عشْقٌ على ورقةٍ صفْراء
عشْقٌ على ورقةٍ صفْراء
أمين سرحان
ليْستْ مُجرّدَ قِطْعةٍ مِنْ ذا الورقْ
هذي رِسالةُ عاشقٍ مِمَّنْ سَبَقْ
وُجِدَتْ بدكّانٍ قديْمٍ مُنْزوٍ
لمْ يلْتقطْها جِنْسُ مخْلوْقٍ خُلِقْ
صفْراءُ كادَ كلامُها أنْ ينْمحي
ضمّتْ طواياها مَشاعرَ مَنْ عَشِقْ

فيها سُطورٌ عانَقتْ نُورَ الشّفقْ
كلماتُها لُفّتْ بعِطْرٍ منْ حَبقْ
فلقدْ ملاها الحبُّ والشّوْقُ انْدفقْ
وحُروفُها عكستْ ليالٍ منْ قلقْ
تحْوي شجى أشواقَ ملْهوفٍ فنى
بغرامِ فاتنةٍ يُرافِقُها الألَقْ
عَشِقَ الفُؤادُ تُرابها أنّى خَطتْ
إذْ ذابَ فيها القلْبُ عِشْقاً واحْترقْ
فَتَنتْهُ ساحِرةٌ بُدورٌ كالقمرْ
فجمالُها فاقَ التصَوُّرَ بلْ سَبَقْ
يصِفُ المفاتِنَ مُسْهِباً بجمالها
فضياؤها إنْ غابتِ الشّمْسُ انْبثقْ
وبِحُسْنِها يتغزّلُ المُضْنى شجىً
والبدْرُ إنْ ظهَرَتْ يغارُ وينْمحقْ
يرْوي صُدودَ جمِيلَةٍ تَسْتَهْتِرُ
كانتْ تُأمّلهُ الوِصالَ وتنْزلقْ
سَطَرَ الهُيامَ وما يُحرِّقُهُ لظىً
وشكى صُعوبةَ أشْهرٍ مُلئتْ أرقْ
لمْ يحْظَ يوْماً بالوصالِ كما رجا
مِنْ كُثْرِ ما طلَبَ اللِّقا جفَّ الرّمَقْ
بلْ ما اشْتهى أكْلاً ولا النوْمَ ارْتضى
زادَ الهُزالُ مِنَ الضّنى حتّى نَفقْ
هذي خُلاصةُ ما قرأْتُ بنَصّها
فبِها مواعظُ قدْ تُنَجِّي مِنْ غَرَقْ
يا صاحِبي خُذْ عِبْرةً كيْ لا تَقعْ
في عِشْقِ لاهيةٍ تَمُرُّ وتفْتَرِقْ
فاحْذرْ، حماكَ اللّهُ، مِمّنْ مِثْلَها
كيْ لا تمُوتَ بحسْرةٍ أوْ تخْتَنِقْ
5/4/2020
القصيدة على بحر "الكامل".
لا شَكَّ أنّكِ نَرْجِسِيّةْ
لا شَكَّ أنّكِ نَرْجِسِيّةْ
أمين سرحان
لا شَكَّ أنّكِ نَرْجِسِيّةْ
تُحْيِينَ نَفْسَكِ فيْ الخَيالْ
مِرْآةُ جيْبِكِ بالمَعِيّةْ
لِتُرِيكِ عُلْوَكِ بالجَمالْ
تَعْلِينَ عَكْسَ الجاذِبِيَّةْ
فتُقارِبِينَ ذُرَى الجِبَالْ
القصيدة متلفزة
تَخْتَالُ أوْهامٌ بَهِيّةْ
فَتَرِينَ ذَاتَكِ كالمِثَالْ
وَتُدَغْدِغُ العُقَدُ الخَفِيَّةْ
إحْسَاسَ صاحِبَةِ الجَلالْ
فَتَعَمُّدِ الإبْهارَ غِيَّةْ
تُفْضِي بِحالِكِ غيْرَ حالْ
الحُبُّ عِنْدَكِ دُونَ نِيَّةْ
كيْ تَسْمَعِي غَزَلَ ابْتِذَالْ
والمُعْجَبُونَ هُمُ الضّحِيَّةْ
يَلْهَوْنَ بالوَصْلِ المُحالْ
تَتَخَيَّرِينَ مَنِ المَطِيَّةْ
حَتَّى تَنالِي ما يُنالْ
وبَرِيقُ عَيْنَيْكِ الدَهِيَّةْ
يُنْبِي بِرَغْباتِ اخْتِيالْ
فيها الغُرُورُ بِأَوْلَوِيَّةْ
أنْ تَظْهِرِي حَدَّ الكَمالْ
وقِناعُ نَظْرَتِكِ الهَنِيَّةْ
يُخْفِي شُعُورَ الإنْعِزَالْ
الغِيرَةُ العَمْياءُ حَيَّةْ
مِنْ أخْرَياتٍ في الخِصَالْ
إنِّي أرَى امْرَأَةً عَصَيّةْ
تخْشَى انْتِقَاداتٍ تُقالْ
وضُمُورَ عاطِفَةٍ نَقِيَّةْ
يُلْقِي على القَلْبِ الظّلالْ
وتَعَجْرُفِ الأنْثَى العَتِيّةْ
لا رَادِعٌ يَثْنِي التّعالْ
في الظُّّلْمِ تأْخُذُكِ الحَمِيّةْ
دُونَ الْتِفاتٍ مَنْ يُطالْ
حتّى ارْتِكَابُكِ للخَطِيّةْ
لا يأْمَلُ المَرْءُ انْعِدالْ
تَبْدِينَ وَاثِقَةً قَوِيَّةْ
لكِنَّ عُمْقَكِ مِنْ رِمَالْ
النرْجِسِيّةُ عُنْجُهِيَّةْ
تُودِي بِعَقْلِكِ للْخَبَالْ
عُودِي لِرُشْدِكِ مِنْ رَزِيّةْ
ولْتَتْرُكِي هَذَا الضَّلالْ
إنّ التَّغَطْرُسَ بالأَذِيَّةْ
لَدَلالَةِ المَرَضِ العُضَالْ
أدْعُوكَ يا رَبَّ البَرِيّةْ
أنْ تَبْرَئِي منْ ذا المآلْ
8/9/2025
القصيدة على "مجزوء بحر الكامل".
أنا أصل الفصاحة والقوافي
أنا أصل الفصاحة والقوافي
أمين سرحان
نشرت الشاعرة السورية الشابة أمل كريم وسوف قصيدة في العديد من المنتديات بدءا من أوائل 2024 وحتى 11/10/2025 عنونتها بعناوين مختلفة تتحدى فيها الشعراء، فما كان مني إلا أن أجبتها بهذه القصيدة:
أنَا أصْلُ الفَصَاحَةِ وَالقَوَافِي
وَسَيِّدُهَا لِسَانِي ذُو الجَلالِ
وَإِنَّ الشِّعْرَ عِنْدِي فَيْضُ نَهْرٍ
مِنَ الآفَاقِ يَنْبَعُ بالزُّلالِ
بِهِ طَرَّزْتُ آيَاتَ القَصِيدِ
بِهِ أبْدَعْتُ أكْوانَ الخَيَالِ
نَظَمْتُ مِنَ القَوَافِي عِطْرَ فِكْرٍ
سَمَا نَظْماً وَحَطَّمَ كُلَّ عَالِ
فصَارَ الشِّعْرُ عِنْدِي لا يُضَاهَى
بنَيْتُ بِهُ قُصُوراً لِلْغَوَالِي
ولي أشْعارُ عِشْقٍ قدْ نَشرْتُ
تُغَنِّيها الحِسانُ ثِنَى الليالِي
تعالِي للقَناةِ* تَرِينَ شَدْوِي
فإنّي منْ شَدا والعِشْقُ حالِي
قَصِيدِي فِي التَغَزُّلُ بالصّبايا
أثارَ ضَغِينَةً عنْدَ الرّجالِ
فَقَيْسٌ لَمْ يَعُدْ يَهْذِي بِلَيْلَى
غدَاةَ وصَفْتُ عِشْقِي للجَمالِ
فشِعْرُ العِشْقِ يهْوَانِي لأنِّي
جعلْتُ لَهُ صَوامِعَ في الجِبالِ
أُبَرِّزُ فِي مَيَادِينِ التَّحَدِّي
وَسَيْفِي بَاتَ يُخْشَى في النِّزالِ
فَلَوْ ألْقَيْتُ بعْضاً مِنْ قَصِيدِي
لَجَاوَزْتُ المَدَى بَعْدَ المُحَالِ
فلَيْسَ يَعِيبُ مِثْلِي منْ تَبَاهَى
بِرَدٍّ في البَلاغِةِ والجِدَالِ
سَأفْخَرُ مَا حَيِيتُ وَلَيْسَ ضَيْرًا
إِذَا طَاوَلْتُ نَجْمًا في الأعالِي
لَعَلَّكِ مَا رَأيْتِ جَمِيلَ شعْرِي
ولا شدْوِي سَمِعْتِ وَلا مَقَالِي
إِذَا مَا قَدْ رَأيْتِ لَنَا بَرِيقًا
فَذاكَ سَنانا فِي حَالِ اشْتِعَالِ
ألَمْ يُسْمَعْ بِمَا قَدْ سَاقَ شِعْرِي؟
ألَمْ تُرْوى الرِّحَالُ مِنَ الدِّلالِ؟
أنَا رَمْزُ العُلُوِّ وَلِي مَجَالِي
فَلا تَدْنِي حُدُودِي فِي المَجَالِ
سأحْرِقُ قَلْبَ مَنْ رَامَ التَّعَدِّي
وَأُبْعِدُ مَنْ تَعَالَى بِاحْتِيَالِ
إِذَا مَا كُنْتِ فِي الأشْعَارِ فِرّاً
فَإِنِّي النّسْرُ فِي صلَفِ اخْتِيالِي
مُحِيطِي أوْسَعُ الأنْحاءِ كُبْراً
وَبَحْرُكِ جَدْوَلٌ فِي كُلِّ حَالِ
فَفِيهِ كَمْ لِسَبَّاحٍ تَمَادَى
لِيَغْرَقَ فِيهِ فِي جَوْفِ اللَّيَالِي
فَتَاهُوا تحْتَ مَوْجَاتِي وَغَاروا
وَضاعً الحُلْمُ، مَا لَهُمُ وَمَا لِي
تَرَكْتُ لَكَ الشوَارِدَ والفُتاتَ
كُفَى لا تَطْمَعِي أوْجاً تنَالِي
لَعَمْرِي مَا سَمِعْتُ بِأنَّ غرّاً
تَجاوَزَ غَيْرَ ساحَاتِ الوِصَالِ
------
قصيدة الشاعرة أمل كريم وسوف
قصيدة الشاعرة أمل كريم وسوف
أَنَا بِنْتُ الفَصَاحَةِ وَالمَعَالِي
وَسَيِّدُةُ القَرِيضِ وَذَا مَجَالِي
وَإنَّ الشِّعْرَ عِنْدِي فَيْضُ بَحْرٌ
مِنَ الأعْمَاقِ يَخْرُجُ كَاللآلِي
بِهِ طَرَّزْتُ أَحْلامَ الصَّبَايَا
بِهِ لَوَّنْتُ آمَالَ الرِّجَالِ
وَصَارَ الشِّعْرُ عِنْدِي لا يُضَاهِي
نَصَبْتُ لَهُ عُرُوشًا لِلجَمَالِ
غَزَلْتُ مِنَ القَوَافِي نَبْعَ حُبٍّ
نَقِيًّا سَالَ مِنْ قِمَمِ الجِبَالِ
أَنَا بِنْتُ الشَّآمِ وَذَاكَ فَخْرِي
وَرِثْتُ القَوْلَ عَنْ عَمٍّ وَخَالِ
حُرُوفُ الشِّعْرِ تَعْشَقُنِي لأنِّي
بَذَلْتُ لَهَا النَّفِيسَ وَكُلَّ غَالِي
فَشَاعَتْ فِي مَيَادِينِ التَّحَدِّي
وَنَجْمِي ضَاءَ فِي عَتْمِ اللَّيَالِي
فَلَوْ أَرْجَزْتُ شَطْرًا مِنْ قَصِيدِي
لَغَادَرْتُمْ مَيَادِينَ السِّجالِ
إذَا يَوْمًا دُعِيتُ أَصُولُ صَوْلا
وَلِي حَقٌّ بِأَنْ أَزْهُو بِحَالِي
وَلَيْسَ يَعِيبُ أُنْثَى لَوْ تَبَاهَتْ
وَرَدَّتْ بِالجَمَالِ عَلَى الجَمَّالِ
لَعَمْرِي مَا سَمِعْتُ بِأَنَّ شِعْرًا
يُؤَدِّي نَحْوَ سَاحَاتِ القِتَالِ
ألا فَالْفخرُ تَأْرِيخًا أَرَاهُ
أُسَطِّرَهُ عَلَى صَعْبِ المُنَالِ
سَأَفْخَرُ مَا حَيِيْتُ وَلَيْسَ ضَيْرًا
إذَا طَاوَلْتُ هَامَاتَ الرِّجَالِ
فَمَا ذَنْبِي إذَا ضَاعَتْ وُجُوهٌ
وَتَاهَتْ بَيْنَ أَرْوِقَةِ الضَّلالِ
وَبَاعُوا عِزَّهُمْ بِقَلِيلِ مَالٍ
وَقَدْ خَلَطُوا المُحَرَّمَ بِالحَلالِ
أَلا يَا شَاعِرَ الإِنْسَانِ إنِّي
بَذَلْتُ لِذَا الفَقِيرِ بِجُلِّ مَالِي
لَعَلَّكَ مَا مَرَرْتَ عَلَى قُطُوفِي
فَلَا كَرْمًا نَظَرْتَ وَلا دَوَالِي
وَلَمْ تَسْمَعْ بِمَا قَدْ فِضْتُ شِعْرًا
وَلَمْ تَمْلأْ رِحَالَكَ مِنْ سِلالِي
وَلَمْ أَفْخَرْ بِذَاكَ فَذَاكَ عَيْبٌ
يُقَلِّلُ مِنْ كَرَامَاتِ الخِلالِ
وَلَكِنِّي اتّخَذْتُ الشِّعْرَ بَابًا
مُوَصَّدَةً عَلَى خَيْرِ الفِعَالِ
فَلَمْ أمْنُنْ عَلى المُحْتَاجِ يَوْمًا
وَلَمْ أَطْلُبْ جَزَاءاً أَوْ أُغَالِي
ألا بِالصَّمْتِ يُقْضَى كُلُّ أَمْرٍ
وَلَيْسَ بِمَا يُغَذَّى بِالمَقَالِ
أَنَا أُنْثَى وَلِلأُنْثَى مَجَالٌ
فَلَا تَقْرَبْ صَدِيقِي مِنْ مَجَالِي
إذَا مَا قَدْ رَأَيْتَ لَنَا دُخَانًا
فَتِلْكَ النَّارُ زَادَتْ فِي اشْتِعَالِ
لِتُحْرِقَ أَرْضَ مَنْ رَامَ التَّحَدِّي
وَتُبْعِدَ مِنْ تَمَلُّقَ بِاحْتِيَالِ
إذَا مَا كُنْتَ فِي الإِشْعَارِ بَحْرًا
فَإِنِّي كَالمُحِيطِ وَلا أُغَالِي
فَفِيهِ كَمْ رَبَابِنَةٌ تَمَادَوْا
لِيَكْتَشِفُوهُ فِي جَوْفِ اللَّيَالِي
فَتَاهُوا دُونَ مَقْصِدِهِمْ وَ مَاتُوا
وَمَاتَ السِّرُّ، مَا لَهُمْ وَمَا لِي
مُحِيطِي شَاسِعُ الأرْجَا عَظِيمٌ
وَبَحْرُكَ ضَيِّقٌ فِي كُلِّ حَالِ
تَرَكْتُ لَكَ الفُتَاتَ تَسُدُّ رَمْقًا
فَلا تَطْمَعْ بِمَنْزِلَةٍ بِعَالِ
14/10/2025
القصيدة على بحر "الوافر".
مفتي الهوى
مفتي الهوى
أمين سرحان
نشرت الشاعرة الفلسطينية عفاف عطا الله بيتاً يتيماً من الشعر شجعني على إكمال ما بدأتْ.
طرَحَتْ عَفافُ تَساؤُلاً كَلِماتُهُ
بَيْتٌ يَتِيمٌ أُحْكِمَتْ حَرَكاتُهُ
"باللهِ يا مُفْتِي الهَوى قُل لي إِذَا
بَلَغَ النِّصَابَ الشَّوْقُ كَيْفَ زَكَاتُهُ؟!"
فأَضَفْتُ توْضِيحاً يُكَمِّلُ ما ابتَدَتْ
ليُجِيبَ إفْتاءُ الهَوَى وقُضاتُهُ
فتَعُمُّ فائِدَةُ الجَوابِ وَشَرْحِهِ
بِشَرِيعَةِ العُشّاقِ كَيْفَ هِباتُهُ
فسَأَلْتُ تَوْزِيعَ العَطاءِ وصَرْفِهِ
أحْكامُهُ وشُرُوطُهُ وصِفَاتُهُ؟
وهَلِ الدُّمُوعُ تُعَدُّ فَرْضَ كِفايَةٍ
أمْ واجِبٌ شَرْعاً لَهُ قَنَوَاتُهُ
وَهَلِ التَصَدّقُ بالسُّهادِ نَوَافِلٌ؟
أمْ فَرْضُ عيْنٍ إنْ عَلَتْ دَعَوَاتُهُ!
أيَجُوزُ تقْسِيطُ الزّكاةِ مَراحِلاً
في فَتْرةٍ كلٌّ لَهُ أَوْقاتُهُ؟
وهَلِ التِماسُ الوَصْلِ ثُمْنُ أدائِها؟
أمْ رُبْعُ ما فَرَضَ التلَهُّفُ ذَاتُهُ!
إنْ كانَ يُخْفِي حُرْقَةً في صَدْرِهِ
ما أجْرُ ملْهُوفٍ صفَتْ نِيّاتُهُ؟
هَلْ للتَصَبُّرِ والدُّمُوعِ ثَوابُها؟
أمْ كَبْتُ وَجْدٍ إنْ عَلَتْ أَنّاتُهُ!
مَا حُكْمُ مَنْ ثَبَتَتْ عَلَيْهِ وقَائِعٌ
مِنْ لَوْعَةٍ، لا تَنْتَهِي حَسَرَاتُهُ؟
هلْ يُؤْثَمُ المَرْءُ الذي لا ينْتَهِي
عنْ شَوْقِهِ أمْ ترْتَقِي حَسَناتُهُ؟
3/10/2025
القصيدة على بحر "الكامل".
أَشْهَدُ أنّكِ الفصْلُ الخِتامِي
أَشْهَدُ أنّكِ الفصْلُ الخِتامِي
أمين سرحان
دَعِي عَنْكِ التَكَهّنَ واتِّهامِي
فَمَا فِي القلْبِ غَيْرُكِ فِي المُقامِ
نِساءُ الأرْضِ حَوْلِيَ مِثْلُ رُزٍّ
وَوَحْدُكِ مَنْ بِدائِرَةِ اهْتِمَامِي
ثِقِي أنْتِ الوَحِيدَةُ في فُؤادِي
وخَاتِمَةٌ أتَتْ تجْلو اغْتِمَامِي
القصيدة متلفزة
دَعِي عَنْكِ الظُّنُونَ فلا أُبالِي
بأَيِّ جمِيلةٍ تخْطُو أمَامِي
فَكَمْ مَرَّتْ حِسَانٌ كَالمَرَايَا
ولَمْ أَهْتَزَّ مِنْ نَهْدٍ رُخَامي
فَلا شَقْرَاءَ تَسْرِقُ مِنْكِ عَرْشًا
ولا سَمْرَاءَ تُشْعِلُ لِي هُيامِي
ولا أخْفِي هَوىً تحْتَ الرّداءِ
ولا حَسْناءَ تَظْهَرُ في مَنامِي
وما تَرْوِيهِ عَنْ عِشْقٍ لأُخْرى
لَأَوْهامٌ تُشَكّكُ بالْتِزامِي
روَايَةُ مسْرَحِيّةِ شَهْريارَ
تُؤثّرُ في خَيالِكِ بالتّنامِي
أتَتْ منْ غيْرِ إنْصافٍ لِعِشْقي
مُجَرَّدُ رَمْيةٍ منْ غيْرِ رامِي
فَكُفِّي عَنْ عَذَابَاتٍ وَشَكْوَى
فلَسْتُ أحِيكُ أمْراً في الظّلامِ
وكُفِّي عَنْ حِكايَةِ غَيْضِ حُبّي
وَمَاتَ الحُبُّ مِنْ عَامٍ لِعَامِ
ووَلّى عَصْرُ منْ أرْداهُ كُحْلي
وَلا عِطْري يُذَكِّرُ بِالوِئَامِ
وَقَيْسٌ لَمْ يَعُدْ يَهْذِي بِلَيْلَى
وَهَاجَرَ سِرْبُ أطْيارِ اليَمامِ
فما هذا الذي تَهْذِينَ فِيهِ
سِوَى وَهْمٍ يُوَسْوِسُ بالخِصامِ
وَإِنِّي مُدْرِكٌ مَاذَا يَدَورُ
بفِكْرِكِ عَنْ سوَابِقَ في خِيامِي
وعَنْ أشْعارِ عِشْقٍ قدْ نَظَمْتُ
تُغَنِّيها الحِسانُ وبانْسِجامِ
مضَى عَهْدُ التَغَزّلِ في دِياري
وأُقْفِلَتِ المَسارِحُ بالتّمامِ
فبَعْدَكِ لمْ أُغازِلْ غيْرَ نفْسِي
وَلَمْ أُشْعِلْ فَوانِيسَ الغَرامِ
لَقَدْ وَلَّى زَمَانُ الغزْوِ عِنْدي
وَأَنْهتْنِي فُتُوحَاتُ انْغِرامِي
فَلا سَيْفٌ يُلَوّحُ فِي يَمِينِي
وَلا خَيْلٌ تُسَابِقُ فِي الحِمَامِ
أَنَا وَحَّدْتُ فِيكِ فُلُولَ عِشْقِي
فَلا أَهْفُو لِغَيْرِكِ فِي الأنامِ
فَكَيْفَ أَهِيمُ عَنْ صَدْرٍ رَعَانِي
كَصَدْرِ الأُمِّ ما قَبْلَ الفِطامِ؟
بِهِ أُطْعِمْتُ مِنْ أَحْلَى الثِمَارِ
كَتُوتٍ، أَوْ كَنَارِنْجِ الشَآمِ
وَكَيْفَ أَرُدُّ نَهْدًا كَانَ أُنْسِي
وَكَانَ قَمِيصُهُ رِيشَ النَّعَامِ؟
وكانَتْ مُنْيَتي صَدْرٌ حَنُونٌ
وكُنْتِ كَماءِ يَنْبُوعٍ لِظامِي
أَمامِي أَنْتِ تَجْسِيدٌ إلهِي
لنُورٍ ساطِعٍ يُنْهِي ظَلامِي
فَلَسْتُ بِشَهْرَيَارٍ يَاحَيَاتِي
يُذِيبُ النِّسْوَ فِي كَأْسِ المُدَامِ
وَلكِنِّي أَنَا رَجُلٌ وَفِيٌّ
أُحَادِيُّ الهَوَى سَامِي المَرَامِ
فأَشْهَدُ أنّكِ العِشْقُ الوَحِيدُ
وأَشْهَدُ أنّكِ الفصْلُ الخِتامِي
26/6/2025
القصيدة على بحر "الوافر".
لِمَ بالبُرودِ بدَأتِ لِقاءَنا
لِمَ بالبُرودِ بدَأتِ لِقاءَنا
أمين سرحان
لِمَ بالبرُودِ بدَأْتِ فَوْرَ لِقائِنا؟
أيْنَ احْتِفاؤُكِ؟ لا أراهُ أصِيلا!
قدْ كُنْتِ إنْ لمَحَتْ عُيُونُكِ مَقْدَمِي
تسْتَقْبِلِينِي بالعِناقِ طَوِيلا
أينَ البَشاشَةُ والحَفاوَةُ غُيِّبَتْ
العِشْقُ كانَ رِوايَةً وفُصُولا
القصيدة متلفزة
إنّي عَشِقْتُكِ مُذْ غَدَوْنا نلْتَقِي
ما لِي أراكِ كَمَنْ يُكِنُّ رَحِيلا
أَخْشَى عَلَيْكِ مِنَ الزَّمَانِ تَقَلُّباً
فعَلَى المَشَاعِرِ قَدْ فقَدْتُ دلِيلا
تنْأَيْنَ عنّي كُلّ يوْمٍ خُطْوةً
عَجَباً! فَهَلْ أضْحى الهُيامُ هَزيلا؟
قلْبِي تُساوِرُهُ الشُّكُوكُ بشِدَّةٍ
أعَسَاكِ غَيْرِي قدْ وجَدْتِ بدِيلا؟
أمْ أنّ قَلْبَكِ لَمْ يَعُدْ يَقْوَى على
حَمْلِ الهَوى فَغَدَا الغَرَامُ ثَقِيلا؟
أنَبَشْتِ قَلْبَكِ عَنْ بَقِيّةِ جَذْوَةٍ
حتّى تَبُثِّي الدّفْءَ فيهِ قَليلا
فَلعَلّها تُذْكِي بَصِيصَ تَشَوُّقٍ
يُبْقِي المَحَبّةَ في القُلُوبِ سَبِيلا
كَمْ راوَدَتْنِي فِي المَساءِ هَواجِسٌ
والذُعْرُ إنْ غَرَسَ الجَفاءُ فَسِيلا
فأَضأْتُ أَشْوَاقِي عَلى دَرْبِ الهَوَى
لكِنّ قلْبَكِ لمْ يَرَ القِنْدِيلا
لا زِلْتُ أَرْجُو أَنْ يَعُوْدَ غَرامُنا
وَلَعًا كَما كُنّا عَلَيْهِ جَمِيلا
يَا مَنْ مَلَكْتِ القَلْبَ لا تتَغَيّرِي
ظَلِّي كَما اعْتَدْنا نُدِيمُ مُثُولا
تُحْيِينَ رُوحِي إنْ بَقِيْتِ بِجانِبِي
وأَمُوْتُ غمّاً إنْ بَعُدْتِ قلِيْلا
قَدْ كَانَ قَلْبِي لا يُفارِقُ ظِلَّكِ
واليَوْمَ أَضْحَى الإنْزِواءُ نَزِيلا
هَلْ لِلْهَوَى بَابٌ تَرَكْتِ أعُودُهُ
أَمْ قَدْ صَكَكْتِ مِنَ الجَفاءِ قُفُولا؟
20/1/2016
القصيدة على بحر "الكامل".
إلى صاحبة الاسم المُستعار
إلى صاحبةِ الاسمِ المُسْتعار
أمين سرحان
في وحْدَتِي و الكَوْنُ صَمْتُ جَوامِدِ
والنجْمُ يلْمَعُ في فَضاءٍ آبِدِ
أتَصَفّحُ النِتَّ الذي أدْمَنْتُهُ
منْ هاتِفِي المُتَنَقِّلِ المُتَقاعِدِ
ملَلٌ يَعِيثُ بِلُبِّ عقْلِي المُقْفِرِ
واليأْسُ يَقْبَعُ في فُؤادِي البارِدِ
مِنْ صُورةٍ قَفَزَتْ خَيالاً ناعِماً
رقَصَتْ أمامِيَ كالغَزَالِ الشارِدِ
القصيدة مصورة
قرّبْتُ صُورَتَها لعَلّي أجْتَلِي
سِرَّ المَلاكِ الدنْيَوِيِّ الماجِدِ
فكَأَنّما نَجْمٌ أضاءَ جَوَانِحِي
وأعادَنِي لِطُفُولَةٍ ومَقاعِدِ
فعُيُونُها مِثْلُ المَها بِجمالِها
ورُمُوشُها تصْطادُ أعْتى صائِدِ
والشّعْرُ شَمْسٌ كالشُرُوقِ تأَلَّقَتْ
لتَزِيدَ منْ غِلِّ الغَرِيمِ الحاقِدِ
تغْزُو المَدى بأناقَةٍ وبِرَونَقٍ
يُخْشى علَيْها مِنْ عُيُونِ الحاسِدِ
خطَفَتْ فُؤادِيَ بالتّصاوِيرِ التي
نشَرَتْ على صَفَحاتِ مَوْقِعِها الندِي
كم أذْهَلَتْنِي لَقْطَةٌ إذْ دغْدغتْ
قلْبِي بِخَمْرٍ منْ رُضابٍ راغِدِ
طالَبْتُها بِصدَاقَةٍ لمْ تَسْتَجِبْ
أطْلَقْتُ منْ أسْرٍ عِنانَ قَصائِدِي
ونثَرْتُ أشْعارِي على مرْأى الدُّنا
كيْما تُجِيبَ بِحَرْفِ رَدٍّ واحِدِ
لكنّها لمْ تَنْتَبِهْ أوْ تكْتَرِثْ
إذْ مُعْجَبِيها كُثْرُهُمْ بتَزايُدِ
أرْسَلْتُ تعْلِيقاً يَشِي بجَوَامِحِي
لأرَى تَجاوُبَ نَجْمِها المُتَصاعِدِ
ولَبِثْتُ أحْيا بيْنَ آهاتِ الجَوى
وأَعُدُّ لحْظاتِي بشَوْقٍ زائِدِ
تابَعْتُ صَفْحَتَها ثلاثَةَ أشْهُرٍ
علّي أرَى ردّاً لأَيِّ تَوَارُدِ
رُدّي بِرَبِّكِ إنّنِي مُتَلَهِّفٌ
رُدّي لأُثْبِتَ صِدْقَ حُسْنِ مَقاصِدِي
هلْ منْ سَبِيلٍ للوِصالِ أخُوضُهُ
لسَماعِ ردٍّ واضِحٍ ومُشاهَدِ؟
أخْفَيْتِ ما اسْمُكِ خلْفَ بابٍ مُوْصَدٍ
يُعْطِي غُمُوضَ نفائِسٍ وفَرائِدِ
كَنّيْتِ نفْسَكِ يا مَلِيحَةُ ليْلَكاً
أحْلى الزهُورِ اخْتَرْتِ غَيْرَ السّائِدِ
ألْوانُهُ رَمْزٌ لِحُبٍّ صادِقٍ
وأرِيجُهُ أنْسامُ فَجْرٍ واعِدِ
إنْ كانَ حُسْنُكِ رائِعاً كالليْلَكِ
لِمَ تخْتَبِينَ ورَاءَ ظلٍّ جامِدِ؟
في كُلِّ زَاوِيَةٍ أراكِ كَلَوْحَةٍ
رُسِمَتْ برِيشَةِ عاشِقٍ وتَوادُدِ
أشْفِي غَلِيلِي مِنْ جَمالٍ فاتِنٍ
تغْفُو عُيُونِي في بُحُورِ قَصائِدِي
أبْقى ألُوكُ تَخَيّلاتِي آمِلاً
وأُعِيدُ تَرْتِيلَ الحَنِينِ اللابِدِ
تتَراقَصِينَ أمامَ عيْنِيَ كُلّمَا
أغْمَضْتُها فأراكِ قُرْبَ وَسائِدِي
فكأَنّما الأحْلامُ تَرْبِطُ بيْنَنا
ترْوِي حِكاياتٍ بِنَبْضي الناشِدِ
واللَيلُ يَعْزِفُ للحِكاياتِ التي
ألّفْتُها بَيْني وبَيْنكِ شاهِدِي
منْ هاتِفِي أطْوِي المَسافاتِ التي
ما بيْنَنا كالعاشِقِ المُتَواعِدِ
يا ليْتَنِي يوْماً أراكِ ونَلْتَقِي
وَجْهاً لوَجْهٍ في لِقاءٍ واعِدِ
لأَبُثَّ شَوْقي في اللِقاءِ وأُعْلِنُ
لكِنَّ صَدّكِ مِثْلُ بحْرٍ مارِدِ
أبْقَى أُبَحْلِقُ في تَصاوِيرٍ لَكِ
كتأمُّلاتٍ في تَصَوّفِ زاهِدِ
يا منْ بِها قلْبِي تلَظَّى بالجَوَى
وكأَنّهُ وَهْجٌ لِنارِ مَواقِدِ
أأعِيشُ حُبّاً في الخَيالِ وأَكْتَفِي
بقَصائِدٍ لجَرِيحِ عِشْقٍ واجِدِ؟
وأراقَصُ الأحْلامَ عِبْرَ خَيالِيَ
وكأَنّها صَلَواتُ شَيْخٍ عابِدِ؟
05/04/2025
القصيدة على بحر "الكامل".
Subscribe to:
Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين



