فاتنةٌ وسط الزحام
فاتنةٌ وسط الزحام
أمين سرحان
وسَطَ الزّحَامِ لمحْتُ وجْهاً سَاحِرا
لصَبِيَّةٍ ملَكَتْ جمالاً آسِرا
جعَلَتْ رُؤُوسَ القوْمِ تلْوِي نَحْوَها
فترى الذُهُولَ على الوُجُوهِ مُجَاهِرا
دَهَمَتْ فُؤَادِيَ دُونَ إذْنٍ مُسْبَقٍ
وترَبَّعَتْ عَرْشَ الفُؤادِ على الذّرى
فيديو القصيدة
وبِدُونِ أنْ أدْرِي انْجَرَرْتُ ورَاءَها
وتَلاحَقَتْ ضَرَبَاتُ قَلْبِيَ مُعْذَرا
فجَمَالُها فاقَ الحَقِيقَةَ والرّؤى
شهِدَتْ بذَاكَ جمُوعُ منْ دبّ الثَّرَى
خُطُوَاتُ أقْدَامِي بِرَعْشٍ أقْدمتْ
مُتَأَمِّلاً جُودَ الحُظُوظِ مُقَامِرا
وهَنَتْ قُوَايَ لفتْرةٍ لمّا اخْتَفَتْ
وتبَخَّرَتْ وسَطَ الزِّحَامِ ولَمْ تُرى
خُطُوَاتُها مرّتْ هُنا، أيْنَ اخْتَفَتْ؟
وكَأَنّها شَبَحٌ تبَخّرَ في السُّرَى
هبَطَتْ على قلْبِي كآبةُ مُحْبَطٍ
وكَأَنَّ جُلْمُوداً تحَدّرَ كَاسِرا
وجَلَسْتُ أنْدُبُ حظّ مَنْحُوسٍ هوى
أ لأَنّنِي لاحَقْتُها مُتَأَخّرا؟
وبَقِيتُ أبْحَثُ في الأَزِقّةِ آمِلاً
فلَعَلّنِي أحْظى بها مُسْتِأْثِرا
خلَتِ الدُّرُوبُ وأَظْلَمَتْ حَارَاتُها
وأَنَا كَطِفْلٍ ضَاعَ في عَتْمِ القُرى
خُطُوَاتُ مِشْيَتِها تَرِنّ بمَسْمَعِي
بقِيَتْ شُهُوراً لا تُبارِحُ حاضرا
وأَعُودُ أنْظُرُ في العُيُونِ تفَحُّصاً
فلَعَلّ لِي بَيْنَ العُيُونِ مُؤَشِّرا
ورَوَائِحُ الأيّامِ أبْقَتْ عِطْرَها
مُتَغَلْغِلاً فِي مِنْخَرِي مُتَدَثّرا
أَعَسَى أُصَادِفُ عِطْرَها في جَولةٍ
فيَقُودُنِي حيْثُ الجمالُ تَعَطّرا
ومَضَتْ فُصُولُ العَامِ تنْحرُ بعْضَها
وأَنَا أُكَرِّرُ ما جرى و تكَرّرا
جثَمَ اكْتِئابٌ فَوْقَ صدْرِيَ قابِعاً
مُتَشائمٌ وأَخَافُ أنْ لا أصْبِرا
ولَعَلَّنِي يَوماً أراها صُدْفَةً
فأُرِيحُ قلْباً في هواها أبْحَرا
أ يَدُلّنِي أَحَدٌ على أثَرٍ لها؟
فيَعُودُ مَرْجِيَ ناضِراً مُخْضوْضِرا
30 ـ 6 ـ 2021
القصيدة على بحر "الكامل".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
5 comments:
مساء السعاده
رائعة أخرى جمعت بين روعة التراكيب اللغوية وقوة الفكره
احسست بها تمثل كل الفرص الضائعة وأخذتني الى ذكريات انفرطت وكان عقد تلك الفرص الضائعة قد انفرط وأخذت اردد
ألأنني لاحقتها متأخرا؟؟؟؟
ثم تتوالى الابيات حتى يشرق الامل
بان يعود مرجي ناضراً مخضوضرا
M.Tuhami
Zohour Mahmoud
أعتبر نفسي محظوظة شاعرنا المُبدع عندما أتابع قصيدة لكم حيث يكتمل التجلي ويتحرر الذهن من كل ماهو تقليدي .....
هل من فرط جمالها أرتبك وارتعشت قدماه وفي غفلة لم يحتسب لها ذابت وسط الزحام تاركة له روائح عطرها فقط .... أم هي أبت أن تذعن له مستغلة لحظات إلتفاتة للجموع ؟؟
رحمة محمد
فى منشورات حضرتك أدخل مباشرة على لينك القصيدة المصورة لأنى أعلم مسبقا روعة الأداء وجمال المشاهد المصورة المصاحبة للإلقاء
تحياتي وتقديري
Abdelmagid Shiha
الله الله
رائع كعادتكم دائما شاعرنا الكبير امين بيك
Houda Al Hermi
نص بديع مكلل بصور شعرية ماتعة...دام فيض ابداعك أستاذ سرحان
Post a Comment