كنوز الصبية المشاكسة
كنوز الصبية المشاكسة
أمين سرحان
بِكُلِّ الخُبْثِ تغْمِزُنِي الصَّبِيّهْ
وَفِي العَيْنِ ابْتِسَاماتٌ خَفِيَّهْ
جَمَالٌ قَلّ أنْ تَلْقَى نَظِيرَهْ
بهاءٌ ذُو سِماتٍ مَرْمَرِيّهْ
فجسْمٌ يلْفتُ الأنْظارَ قسْراً
ويُهْدي قلْبَ مَلْهوفٍ هديّهْ
وصوْتٌ يُرْقصُ المشْلولَ فوْراً
ويُمْشيهِ بأقْدامٍ سَويّهْ
فيديو القصيدة
وفاتِنَتِي تُشاكِسُنِي مُجُوناً
فَأَسْرَحُ فِي بحارِ البُنْدقيّهْ
كَأَنِّي فَوْقَ جُنْدُولٍ سَهَوْتُ
تُداعِبُنِي نسَائِمُ أنْثَوِيّهْ
وَفي التَّوِّ اسْتَهَلّتْ بالكَلامِ
تُسائِلني المُشاغبةُ الشّقيّهْ
أراكَ مُحدّقاً مُتأمّلاً لي
أفي تحْديقِ عيْنيْكَ هُوِيّهْ؟
تُحدّقُ في دقائِقِ كلِّ شِبْرٍ
أتبْحثُ عنْ حدائِقَ بابليّهْ؟
ومنْ أعْلى أقاصي طَرْفِ شَعْري
وحتّى قعْرِ أقْدامي الطّريّهْ
أتسْتحْلي رِواياتَ الغرامِ
وتَسْتقْفي قَوافلَ جاهليّةْ؟
أتبْحثُ عنْ مُعلّقةٍ لشعْرٍ
لتَمْضي إثْرَ ليْلى الأخْيليّةْ؟
أرى عيْناً لملْهوفٍ جَسورٍ
أرى فيها اهْتماماتٍ قويّهْ
أراكَ الآن مَشْدوهاً أمامي
هلا أفْصحْتَ عَنْ كُنْهِ القضيّهْ؟
أراكَ كمنْ يتوقُ إلى حُبورٍ
أتبْحثُ عنْ أهازيجٍ شَجيّةْ؟
تروْقُ لِمنْ تَولّعَ بالهُيامِ
تُرنِّمُها مُكحّلةٌ بَهيّةْ؟
وقَفْتُ أَمَامَهَا أصْغِي ذُهُولاً
تُؤَرْجِحُنِي ابْتِسَامَاتٌ سَخِيّةْ
وتَابَعَتِ الكَلامَ بِدُونِ رمْشٍ
تُرَاقِبُ سِحْرَ صوْتٍ فِيهِ غِيّةْ
ألا يكْفيكَ تحْديقاً طويلاً
ألا باشرْتَ في شرْحِ القضيّهْ
أتبْغي رُؤْيةَ الأهْرامِ سِرّاً
وفي أعْيادِ فِرْعوْنَ البهيّةْ؟
بَلا... قُلْتُ اشْتياقي نالَ منّي
وشَوْقي فاقَ أمْواجاً عَتيّهْ
أكادُ أشُمّ رائحةَ الجِنانِ
تَفوْحُ منْ تضاريسٍ شَهِيّهْ
نعمْ إنّي لمشْتاقٌ يَتوقُ
لغوْصٍ في بِحارٍ قُرْمزيّهْ
لأبْحثَ عنْ لآلئَ أوْ كُنوزٍ
تَوارَتْ في فَراديسٍ جَنِيّهْ
وأُفْني ما حييْتُ العُمْرَ فيْكِ
أهيْمُ في تلالٍ مُخْمليّهْ
فلحْظُكِ بالمُكحّلتانِ يدْعو
إلى عُرْسٍ وأفْراحٍ شَديّهْ
رِضابُ ثَغْرِكِ الكرزيِّ شَهْدٌ
يُناديني إلى رُطبٍ نَديّهْ
دعيني أبْدأُ المشْوارَ بحْثاً
وفحْصاً في خرائطِك الفتيّهْ
لأَبْحَثَ عنْ خَرائِطِ كنْزِ كِسْرى
فَكَنْزٌ في ثناياكِ الزّكيّهْ
وإنّي للْكنوزِ الآنَ أهْفو
فلا صبْرٌ بطبْعي أوْ رَوِيّهْ
أزيلي لي متاريسَ الحُدودِ
أجولُ بلا حَواجزَ جُمْركيّهْ
وفي كلّ التّضاريسِ سأسْعى
أشدّ رِحالَ قافلتي بِنِيّهْ
لأسْتقْصي طريقاً للْحريرِ
وأمْضي في التّضاريسِ الغنيّهْ
فأقْضي العُمْرَ مكْتشفاً كُنوزاً
تَوارتْ في ثناياكِ السّنيّهْ
وأبْقى باحثاً حتّى تَملّي
منّي أوْ تُواتيني المنيّهْ
وإنّي قدْ كتبْتُ وصيّةً لي
فأرْجو مِنْكِ تنْفيذَ الوصيّهْ
فقدْ مرّتْ سِنينٌ بيْ عِجافٌ
بلا عشْقٍ وكنْتُ أنا الضَّحيّهْ
فمِنْ أيِّ الْمداخِلِ تُدْخليني
إلى تاجِ العُروْشِ السُّومريّهْ
أُعوِّضُ ما أضَعْتُ منَ السّنينِ
دفيناً في سراديبِ الأسيّهْ
أحسّتْ عُمْقَ أشْواقي فَقالتْ
كنوْزُ سبا مُخبّأةٌ عَصيّهْ
وبلْقيسُ اسْتفاقتْ مِنْ هُجوعٍ
فلا تَعْجلْ و تأْخذْكَ الحميّهْ
تمهّلْ في تدابيرِ الشّراعِ
وأبْحرْ نحْوَ شُطْآنٍ هَنيّهْ
8ـ9ـ2016
القصيدة على بحر "الوافر".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
2 comments:
بس مين هاي المشاكسة؟
بتجنن رائعة.
اتوقع انه الرجل اقدر على وصف حالة العشق من المرأة. عندك مداخل وعمق غريب. شو وكيف بتكون بهاي الحالة. انت فصلت و فصفصت العشق. هو لازم الواحد يحب كتير او ما يطول الحب عشان يكتب عن حالة الإغتصاب الفكري.
بنت الأحلام
لك الشكر والتقدير يا بنت الأحلام
Post a Comment