الجدران

الجدران
أمين سرحان
12 أكتوبر 2014

ما أحْلى... أنْ نَتصَرّفَ كالصِّبْيانْ
أنْ نَسْرُقَ قبُلاتٍ... في كلِّ مكانْ

نتَوارى بُعْداً... خلْفَ الأشْجارِ...
كيْ نلْصَقَ بالجِذْعِ... تحْتَ الأغْصانْ

نتفادى خوْفاً... كلّ الأنْظارِ...
كيْ يَنْشُدَ قلْبانا دِفْء الأحْضانْ

أحْضانٌ... لا تُطْفي جمْرَ النّارِ...
بلْ تُذْكي فينا كلّ النّيرانْ

نتحاضُنُ سِرّاً... في بعْضِ الأرْكانْ
أرْكانٌ... قدْ تخْفى عنْ عيْنِ الجانْ

استمتع بالقصيدة مسجلة

ما أحْلى... أنْ نَتصَرّفَ كالصِّبْيانْ
أنْ نُخْفي نفْسيْنا... خلْفَ البيبانْ
أنْ نُلْصِقَ جسديْنا... قُرْبَ الجدْرانْ

جُدْرانٌ ترْقُبُنا نحْنُ الإثنانْ

فجدارٌ... يسْمعُ صوْتَ الهمساتِ...
يشْهدُ طولَ القبلاتِ...
يَعْلمُ أن العِشْقَ... تُلْهبهُ الشّفتانْ

وجدارٌ... يلْحظُ رعْشَ اللمساتِ...
يشْعرُ رجْفَ النبضاتِ...
يدْركُ أن العمْرَ... يبْدؤهُ النهْدانْ

وجدارٌ... يرْقُبُ كلّ الحركاتِ...
يتْبعُ نهْجَ الخطواتِ...
يتعلّمُ مِنّا رقْصَ الأبدانْ

وجدارٌ... يلْحظُ أنّ الشّهْدَ...
لا يُجْنى منْ نحْلٍ...
بلْ يُسْتخلصُ منْ وِدْيانْ

وجدارٌ... يحْفظُ جُلّ الأخْبارِ...
يكْتمُ كلّ الأسْرارِ...
يعْرفُ أنّ العِشْقَ قويٌ كالبرْكانْ

وجدارٌ... لا يتْقنُ كتْمَ الأسْرارِ...
بلْ ينْشرُ كلّ الأخْبارِ...
يُفْشيْها لجموعِ الجانْ

****
تهْتزُ الأغْصانُ لنا زفاً...
ما أحْلى زفّ الأغْصانْ

يبْتدئُ الجنُ لنا عُرْساً...
ما أحْلى أعْراسَ الجانْ

أغْصانُ الدّوْحِ تُمايلنا...
سلْطانُ الجنِّ يُراقصنا...
ويُسْكرنا قرْبَ الجدْرانْ

ما أحْلى أنْ أرْجعَ طفْلاً...
يحْضنني منْكِ الثدْيانْ

ما أحْلى أنْ أزْرعَ جسدي...
فوْقَ سفوحَكِ والكثْبانْ

ما أحْلى أنْ أحْصُرَ جِسْمكِ...
لِصْقَ جدارٍ تحْتَ الأغْصانْ

لمْ أعْرفْ يوْماً أنّي قدْ أعْشقْ...
حتّى أرْقصْتِ معي تلْكَ الجدْرانْ

ما أحلى أنْ نُرْقِصَ كلّ جدارٍ...
ما أحلى أنْ نُرْقِصَ كلّ الجُدرانْ

يا أشْهى أنْثى في كلِّ الدّنْيا...
يا أحْلى فاتنةٍ في كلِّ زمانْ

(هذه القصيدة معدلة عن قصيدة نظمتها في 21 إبريل 2010)

0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers