختلف عن باقي قصائدك
هي الاجمل والأبين

تحياتي

لميس

Anonymous said...

اخي أمين

رائعة وشهية كالنبيذ الاحمر
قصيدة تفاصيلها جاءت مرسومة بالبعد الثالث
شعرت بأن فاتنتك هي لوحة ازدانت بللآلئ اللون الأحمر
الفاتن

تقبل مني جل التحايا

لميس الامام

Amin Sarhan said...

عزيزتي لميس،ـ
أشكرك جداً جداً على رأيك الذي أعتز به.ـ
واشتقت إلى الأمسيات الشعرية التي كانت.ـ
أمين

Unknown said...

قصيدة جميلة

وبالفعل الأحمر لون يبهر النظر

ويأسر الجميع ولست وحدك من يأسره الأحمر الا إذا صاحبة القصيدة لها دور بأسرك

إبداع مابعده

تحياتي

Anonymous said...

أججت لهيب الشهوة في شيخوختي ورميم عظامي ...رجال قبيلة بني خالد بالمنطقة الشرقيه يصفون ذوي النفوس الخضراء من عينة حضرتك يصفونه بأنه ( أقشر) . هههههه

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers