تحت الأنقاض

تحت الأنقاض
قصيدة تبكي ما آلت إليه بلاد الشام

أمين سرحان
08 ديسمبر 2016

الصّوْتُ... صوْتُ رضيعٍ يبْكي...
يأتي منْ تحْتِ الأنْقاضِ

فيْ المطْبخِ أرْملةٌ تطْبخُ...
عشْباً معَ بعْضِ الأحْماضِ

دكّتْ قنْبلْةٌ منْزلها...
فرمَتْها بيْنَ الأغْراضِ

أضْحتْ لحماً مفْروماً...
منْثوراً فوْقَ الأحْواضِ

فيديو قصيدة "تحت الأنقاض"

والجدُّ عجوزٌ مرْميٌ...
مزروعٌ جوْف المرْحاض

لمْ يبْقَ جدارٌ أوْ سقْفٌ...
عكّازُ الشّيْخِ... مِنَ الماضي

حتى ظلُّ الأشْجارِ فنى...
والقطُّ صريْعُ الإجْهاضِ

قصْفٌ ودويٌّ لا يرْحمْ...
والجوُّ تقيّؤُ إبْغاضِ

في البعْدِ ذراعٌ محْروقةْ...
في البابِ لدكّانٍ فاضيْ

وفتاةٌ ترْكضُ مذْعوْرةْ...
جرّتْ طِفْلاً مِنْ إنْهاضِ

رشّاشٌ يقْتلُ أطْفالاً...
ذممٌ... كالثّوْبِ الفضْفاضِ

لا عيْنٌ قدْ تغفوْ أبداً...
محْظوْرٌ حقّ الإغْماضِ

الكلّ يقوْلُ... لنا الحقُّ...
الكلّ يُحاكمُ كالقاضي

والكلّ يباهيْ بالقوّهْ...
يرْجوْ نصْراً باسْتعْراضِ

يكْفيْكمْ سفْكاً... ترْويْعاً...
بضميرٍ مُرْتاحٍ راضي

لمْ يبْقَ حرامٌ أوْ نخْوةْ؟...
قدْ جُسْتمْ كلَّ الأعْراضِ

فابْنتْكمْ ماتتْ مُغْتصبهْ...
طعنتْها سكّينٌ ماضي

وأخوكمْ... مدْفونٌ حيّاً...
مسْحوْقٌ تحْتَ الأنْقاضِ

عُذْراً يا شامُ مِنَ الحمْقى...
جعلوْكِ كوْمةَ أنْقاضِ

1 comments:

Anonymous said...

مشاء يسلم قلبك ونبضك وروحك الجميله خالص تحياتي 🌹

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers