النجم العاشق
النجم العاشق
أمين سرحان
17 نوفمبر 2014
17 نوفمبر 2014
قلْتُ اسْمعيني يا مُدلّلتي
أترينَ ذاكَ النّجْمَ في الأفُقِ؟
قالتْ... خبا كالنّاعسِ الثّملِ
بلْ ذابلُ الجفْنيْنِ كالخِرَقِ
قلْتُ انْضوى مِنْ عِشْقِ فاتنةٍ
أضْنَتْهُ بالإحْجامِ والنّزَقِ
(انضوى: هزل، الإحجام: التمنع، النزق: قلة الصبر)
حتّى بدا مُسْترْخِياً تعباً
مِنْ كثْرةٍ بالسّهْدِ والأرَقِ
فيديو قصيدة "النجم العاشق"
قالتْ وهلْ تخْبو النّجوْمُ إذاً
عِشْقاً ومِنْ سُهْدٍ ومِنْ أرقِ؟
قلْتُ نعمْ... بالوصْلِ تُطْمِعُهُ
وتتْركهُ يُفْضي إلى الغرَقِ
عِفْريتةٌ تلْهو بعاشِقها
فاللّهْوُ طبْعٌ بها بلا زَهَقِ
إذْ كلّما يدْنو يُداعبها
صدّتْهُ مهْما جاءَ مِنْ طرُقِ
إنْ جاءها شوْقاً يُقبّلها
ملْهوفاً على ثغْرِها العَبِقِ
تَنْسَلّ منْهُ خُبْثاً وتتْركهُ
يذْوي مِنَ الحِرْمانِ والحَنَقِ
(الحَنَق: الغيظ)
والمكْرُ بادٍ بابْتسامَتِها
نشْوى بمِلْءِ الجِفْنِ والحَدَقِ
(الحَدَق: جمع حدقة العين)
حتّى انْزوى مُسْتسْلماً تعِساً
لا يلْوي على فَوْزٍ ولا سَبَقِ
قالتْ... ألا حلٌ لكبْوَتِهِ
كيْ ينْشرَ النّورَ بلا رَهَقِ
قلْتُ إذا... ما أمْطرتْ حُبّاً
وزادَتْ عليْهِ العِشْقَ بالغَدَقِ
تخْضوْضِرُ الأشْجارُ يانعةً
إنْ أمْطرتْ فيْضاً بلا غَرَقِ
قالتْ وهلْ سمعْتَ في التّاريخ
عنْ عسلٍ يُجْنى بلا دَبَقِ
تُسْتلْهمُ الأشْعارُ منْ وَلَعٍ
إنْ تشْقَى تَسْطُرُها على الوَرقِ
قلْتُ انْظري يامُهْجتي وَلعي
ها قدْ سَطرْتُ الشِّعْر في الورقِ
يكْفيكِ لهْواً... يامُعذّبتي
قدْ كدْتُ أفْنى مِنْ مدى شققي
(الشقق: المشقة)
لا تجْعلي منّي تعيساً يائساً
يذْوي كذاكَ النّجْمِ في الأفُقِ
ردّتْ بهمْسٍ وهْيَ ترْمُقني
والصّوْت فيْهِ الآهُ بالشَهَقِ
تُخْفي هوَىً... والعيْنُ فاضحةٌ
ملآنةٌ بالشّوْقِ والشّبَقِ
(الشبق: الشهوة عند الأنثى)
قالتْ أترْضى أنْ أراكَ غداً
حيْثُ اللقاءُ الحقّ في الغَسَقِ؟
إرْجاءُ منْ بالشوْقِ يشْتعلُ
يلْهو ولا يخْشى من الزّلَقِ
قلْتُ بحقِّ العشْقِ ساحِرتي
مُسْتَغْرباً منْ ردّها اللبِقِ
لا تلْعبي بالنّارِ فاتنتي
واْخْشَيْ ضِرامَ الشوْقِ... تحْترقي
لا تُرْجِئي شَوْقي... مُدلّلتي
لمْ يبْقَ فيّ الآنَ مِنْ رَمَقِ
قدْ لا نرى نوْرَ الصّباحِ غداً
إنّ التّروّي قمّةُ الحَمَقِ
فالغدّ في عِلْمِ الغُيوبِ خَفي
ليْسَ التّواني فِطْنةُ الحَذِقِ
(الحَذِق: الذكي)
لا تخْسري يوْماً بلا مُتَعٍ
في لحْظةٍ فوّاحةِ العبَقِ
بلْ فاغْرفي منْ فيْضِ لذّاتٍ
واسْتعْجلي إنْ كنْتِ بيْ تثقي
ولْتجْعلي منّي صفيّاً مُغْرَماً
ينْشى بطيبِ المِسْكِ والحَبَقِ
مُسْترْسلاً في عِشْقِ فاتنةٍ
مُسْتمْتعاً بالشّهْدِ والدّبَقِ
قالتْ... تعال انْهلْ منَ العسلِ
نَرْوي معاً عِشْقاً بلا شَرَقِ
(الشّرََق: الغُصة بالشراب)
القصيدة على بحر "الكامل".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
0 comments:
Post a Comment