ليلةٌ مع السمْراء


ليلةٌ مع السمْراء
أمين سرحان

أتَتْنِي الحُلْوَةُ السَمْراءُ طَيْفاً
لتَسْبِي القلْبَ في حُلُمٍ مُعادِ
تَراءَتْ لِي بِحَقٍّ لا خَيالاً
تُدَلّلُنِي وتُكْرِمُ في وِفادِي
تَبَدَّتْ لِي بِثَوْبِ النَّوْمِ تَأتي
شفِيفاً مُغْرِياً والعُودُ بادِي

القصيدة متلفزة

أُلاحِقُها فتَسْبِقُنِي بِشِبْرٍ
وتَضْحُكُ ضِحْكَةً تُذْكِي اتِّقادِي
أُجارِيها فأَسْبِقُها قَلِيلاً
فتُسْرِعُ إنْ رأَتْ مِنّي ابْتِعادِي
وتَلْحَقُنِي لِتُمْسِكَنِي بِشَدٍّ
تقُولُ: أُخافُ وَحْدِي في البَيادِي
أُمازِحِها فأُفْلِتُ منْ يَدَيْها
فتُمْسِكُنِي لتَشْتَبِكَ الأيادِي
وتَهْمِسُ يا حَبِيبُ كَفاكَ مزْحاً
بهذا الوقْتِ مَمْنُوعٌ عِنادِي
فأَسْرِقُ قُبْلَةً مِنْها بِشَوْقٍ
وأَحْضُنُها فيَحْضُنُنِي فُؤادِي
تُعانِقُنِي مُهَشِّمَةً ضُلُوعِي
وآهاتِي تُشِيرُ إلى انْقِيادِي
فتَنْقُرُنِي بثَغْرِي كالحَمامِ
فأَنْقُرُ ثَغْرَها وِفْقَ المُرَادِ
كما تُبْدِي طُيُورُ الحُبِّ وُدّاً
تُبادِلِنُي وتُغْدِقُ في رِفادِي
فتَسْقِينِي رُضابًا مِنْ شِفاهٍ
إلى أنْ ذَابَ عُودِي واشْتِدادِي
فنَسْكَرُ ثُمّ نَرْقُصُ باهْتِيَاجٍ
معًا كالطَّيْرِ فِي وَقْتِ السِّفادِ
ويا وَيْلاهُ مِنْ نِيرانِ نَهْدٍ
يُشِيرُ بأَنْ دَنا وَقْتُ الحَصادِ
يُطالبُنِي الهَوَى لنَقُومَ فَوْراً
تقُولُ رُوَيْدَكَ الأشْعارُ زادِي
فأَسْمِعْنِي بدِيعَ الشِّعْرِ هَيّا
وأَطْرِبْنِي بِشَيْءٍ مِنْهُ شادِي
فأُنْشِدُها منَ الأشْعارِ شَوْقِي
وأَشْكُو القَحْطَ في التّحْنانِ بادِي
فلَمّا أنْ رأَتْ رُوحِي تَئِنُّ
وكِدْتُ أذُوبُ منْ فرْطِ الوِدادِ
أسَرّتْ: يا صَغِيرِي أنْتَ غِرٌّ
وبَعْدَكَ لَمْ تَصِلْ سِنَّ الرَّشَادِ
وشَدَّتْنِي ذِراعَيْها بِحَزْمٍ
مخَافَةَ ردِّ فِعْلِي و ارْتِدادِي
وضَمّتْنِي تَحِنُّ على مآلِي
لتُوْدِعَنِي كَطِفْلٍ في المِهادِ
تَخَدّرَ خافِقِي مِنْ هَزِّ جِسْمِي
فنِمْتُ الليْلَ كالأطْفالِ هادِي
شعَرْتُ بَصِيصَ شَمْسٍ مِنْ سِتارٍ
نهَضْتُ وقُمْتُ فوْراً منْ رُقادِي
لأَبْحَثَ أيْنَ سَمْرائِي تَلاشَتْ
أطارَ الصَّحْوُ بُرْجاً مِنْ سَدادِي
فَصِرْتُ أصِيحُ كالمَخْبُولِ وَيْلِي
أتَتْرُكُنِي وَحِيداً للعَوَادِي

11/5/2025


القصيدة على بحر "الوافر".

0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers