شرود مغرم


شرود مغرم
أمين سرحان

جلَسْتُ أمَامَ فاتِنَةٍ أُتابِعُها بإنْصاتٍ
كأَنّي طفْلُ مدْرَسةٍ مُعَلّمةٌ تحَاكِينِي
ومَأْخُوذٌ بفِتْنَتِها، فكُلُّ جوَارِحِي شُدّتْ
ولَيْسَ هُناكَ منْ شيْءٍ سوى التّحْدِيقِ يُلْهِينِي
عيُونِي نَحْوَها اتّسَعَتْ كدَائِرتَيْنِ مَشْدُوهاً
فلا عيْنٌ تَرِفُّ ولا فُتُورٌ قدْ يُواتِينِي

فيديو القصيدة
وفَاهِي فَاغِرٌ سَهْوَاً، تناسى كيْفَ ينْغَلِقُ
كأَنَّ هُنَاكَ ساحِرةً أتَتْنِي كيْ تُلاغِينِي
هنا ما عُدْتُ أذْكُرُ ما نظَمْتُ لها مِنَ الشّعْرِ
فقَطْ لوْ أَنّهُ شطْرٌ يتِيْمٌ مِنْ دَوَاوِينِي
فقَدْتُ النُطْقَ لا أدْرِي بأَيَّةِ أَحْرُفٍ أحْكِي
وحَتّى أنّنِي تُهْتُ بحَرْفِ الحَاءِ والسِّينِ
حرُوْفَي لمْ أعُدْ أَدْرِي طرِيقةَ نُطْقِ مَخْرَجِها
فلَفْظِي جاءَ مُعْوَجّاً كأَنّي كنْتُ في الصِّينِ
عيُونِي ترْصُدُ النُّطْقَ، شفِاهِي تتْبَعُ النّبْسَ
كمَنْ يسْعى إلى حلٍّ، لعَلَّ الرّصْدَ يهْدِينِي
شفاهيْ إذْ تُلاحِقُها وتَتْبَعُها مُقَلّدَةً
لعَلّيْ إنْ أقَلّدُها يعُودُ النُّطْقُ يأْتِينِي
لها مصْغٍ ولا أدْرِي بمَا تَحْكِي ولكِنّي
أُتَابِعُ صَوْتَها نَغَماً وأَلْحَاناً فيُشْجِينِي
وبَلْ ينْتَابُنِي فزَعٌ إذا ما لحْظةً صمَتَتْ
فهذا إنّما يَعْنِي بأنْ صارتْ تُجافيني
وأَبْلَعُ ماءَ رِيقِي إنْ علا فنْجانُ قهْوَتِها
أخَالُ اليَدّ تحْمِلهُ إلى فَمّي لتَسْقِينِي
أنا لِشُفَافةٍ أصْبُو ومِنْ أطْرافِ فِنْجَانٍ
يمَسُّ شِفاهَها مسّاً وإنْ خالٍ فيَرْوِيني
أُتَابِعُ وهْيَ شَارِحةٌ، لزِنْدَيْها مُحَرِّكَةً
فأَحْسَبُ أَنّها تأْتِي وبالزِّنْدَيْنِ تطْوِينِي
فأَسْرَحُ في خَيَالاتٍ أُعانِقُها وتَحْضُنُنِي
كأَنْ في زَوْرَقٍ صرْنا أُغازلها، تُناجيني
لصِقْنا قاعَ زوْرَقِنا أُقَبِّلُها، تُقَبّلُنِي
ومَهْما كانَ منْ شيْءٍ فلَنْ عنْها سيُثْنِينِي
ولَوْلا ظُلْمَةٌ حَلّتْ كإعْصارٍ يُغَطّينِا
لكُنْتُ أذُوْبُ مُلْتَحِماً على جسَدِ البَرَاكِينِ
أفَقْتُ بدُوْنِ إنْذَارٍ على ظلٍّ أتى فوْقِي
وضَجّةِ نَادِلٍ يدْنُو بفِنْجَانٍ ليُعْطِينِي
نظَرْتُ إلَيْهِ في غَضَبٍ، همَسْتُ الآنَ في سفَرٍ
رجَاءاً إبْتَعِدْ عَنّي ولا إنْسٌ يُصَحّيني
فتَلْحَظُ أنّنِي ساهٍ ومَأْخُوذٌ بفِتْنَتِها
فيَلْمَعُ نُورُ عَيْنَيْها برِيقاً كادَ يُعْمِينِي
ألا ما أرْوَعَ الأُنْثَى جمَالاً حيْنَ تبْتَسِمُ
خصُوْصاً إنْ رأَتْ رجُلاً وَلُوعَاً كالمَجانِينِ
23ـ2ـ2021
(عن قصيدة شعر حر نظمتها في 24ـ1_2013)

القصيدة على بحر الوافر الرباعي

5 comments:

Anonymous said...

Mohamed Atif Ahmed
ابداع وجمال

Anonymous said...

Azza Al-Alwee
الشعر جميل والإلقاء مبدع
والفكرة جديدة!
التأمل في وجه جميل يتكلم

Anonymous said...

Zohour Mahmoud
مفردات أبهرتني .... و الإلقاء مُعبر جعل من الغزل رسائل رومانسية جامحة .....

Anonymous said...

Azza Al-Alwee
الله الله

Anonymous said...

رحمة محمد
رائعة والأروع إختيار التسمية ( شرود مُغرم )

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers