لقاءُ الطيف


لقاءُ الطيف
أمين سرحان
14 نوفمبر 2011

يُجافي جفْنيَ النومُ كلَ ليلةٍ...
فلطالما أنا دوماً إلى لقاكِ توّاقُ

خيالكِ يأتي للعينِ معَ كلِ طَرْفةٍ...
فأرى أنّي خلْفَ الخيالاتِ أنْساقُ

فأسمو في جنانٍ لا مثيلَ لها...
ويغشى الروحَ مِنْ طيْفكِ الإشراقُ

جِنانٌ لا حورَ فيها غيرُكِ...
ولا لأي ٍ فيها منَ الملائكةِ أشتاقُ

فألثمُ في الهواءِ شِفاهً كانتْ تُقبلني...
ويكوي صدريَ منْ نهديكِ إحراقُ

تُغازلُ كل بُضَيْعَةٍ من جسدي فيكِ مثيلتها...
كما تغازلُ الأقلامَ أوراقُ

أغوصُ عميقاً في ذكرى لقاءاتٍ لنا...
فيها من الإمتاعِ والأشواقِ إغراقُ

أغيبُ عنْ وعيي لأيامٍ... وأصحو...
بعْدَ أنْ طالَ مني لطيْفِكِ في الهواءِ عِناقُ

فأعي أن طيْفكِ هوَ منْ زارني...
فلا أُطيقُ أن يلي ذاكَ العناقَ فِراقُ

********
إذا كانتْ لقاءاتُ طيْفكِ هكذا...
فكيفَ لقاءاتٌ يكونُ فيها للأحلامِ إحقاقُ

ستحرقُ اللقاءاتُ لهيباً أجْسادنا...
حتى بقربكِ... في قلبي لنْ تخمُدَ الأشواقُ

إليكِ أشتاقُ كلَ ثانيةٍ...
فهلْ حسَبْتِ في اليومِ كمْ منَ اللحْظاتِ أشتاقُ

فلوْ خطوتُ في كلِ ثانيةٍ خُطوَةً...
لطفتُ الأرضَ مرّاتٍ...
وما انتابني في الشوقِ إرهاقُ

ولوْ عبَرْتُ الفضاءَ كالضَوْءِ سُرعةً...
لما ثَنتْني في المجرّاتِ أعماقُ

ولوْ سبَحْتُ البحارَ دونَ تمهلٍ...
لما رجعتُ منْ أعاصيرٍ أو أصابني الإخفاقُ

فلوْ كانتْ الأحجارُ تعقلُ مثلنا...
لانتابها منْ فرطِ شوقي إلى عينيكِ إشفاقُ

هلا نظرتِ الآنَ في جسدي وفَحصْتِهِ...
كيْ تعرفي كمْ منْ خلاياهُ إليكِ يشتاقُ؟

فباسمكِ القلبُ ينطقُ معَ كلِ خَافقةٍ...
ألا ليسَ لكَ ياقلبُ من عِشقها إعتاقُ

(نظمت النسخة الأولية من هذه القصيدة في 17 ابريل 2009)



0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers