أنا والحسناءُ والنسيم

أنا والحسناءُ والنسيم
أمين سرحان
30 يوليو 2015

حَسْناءُ إنْ طَلَعتْ فالكُلُّ يَنْذَهِلُ
ترْنو العُيونُ لها بلْ تَجْحَظُ المُقَلُ

سُبْحانَ منْ وَضَعَ الحُسْنَ البَديعَ بها...
إنْ أشْرقَتْ... بضياها العيْنُ تكْتحلُ

فاهي تلعْثمَ صَمْتاً إنْ نَظَرْتُ لها...
خانتْ فَمي خَرَساً في وَصْفِها الجُمَلُ

وصْفُ المَحاسِنِ فيْها مُتْعبٌ عَسِرٌ...
غيْداءُ إنْ غَمَزَتْ ينْتابُني الخَبلُ

فيديو قصيدة "أنا والحسناءُ والنسيم"

يغْفو على الكتفيْنِ شَعْرُها السَّبِلُ
تعْبثُ فيهِ نُسيْماتٌ وترْتَحلُ

عادَ النَّسيْمُ حثيثاً... نحْوها لَهَفاً...
مُسْترْسلاً... وكَأَنْ راقَتْ لهُ السُّبُلُ

يَسْتنْشقُ الخُصُلاتِ المُتْرَعاتِ شَذىً...
يا ليْتني بِشذاها العَذْبِ أغْتَسِلُ

تهْتزّ بالنُّسُمِ الحَسْناءُ راقِصةً...
نَشْوى تَميدُ على وَقْعٍ وتحْتفلُ

يَهْتزّ قلْبي هُنا والنّبْضُ يُرْقِصُني...
مُسْتبْشِراً... وفُؤادي كادَ يَنْفَصِلُ

يأْتي النّسيْمُ بريْحٍ طيّبٍ عَطِرٍ...
يا ليْتَني معَ ذا النّسيمِ أُخْتَزَلُ

ماجتْ لها خُصَلٌ نَشْوانةٌ سَكِرَتْ...
مُجْتُ انْتشاءً كأنّي شارِبٌ ثَمِلُ

تنْسابُ فوقَ جَبينٍ مُشْرقٍ خُصلٌ...
مُخْتالةً لحظاتٍ ثمّ تنْسدلُ

تشْدو معَ النَّسَماتِ المُرْهَفاتِ شجىً...
يحْلو لها العَبَثُ اللَعُوبُ والغَزَلُ

أغْتاظُ منْ خُصَلٍ حَطَّتْ علىْ فَمِها...
يا ليْتني خُصَلٌ بالْفمّ تتّصلُ

هذا النّسيْمُ خبيْثٌ ماكرٌ سَمِجٌ...
قرْباً منَ الجيْدِ... لا تَعُوزَهُ الحِيَلُ

يلْتَفُّ حَوْلَ بَهَاءِ الجِيْدِ يلْثُمُهُ...
مُسْتَفْرداً به لا وهْنٌ ولا مللُ

تدْنو النّسائمُ قُرْباً مِنْ عَبائتِها...
تنْسلُّ تحْتَ غِطاءِ السِّتْرِ تنْشغِلُ

يسْطو النَّسيْمُ على النّهْديْنِ مُبْتهِجاً...
ينْدسُّ بيْنهُما... يَحْبو ويَنْتقلُ

يا ليْتَ كنْتُ على النّهْديْنِ كالنُّسُمِ...
أحْنو وأرْشُفُ ثَدْياً بالسُّقى عَسَلُ

تأْتي النَّسائِمُ حَوْلَ الخَصْرِ تَحْضُنُه...
خصْرٌ بوقْعِ هَواهُ الشِّعْرُ يُرْتَجَلُ

يغْزو النَّسيمُ عميقاً في ملابِسِها...
والقلْبُ مُمْتعِضٌ بالْغيْظِ يَشْتعلُ

هذا النَّسيمُ رذيلٌ سافلٌ وَقحٌ...
هذا اللعينُ يُغيظُ القلْبَ ما يَصِلُ

تدْنو النّسائمُ قرْباً منْ مَفاتِنِها...
جهْراً تُبادرُ... لانهْيٌ ولا خَجَلُ

إنّيْ أرىْ نُسُماً سكْرانةً ثَمِلتْ...
قَسْراً تُداعِبُها... ما عُدْتُ أحْتملُ

ياليْت كنْتُ ستاراً أدْرأُ النُّسُمَ...
حتَّى أذُبَّ نَسيماً طبْعهُ رَذِلُ

ياليْت كنْتُ قَديراً أُوْقِفُ النُّسُمَ...
حتّى أُريحَ فُؤَاداً بالأسى كَلِلُ

(كَلِلٌٌ: كليلٌٌ متعبٌ)

1 comments:

Anonymous said...

رائعة من روائع أمين سرحان بل من أشدها تبيانا ذكرتني بقصيدة تغنى بها أمير الطرب السعودي محمد عبده " مذهلة" كاملة الاوصاف هذه الحسناء.
جاء الوصف مطابقا لمحاسنها فَلَو كنت أنا رجلا ما قلت أزود مما عبرت عنه اخي أمين
مفردات حطت كطير تعبٌ فوق غصنٍ مزهر
ما زلت ارى جرأة لا تغادر قصائدك اخي أمين فخفف الوطئ قليلاً أعاود اطراءي
على بناء القصيدة وتسلسل إدراجه
بالنسبة لإخراج القصيدة بهذه الروعة فهو اجتهاد ناجح .. استمر اخي أمين ولا تني فأنت من خيرة الشعراء... أهنئك على هذا العمل المتكامل

تحياتي

لميس

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers