لُغةُ العيون


لُغةُ العيون
أمين سرحان

بيْنَ العُيُونِ حَدِيثُ عِشْقٍ طُلْسِما
يَشْدُو بِشِعْرٍ فِي الخَفاءِ مُرَنّمَا
نبْضُ الفُؤادِ إذا تَطَلّبَ كَتْمُهُ
صَمْتٌ علا، لوْ قِيلَ شِعْراً أفْحَما
لُغَةُ العُيُونِ حُرُوفُها لا تُنْطَقُ
وحَدِيثُ صَمْتٍ، لا يَكُونُ تَعَلُّما
حتّى ولَوْ حاوَلْتَ يوْماً نَطْقَها
أوْ لَفْظَها يأْتِي الكَلامُ تَلَعْثُما

فيديو القصيدة

جُمَلٌ تُقالُ بِرَمْشَةٍ أوْ لَمْحَةٍ
بعْضُ المَقاطِعِ قَدْ يَكُونُ تَبَسُّما
رَمْشٌ يُحَدّثُ بالسّكُوتِ حَدِيثَهُ
يَرْوي بهِ أسْطُورَةً مُتكتّما
كمْ منْ حدِيثٍ في الهَوى لمْ يُلْفَظِ
لكنَّهُ في العيْنِ كانَ مُتَرْجَما
كُلُّ الكَلامِ يُضِيعُ مَعْنى صَمْتَها
إذْ في العُيُونِ حَدِيثُها قدْ أُحْكِما
لغَةُ العُيُونِ بلاغَةٌ إنْ تُرْجِمَتْ
إذْ في العُيُونِ كِتابُ عِشْقٍ تُمِّما
فالجفْنُ يُخْفِي في الهُيامِ قَصِيدَةً
إذْ كلُّ لحْظٍ فيهِ معْنىً مُلْهِمَا
وإذا التَقاءُ اللحْظِ أبْدى لَهْفَةً
سَيُسَائِلُ النَظَراتِ: هلْ قدْ أفْهَما؟
فاللحْظُ إنْ جارَى الشُعُورَ بِصِدْقِهِ
يبْقَى يُناجِي القَلْبَ حتّى بالوَمى
إنْ راوَدَ الشَوْقُ الجُفُونَ بِرَعْشَةٍ
أفْصَحْنَ عنْ عشْقٍ يَطالُ الأنْجُمَا
فتَرى مُناجاةً بصَمْتٍ مُطْبِقٍ
طَرَفُ العُيُونِ يَقُولُها مُتَرَنِّما
(طَرَفُ العيون: حركتها)
عقْدٌ جرَى توْقِيعُهُ بمشَاعِرٍ
مِيثاقُ عِشْقٍ دُونَ حِبْرٍ أُبْرِما
لُغَةُ العُيُونِ ومُفْرَداتُ هُيامِها
إنْ أُحْكِمَتْ باتَ الكَلامُ مُتَمّما

21/4/2025


القصيدة على بحر "الكامل".

ارحلي لا ترجعي


ارحلي لا ترجعي
أمين سرحان

شَرّقِي أوْ غَرّبِي
أَيَّ صَوْبٍ اذْهَبي
ارْحَلِي أقْصى الدُّنا
وابْعِدِي لا تَقْرُبِي
منْ شَرايِنِي اخْرُجِي
منْ فُؤادِي المُكْرَبِ

فيديو القصيدة

كان قلْبي غارِقاً
في هُيامِي الأعْذَبِ
كُنْتِ قِطّا وادعاً
في ظِلالي تلْعَبي
لمْ أرَ الخبْثَ الذي
في ثِيابِ الثّعْلبِ
تحْتَ جِلْدِ الماكِرِ
لا يَبِينُ المُخْتَبِي
كمْ خَلَفْتِ الموْعِدَ؟
عشْرَةً إنْ تَحْسِبِي
رغْمَ صَفْحِي عِنْدَها
خُنْتِ عِشْقِي اللاهِبِ
بانْتِهاجٍ مُسْبقٍ
واحْتيالٍ مُسْهَبِ
قدْ رآكِ بعْضُهُمْ
عِبْرَ بابٍ وارِبِ
تَحْضُنِيهِ خِلْسَةً
ثمّ تأْتِي تَكْذُبِي
كيْفَ أرْضَى ما جَرَى
ناسِياً ما حاقَ بِي
كلُّ عَهْدٍ خُنْتِهِ
بعْدَ هذا المقْلَبِ
إذْ عُهُودي لَمْ تَفِي
ثمّ تأْتِي تَنْدُبِي
أيُّ غَدْرٍ تُبْطِني
أيُّ خَوْنٍ تَحْجُبِي
أيُّ عَهْدٍ صُنْتِهِ
مذْ وَرَدْتِ مَشْرَبِي
غادِرِي لا تَرْجِعِي
ها هُنا لَنْ تلْعَبِي
وادْفِنِي أخْطائَكِ
في الفَضاءِ الأرْحَبِ
هَلْ تَرِينِي ساذَجا
أوْ تَظُنّينِي غَبِي
أمْ ترِينِي داعِراً
مثْلَ دَيُّوثٍ رَبِي
هَلْ تَظُنِّينَ الأسَى
يُنْتَسَى منْ صاحِبِ
لنْ أُدِيرَ الخَدّ لا
كالمَسِيحِ المُصْلَبِ
لنْ أُدارِي خَيْبَتِي
بارْتِضاءِ المُذْنِبِ
أنْتِ طيْرٌ جارِحٌ
منْ ذَواتِ المَخْلَبِ
رُمْتِ صَيْداً جاهِزاً
في عَشِيقٍ ذائِبِ
كانَ عِشْقاً كاذِباً
منْ فتاةٍ لاعِبِ
كيْفَ أعْفُو عنْ أسىً
إنْ درَجْتِ تَكْذِبِي
كَيْفَ أشْفِي عِلّتِي
منْ هُيامِي الخائِبِ
قدْ صَحَوْتُ مُجْهَداً
منْ منامٍ مُرْعِبِ
فارْحَمِينِي رأْفَةً
منْ عذَابي المُتْعِبِ
ريّحِينِي واخْتَفِي
مِنْ حَياتِي واغْرُبِي
كيْ عُيُونِي لا تَرَى
عِشْقَ عُمْرِي المُتْرَبِ
واتْرُكِي حُزْناً هُنا
فوْقَ وجْهي الشاحِبِ

15/9/2024


القصيدة على بحر "مجزوء الرمل".

حالي كحال الغيم لا يتوقع


حالي كحال الغيم لا يتوقع
أمين سرحان

لا تسْأَلُوا عمّا يُقالُ وتَسْمَعُوا
مُتَقَلّبُ الأَهْواءِ لا يُتَوَقّعُ
فتَقَلّبِي كالسُّحْبِ باتَ مُحيّراً
مُتَغَيّرَ التّشْكِيلِ فِيهِ تنَوّعُ
حيناً تراهَا كالفُتاتِ تنَاثَرَتْ
حيناً تَجِدْها كالصُخُورِ تدَافَعُ
فَتَرى الغُيِومَ تشَتّتَتْ في لَحْظَةٍ
وكَذَا تَرى بعْضِي يَشِتُّ فيُقْطَعُ

فيديو القصيدة

وأَعُودُ أرْتُقُ مَا اهْتَرَى مُتَفائِلاً
كالغَيْمِ إذْ في لحْظةٍ يتَجَمّعُ
وترَى حَمائِمَ مِنْ غُيُومٍ شُكِّلَتْ
وأَنَا كَطَيْرٍ في الهَوَاءِ يُسَارِعُ
وترَى غُيُوماً شَكْلَ شَيْطانٍ بَدَتْ
وأَنَا عَفَارِيتَ الرّعُونَةِ أُبْدِعُ
وأَزِخُّ أمْطَاراً بِغَيْرِ أوَانِها
فأُغَرِّقُ الدّنيا ولا أتَرَاجَعُ
وأَشِحُّ إنْ ما أمْحَلَتْ وَتوَسّلَتْ
طلَباً لغَيْثٍ مُخْصِبٍ أتَمَنّعُ
صفْوٌ أنَا إنْ أرْعَدَتْ و تَوَعّدَتْ
وأَكُونُ رعْداً إنْ صَفَتْ فأُرَوِّعُ
وأُقِيمُ دُنْيا ثُمَّ أقْعِدُها بلا
سَبَبٍ ولا هَدَفٍ تَراهُ فتَقْنَعُ
أغَدَاً تَرَونِي نفْسَ ما اعْتَدْتُمْ أنا
أمْ أنّ شخْصاً آخَراً يتَرَبّعُ
حالِي كَحَالِ الغَيْمِ باتَ تَقَلّباً
فأنا أرَانِي كالغَرِيبِ فأفْزَعُ
فمَتَى أَعُودُ كَمَا أَلِفْتُ تَوَاجُدِي
ومتى ترَونِي كالجِبالِ أُقارعُ
لا تسْأَلُوا عمّا يدُورُ ويحْدثُ
بلْ أرْشِدُونِي ما الخَلاصُ الأَنْجَعُ

21/12/2021


القصيدة على بحر "الكامل".

شروعٌ في الحبّ


شروعٌ في الحبّ
أمين سرحان
أ شُرُوعٌ فِي الحُبِّ التُّهْمَةْ؟
ودليْلُ التُّهْمَةِ أشْعاري؟
القاضي ينْظُرُ في الدّعْوى
وشُهُودٌ مِلْءُ الأنْظارِ
أحْرازُ الدّعْوى مُسْهِبةٌ
فتياتٌ تهْوى أشْعاري
وبنودُ التُهْمَةِ قدْ جَمعتْ
إعْجابَ عذارى الأخْدارِ

فيديو القصيدة
بنْتُ السّلْطانِ غوتْ شِعْري
وبناتُ كبيرِ التُّجّارِ
فتياتُ القصْرِ يُغنّينَ
أبياتاً من شعْري النّاري
وحريمُ القاضي الأرْبعةُ
يَهْوينَ قراءةَ أشْعاري
وفتاةٌ قاصرةٌ تصْغي
منْ فُرْجةِ شُبّاك الدّارِ
القاضي مُسْتاءٌ جدّاً
وعُيونٌ تأْملُ إهْداري
القاضي ينْطقُ بالحُكْمِ
جرْمٌ مع سابقِ إصْرارِ
وأداةُ الجُرْمِ هي الشّعْرُ
أشْعارٌ تثْبتُ أوْزاري
أبْياتٌ فيها إغْواءٌ
فحْواها هتْكُ الأسْتارِ
هَذَا ما يذْكرُ قاضيْنا
ويؤكّدُ عُمْقَ الآثارِ
هلْ تسْمحُ يا قاضي ردّي
لا أسْعى نحْو الإنْكارِ
قانونُ العِشْقِ يُبرِّئُني
يُعْطيني كُلّ الأعْذارِ
إنْ دقّ القلْبُ لفاتنةٍ
هلْ أغْدو ضمْنَ الأشْرارِ
أوْ هامتْ عيْني بحسْناءٍ
هلْ أُلْقى خلْفَ الأسْوارِ؟
إنْ أبْني قصْراً منْ غيْمٍ
هلْ تقْبلُ فاتنةٌ داري؟
حضراتُ السّادةِ ذا ظلْمٌ
التُّهْمةُ تقْصدُ إضْراري
وضَميري مُرْتاحٌ جدّاً
لنْ أرْضى حُكْماً إجْباري
الشّعْرُ غِذاءُ الأرْواحِ
والشّعْرُ حياةُ الشُّعّارِ
التُّهْمةُ باطلةٌ شرْعاً
وسأبْقى أنْظمُ أشْعاري

2ـ5_2021


القصيدة على بحر "المتدارك".

زائرة الليل


زائرةُ الليل
أمين سرحان

أصْبُو لرُؤْياكِ حَسْنائِي و أشْتاقُ
وَلَيْسَ لي منْ هُيامِ العِشْقِ إعْتاقُ
خيَالُ طيْفِكِ قَدْ خاوَى مُخَيّلَتِي
وخَلْفَهُ هائماً أجْرِي و أنْساقُ
أرَاكِ طيْفاً رفِيقَاً لي يُؤَانِسُنِي
في السُّهْدِ يأْتِي، فيَغْشَى الرّوحَ إشْراقُ

فيديو القصيدة

تَبْدِينَ حُورِيّةً مِنْ جَنّةٍ جَاءَتْ
تُحْيِينَ ليْلِي وفِي الأَضْلاعِ أشْواقُ
في جنّةٍ وحْدَنا بالعِشْقِ نقْتاتُ
والماءُ منْ حوْلِنا والطّيْرُ زَقْراقُ
رضَابُ ثغْرِكِ خمْرٌ أنْتَشِي مِنْهُ
والخمْرُ في جنّةِ الرّضْوَانِ أرْياقُ
للْعشْقِ تَوّاقَةً بالحُضْنِ أُؤْوِيكِ
والصّدْرُ يَكْوِيهِ مَنْ نهْدَيْكِ إِحْراقُ
بِضْعٌ تُداعِبُ في جِسْمِي مثِيلَتَها
كمَا تُداعَبُ بالأقْلامِ أوْراقُ
أغُوصُ عُمْقاً وفِي حُمَّى لِقَاءَاتي
مُتَيّماً، هائِماً، بالعِشْقِ مِغْداقُ
أغْدُو كأَنِّي ملَكْتُ العَالَمِينَ هناً
في صُحْبَتِي لَيْسَ لللذّاتِ آفاقُ
أغِيْبُ نَشْوانَ عَنْ وَعْيِي لأَيّامٍ
فيها انْتِشاءٌ وبالإمْتاعِ إغْراقُ
أصْحُو لأُدْرِكَ أَنّ الطّيْفَ مَنْ زارَنِي
وفِي الهَواءِ أنَا للطّيفِ مِعْناقُ
لثْماً أوَدّعُ طيْفاً كنْتُ أحْضُنُهُ
حُزْناً أُفَارِقُهُ والدّمْعُ رقْراقُ
طِيبُ الشّفاهِ التِي كَانَتْ تُقَبِّلُنِي
يبْقى على شَفَتِي للشّوْقِ تِرْياقُ
يا ربُّ إنْ كانَ مَلْقى الطّيْفِ فِرْدَوْساً
فكَيْفَ إنْ كانَ للأحْلامِ إحْقاقُ

17/4/2009


القصيدة على بحر "البسيط".

لسْتُ للنسْوانِ زيرا


لسْتُ للنسْوانِ زيرا
أمين سرحان

أيا حسْناءُ يكْفيكِ التّجنّي
قسَوْتِ عَلَيَّ مُخْطِئةً كَثِيرا
أنَا غَيْرُ الذي قدْ قِيلَ عَنِّي
فإنّي لسْتُ للْنسْوانِ زيرا
فلا تُصْغي لأفّاكٍ حَسُودٍ
وُصِمْتُ بَذَاكَ بُهْتاناً وَزُورا

فيديو القصيدة

مُلفّقةٌ أحاديثُ الوُشاةِ
يَحيكونَ الدَّسائِسَ والشُّرورا
يخِيطُونَ افْتِرَاءاتٍ لحِقْدٍ
أنا، ما كنْتُ يوْماً شهْريارا
إماءٌ حوْلهُ مِنْ كلّ عِرْقٍ
براعِمُ كادَ أنْ تغْدو زُهورا
بأثْداءٍ تموْجُ كموْجِ بحْرٍ
يُراقصْنَ اللآلئَ والحريرا
تهَادى تحْتهُنَّ رياشُ فرْشٍ
بأرْدافٍ يُداعبْنَ السّريرا
تُدَلِّلُهُ الجَوارِي ماجِنَاتٍ
على نغمٍ يُمايلْنَ الخُصورا
يطوْفُ بِهنَّ غِلْمانٌ وِسَامٌ
بأقْداحٍ مُتَرّعَةٍ خُمورا
تُدارُ أَطايِبٌ منْ كلّ نوْعٍ
و أَطْباقٌ مُحَمّلةٌ ثُمورا
بَخوْرٌ مائِجٌ فيْ كلّ ركْنٍ
تُنافِسُهُ الحِسانُ شذاً مُثيرا
وشقْراءٌ تُناولُهُ النّبيذَ
وسمْراءٌ تُدلّكهُ عُطورا
يُعانقُهُنَّ، يسْهرْنَ الليالي
فلا يدْرونَ إنْ صارتْ نهارا
بأجْسادٍ تُدَفِّئُهُ الشِّتاءَ
فلا يُوقِدْنَ أحْطاباً و نارا
ويخْتارُ التي تُنْشيهِ ليْلاً
وعذْراءً يُضاجِعُها سُحورا
وعنْد الصُّبْحِ يُحْضرُها ذَلولاً
ليذْبَحها كمَنْ ينْحرْ بَعيرا
يُعيدُ الكرَّ آلافَ الليالي
وما مِنْهُنَّ منْ تكْفي الأمِيرا
فيا حَسْناءُ لسْتُ بذِي مُجُونٍ
أنا، ما كنْتُ يوْماً شهْريارا
ولا زيرَ النّساءِ كَما أشاعُوا
و لا أنْوي بأنْ أغْدو غَدوراً
ولا جارَيْتُ راسْبُوتِينَ عُهْراً
و أمْقُتُ مِنْ كَزانُوْفا الفُجُورا
فقَلْبِي خالِيُ الرَدَهاتِ خاوٍ
هَلُمّي وانْفُضي عَنْهُ الغُبارا
فيا حسْناءُ هيّا لا تَخافِي
تعالِي واسْكُنِي قلْباً غَرِيرا
(الغَرِيرُ: الذي لا تجرِبةَ له)
فكونِي منْ يُعانِقُنِي بشَوْقٍ
وكونِي منْ يُرَقّدُنِي السّرِيرا
هَلُمِّي واعْتَلِي عَرْشَ الفُؤادِ
تباهِي، دافِعِي عنّي افْتِخارا
وقُولِي إنْ وَشَوا خُبْثاً ومَكْراً
"حبِيبِي لمْ يكُنْ يوْماً غَرُورا"
(الغَرُورُ: ما يخدعُ ويغرُ الإنسانَ أوْ يُسببُ انخداعهُ)

23/1/2009


القصيدة على بحر "الوافر".

أشواقي وميثاقُ السُّهْد


أشواقي وميثاقُ السُّهْد
أمين سرحان

ما بيْنَ جفْنِي وبَيْنَ السُّهْدِ مِيثاقُ
لا أُقْفِلُ الجَفْنَ، لا والقَلْبُ خَفّاقُ
مِيثَاقُ عَهْدٍ بأَشْواقِي مُوَقِّعُهُ
ما دامَ في القلْبِ نبْضٌ فيهِ دَفّاقُ
في هَدْأةِ الليْلِ يغْفُو النّاسُ أكْثرُهُمْ
إلا أنا والهوَى، والقَلْبُ شَهّاقُ

فيديو القصيدة

جَفْنِي جَفَاهُ الكَرى مِنْ كثْرِ أشْواقِي
وَلَيْسَ لي منْ لهيبِ الشّوْقِ إطْلاقُ
ما بيْنَ شَوْقٍ وشَوْقٍ جُزْءُ ثانِيةٍ
عُدِّي إذاً كمْ منَ المرّاتِ أشْتاقُ
أحْتارُ في جَسَدِي كمْ منْهُ يعْشَقُكِ
فكَمْ وَكَمْ منْ خلايا الجِسْمِ تَشْتاقُ
قدْ زادَ شَوْقِي إلى مَلْقاكِ فاتِنَتِي
مَهْما بعُدْتِ فإنّ الشّوْقَ وثّاقُ
لوْ طُفْتُ بالخَطْوِ حَوْلَ الأرْضِ مرّاتٍ
سعْياً للُقْياكِ، بي ما حلَّ إرْهاقُ
لوْ طِرْتُ نَحْوَكِ ما بيْنَ المَجَرّاتِ
ما عاقَنِي فِي سمَاءِ الكَوْنِ أعْماقُ
إنْ يَفْتِكُ السّهْدُ بي منْ فَرْطِ أشْواقِي
لنْ ينْتَهِي الشّوْقُ لوْ في ذاكَ إمْحاقُ
نَسْجُ الخيالاتِ عَقْلي صارَ يُدْمِنُها
لمْ يبْقَ لي منْ ذَهابِ العقْلِ إعْتاقُ
لوْ أنّ أحْياءَ مَنْ في الكَوْنِ شاهِدَةٌ
لانْتابَهَا مِنْ هُيَامِي فيكِ إشْفاقُ

17/4/2009


القصيدة على بحر "البسيط".

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers