والدي

والدي
أمين سرحان
4 يناير (كانون ثاني) 2012

أحمدٌ أنتَ... ومحمودٌ منَ الكلِ كُنتَ...
يشهدُ القومُ أنكَ كاملٌ خُلُقاً ودينا

ما فرّطتَ يوماً في مبدأٍ آمنتَ بهِ...
ولا تراجعتَ عن خُلُقِ المتّقينَ المؤمنينَ

ناسكٌ مُتعبدٌ... خاشعٌ في كلِ صلاةٍ...
تغرورقُ عيناكَ ويتهدّجَ صوْتكَ...
إنْ تلوتَ آياتٍ مِنَ الذكرِ الحكيمِ مُبينا

خَيِّرٌ... ما قبَضْتَ اليدَ يوماً...
في المَكرُماتِِ معطاءٌ لا تردُ السائلينَ

في سبيلِ اللهِ مُجاهداً كنتَ...
تدافعُ عن بلادِ المسلمينَ... فلسطينَ

ما خنعْتَ... أ ُصِبْتَ ذوداً عنْ بَنيها...
ما فرّطتَ يوماً في صخرةٍ أو رملٍ و طينا

وبقيتَ تذكرُ أرضها وهواءَها وبُحورها...
يافا عروسُ البحرِ...
والقدسَ واللدَ والرملةَ وجنينا

أحسنتَ إذْ كنتَ خيرَ المثالِ لنا...
علمتنا ورعَيْتنا... خَيْرَ خُلُقٍ غرسْتَ فينا

تركتَ زائلةً... دنيا مفرقةٌ...
وصفتها لي حُلُماً أو خيالاً نمر بهِ...
لا نحمل منها مُلْكاً أو سفينا

القلبُ منفطرٌ لرحيلكَ والدي...
والله يعلمُ كمْ فِراقكَ صعبٌ علينا أجمعينا

أسْكِنْه يا ربُ في جنانِ الخلدِ فردوساً...
بين الأحبةِ والأولياءِ الصالحينَ

قدْ تركتَ في الدنيا رجالاً...
بإذن الله لعطرِ ذكركَ ذاكرونَ

نظمت النسخة الأولية من هذه القصيدة في 11 يناير(كانون الثاني) 2008 في رثاء والدي أحمد أمين سرحان المتوفى في 5 يناير (كانون الثاني) 2008

1 comments:

tony tannoury said...

wow, very very touching. you brought tears to my eyes only because I know one of those "Men" the poem is talking about and I know the father through one of his men
tony and Viviane tannoury

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers