جريمةٌ مشْروعة
من يوميات امرأة
جريمةٌ مشْروعة
أمين سرحان
أ أُراجِعُ إحْساسِي نَحْوَكْ؟
وأُعِيدُ حِساباتِي حوْلَكْ؟
في الأمْسِ مَسَاءاً أحْسسْتُ
أنّي لا قِيمَةَ لي عِنْدَكْ
فوُجُودِي لمْ يُلْحَظْ أبداً
وكَأَنِّي جَدْرٌ فِي بيْتِكْ
فيديو القصيدة
فأَشُكُّ بصِدْقِكَ في حُبِّي
وتفُورُ دِمائي منْ خَذْلِكْ
في الأمْسِ بشَوْقٍ أقْبَلْتُ
أتَمايلُ إغْوَاءً حوْلَكْ
لكِنّكَ لمْ تلْحَظْ شَوْقي
لمْ تشْعُرْ نِيرَانِي تُوْشِكْ
(توشك بمعنى تقترب)
ورِدَائِي اللَيْلِيُّ المُغْرِي
لمْ يُلْفِتْ ثانِيَةً رأْسَكْ
والعِطْرُ فِرَنْسِيُّ الطِّيبِ
لمْ يُجْدِي نفْعاً في جَذْبِكْ
لمْ تحْفَلْ رغْمَ الإغْواءِ
فتَنامُ وتُعْطِينِي ظَهْرَكْ
فُسْتَانِي الشّفّافُ العَارِي
يغْتاظُ كثيْراً منْ فِعْلِكْ
فأشُكُّ بأَنّكَ عِنِّينٌ
وتَنامُ لكَي تُخْفِي عَجْزَكْ
أوْ أنّكَ مثْلِيٌّ أحْمَقْ
وأَنانِيٌّ تهْوى نَفْسَكْ
أوْ أنّكَ بامْرَأَةٍ أخْرى
مفْتُونٌ مَسْلُوبٌ عَقْلُكْ
أضْنانِي طولُ التّفْكِيرِ
فأُراجُعُ إحْساسِي نَحْوَكْ
وبرُودُكَ يُتْلِفُ أعْصَابِي
يعْطِينِي الدّافِعَ أنْ أتْرُكْ
فكَرَامَةُ نَفْسِي قدْ مُسّتْ
فَلمَاذا قدْ أبْقى عِنْدكْ؟
وصَقِيعُكَ يَعْتِقُ أَفْكَارِي
كيْ أسْرَحُ بُعْداً عنْ مُلْكِكْ
أحْسَسْتُ بلَحْظَتِها أنّي
لا أهْنَأُ أبداً في قرْبِكْ
فأُقَرِّرُ ساعَتَها عَزْمي
أنْ أعْشَقَ آلافاً غَيْرَكْ
أنْ أُطْلِقَ منْ ذاتِي الأنْثَى
كيْ أُطْفِئَ مِنْ شَوْقِي نَحْوَكْ
أنْ أغْدُو كامْرَأَةٍ أُخرَى
أنْ أُصْبِحَ عاهِرةً تَفْتِكْ
أنْ تُلْهَبَ جِسْمِي أجْسَادٌ
لرِجَالٍ فِتْنَتُهُمْ تُمْهِكْ
(تمهك تعني تسحق)
أجْسَادٌ تُشْعِرْنِي أَنّي
أشْهى أنْثَى رغْماً عَنّكْ
لتَثُورَ حَوَاسّي نيراناً
بلهَيبٍ منْ جسَدٍ أعْرَكْ
(أعْرك تعني قوي ذو عركة)
أغْدُو امْرَأَةً كالبُرْكَانِ
لا يُهْمِدُهُ إلا نَيْزَكْ
وتُراقِصُ أنْفَاسِي عِشْقاً
أنْفاساً حرّى منْ غيْرِكْ
وأَشُمُّ عُطُوراً تلْهِبُنِي
لا ليْسَتْ أبدَاً منْ عِطْرِكْ
أهْتاجُ بلمْسٍ يُنْشيني
فأُحَلّقُ بُعْداً عنْ مُلْككْ
وأَذُوبُ تمَامَاً في عِشْقٍ
يُنْسِينِي ما ألْقى عِنْدَكْ
وأُتِمُّ طُقُوساً فِي العِشْقِ
ما جالَتْ قَطْ أبَداً عقْلَكْ
وأَبَاتُ على صَدْرٍ يَحْنُو
لا يُشْبهُ شيْئاً منْ صَدْرِكْ
وأُتَمْتِمُ أسْمَاءً أُخْرى
أسْمَاءٌ لا تَحْوِي إسْمَكْ
وسَأَثْوِي نفْسِي في حضْنٍ
حتّى أغْفو... حتّى أُنْهَكْ
مِنْ أحْلامِي أصْحُو فزَعاً
فأُوَبّخُ أحْلاماً تُسْبَكْ
ويَعُودُ الوَعْيُ لتائِهَةٍ
لأُحاكِمَ أفْكَاراً تُرْبِكْ
فأُحَاكِمُ نفْسِي تكْراراً
لأُنَزِّهَ نفْسِي عَنْ خَوْنِكْ
أيَجُوزُ التّفْكِيرُ الآثِمْ
لأُبَرّرَ ثأْرِي منْ جَرْحِكْ؟
أجَرِيمَةُ فِكْرِي مشْرُوعَةْ؟
إنْ كُنْتَ ستُعْطِينِي ظهْرَكْ؟
أمْ أنِّي مُذْنِبةٌ حقَّاً؟
والشّنْقُ عِقَابِي في حُكْمِكْ؟
لا تقْلَقْ يا عُمْرِي مِنّي
إذْ إنّي عاشِقةٌ ظلّكْ
أفْكارُ السُّوءِ سأُفْنِيْها
فاعْذُرْنِي وامْنَحْنِي عَفْوَكْ
سأُحارِبُ أصْداءَ الذّاتِ
لنْ أسْمَحَ أنْ أُخْزِي ظَنّكْ
فأنا إذْ أسْرحُ، أبْحثُ بيْـ
ـنَ رِجَالِ العَالَمِ عنْ شخْصِكْ
نَمْ مُرْتاحَاً واهْنَأْ بالاً
يكْفِينِي أنْ ألْقى دِفْأكْ
يكْفِينِي أنْ تغْفُو قُرْبِي
أتمَلّى ساعاتٍ وجْهَكْ
تتَقَلّبُ مُبْتَسِماً غافٍ
ما أحْلى البسْمةَ مِنْ ثغْرِكْ
تلْتَفُّ ذراعُكَ تحْويني
أرْتاحُ كَثِيراً منْ حَضْنِكْ
أحْببْتك دوْماً يا عُمْرِي
بلْ إنّي أَغْرَقُ في حُبِّكْ
2021/6/20
القصيدة على بحر "المتدارك".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
0 comments:
Post a Comment