شرودُ مُغرم

شرودُ مُغْرم
أمين سرحان
24 يناير 2013

أجلسُ أمامَ فاتنةٍ منْصتاً أتُابعها...
كأنيّ طفلٌ أمامَ مُعلمةٍ تُحاكيني

مأخوذٌ بها بكلِ نبضِ جوارحي...
ولا هُناكَ شئٌ غيْرَ ذاكَ يُلهيني

عينايَ مفتوحةٌ على آخرها...
لا رفةٌ أو غمضةٌ قد تُواتيني

فاغراً فاهي... نسيتُ كيفَ أغْلِقُهُ...
كأنّ ساحراً أمامَ عيْناي يُلاغيني
(فاغراً: فاتحاً، فاهي: فمي، يلاغيني: يشاغلني)

ما عدتُ أذكرُ شعراً لها قدْ كتبتُهُ...
ما عدتُ أذكرُ أبياتَ قصائدِ دواويني

ما عدتُ أعرفُ كيفَ يُنطقُ كلُ حرفٍ تعلمتُهُ...
حتى أنني تُهْتُ بينَ اللامِ والنونِ

تهتزُ معَ نبْسِها للحروفِ شِفاهي...
كأنني أعي مخارجَ الحُروفِ منْ ثاني
(النبس: هو بداية فتح الفم للكلام)

مُنصتاً... لا أدري ماذا تقولُ... لكنني...
أسمعُ صوتَها لحناً شجياً... فيُشْجيني

ينتابني فزعٌ إذا صمَتَتْ للحظةٍ...
فالصمتُ يعني أنها قدْ تُجافيني

أبلعُ الريقَ كلما علا فنجانُ قهوتها...
كأنها منَ الفنجانِ حتماً ستسقيني

أصبو لشُفافةٍ منْ طرْفِ فنجانها...
حيْثُ لامستهُ شفاهُها... فيَرويني
(الشفافة: بقية ما في الإناء)

أرْقبُ زِنْديها تُحركها وهي شارحةٌ...
فأحْسبُ أنها الآن بالزندينِ تَطويني

أسْرحُ في حُلُمٍ... بعيداً وهي تَحضنني...
في زورقٍ على سطحِ الماءِ يَأويني

نرتمي معاً في الزورقِ أقبّلُها...
لا شئَ عنْها اليومَ، مهما كانَ، يُثنيني

أذوبُ في نارِ صَدْرها وعِناقها...
تَسْودّ السماءُ فوقي بغُمّةٍ تُغطيني

أفتحُ عيناي من الغُمّةِ هَوْلاً ورَهْبةً...
فإذْ بنادلٍ يُحْضِرُ الشرابَ ويُعطيني
(النادل: هو الشخص الذي يقدم الطعام أو الشراب)
قلتُ له مُعاتباً... ألا ترى أني مُسافرٌ...
أرجوكَ أنْ لا أحدَ منكمْ يُصَحّيني

تلحظُ أني شاردٌ ومتيمٌ بِجمالها...
فتُبرقُ عيْناها بريقاً كادَ يُعْميني

ما أجملَ الأنثى حينَ تَبْتسمُ...
إذا رأتْ رجُلاً مُغْرماً بها كالمجانينِ

0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers