فضفة أمام زرقاء العيون


فضفة أمام زرقاء العيون
أمين سرحان

في الطائرة وجدت نفسي أفضفض لمضيفة فرنجية حسناء زرقاء العيون

منْ يرى العيْنيْنِ زُرْقاً تُذْهِلنّهْ
مِثْلُ يمٍّ لازورْديِّ الأجنّةْ
تحْسبُ العيْنيْنِ فيْروزاً عزيزاً
أثْمنُ الفيْروْزِ كانتْ تمْلكنّهْ
زُرْقةٌ أصْفى نقاءاً مِنْ سماءٍ
في ربيعٍ ساحرٍ لنْ أنْسَينّهْ
حِرْتُ يا ذاتَ العيوْنِ الزّرْقِ فيْكِ
كيْفَ يسْبي البحْرُ مِنْ عيْنيْكِ لوْنَهْ؟

فيديو القصيدة

كمْ مُريْحٌ... هادئٌ... لوْنُ العيونِ
لا كما في البحْرِ مَوْجٌ يلْطُمنّهْ
شجّعتْنيْ زرْقةُ الْعيْنيْنِ أُفْضي
عنْ خبايا في فؤادي تُرْهقنّهْ
ساهياً خاطبْتُ عيْنيْها كأنّيْ
عنْد بحْرٍ عنْ لساني فَكَّ عُنّةْ
إذْ أمامَ البحْرِ يرْتاحُ المُعنّى
إنْ أباحَ المرْؤُ سِرّاً يُؤْرقنّهْ
فاسْتمعْ يا بحْرُ لي ما باتَ همّي
لا يرُدُّ البحْرُ للْموْجوعِ أنَّةْ
(أنَةٌ: أنّة واحدة من صوت الأنين)
قد خبِرْتُ الأمْسَ يا بحْرُ انْعتاقاً
منْ قُيُودٍ حوْلَ فكْرِي تَحْجِزَنّهْ
الْتقيْتُ الأمْسَ حسْناءً سبتْني
ألْهبتْني رقَّةٌ بالصَّوْتِ فِتْنةْ
منْ حديْثٍ جرّ إعْجاباً هوتْني
فالتقيْنا عنْدَ صدْري تحْضننّهْ
باغتتْني قبْلةٌ جاءتْ بشوْقٍ
رِيقُ شَهْدٍ منْ شِفاهٍ تَقْطُرَنّهْ
والْتحمْنا دُونَ أنْ ندْري زماناً
ما توانيْنا بشيْءٍ نفْعلنّهْ
وانْتهيْنا أرْقبُ الحسْناءَ تغْفوْ
إذْ بدتْ حوْريّةً تغْفوْ بجنّةْ
هلْ أنا أخْطأْتُ أنْ باتتْ بِحُضْنيْ؟
هلْ يظنُّ النّاسُ فيْنا سوْءَ ظِنّةْ؟
أنْصتتْ للْلغْوِ زرْقاءُ العُيونِ
لمْ تفُهْ حتّى بحرْفٍ أوْ بِوَنَّةْ
قلْتُ يا ذاتَ العُيونِ الزّرْقِ عذْراً
بحْرُ عيْنيْكِ انْسيابيُّ الأعِنّةْ
عادتي أنْ عنْدَ شطِّ البحْرِ ألْغوْ
مُفْصحاً عمّا فُؤادي قدْ أكنّهْ
بابْتسامٍ جاوبتْني... لا تُبالي
لنْ يعوْدَ الحظُّ باباً يطْرُقنَّهْ
دعْ كلامَ النّاسِ لا تأْبهْ لعذْلٍ
لا تلُمْ طيْر الهوى أوْ تظْلمنّهْ
لا يعيْشُ المرْؤُ عُمْراً غيْرَ عُمْرٍ
عشْ كما يحْلو فإنّ العُمْرَ مِنّةْ
10- 9- 2020
عن قصيدة بعنوان كيف يسبي البحر من عينيك لونه نظمتها في 31- 7- 2009


القصيدة على بحر "الرمل".

0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers