حكاية صداقة



حكاية صداقة
أمين سرحان
03 يونيو 2011

سأروي لكَ يا بُنيَ حكاية ً...
فيها أمورٌ تستحقُ وقوفا

كانتْ في الزمانِ هناكَ جماعة ٌ...
على الصداقةِ يلتقونَ لفيفا

يلتقونَ في كلّ أسبوعٍ مرة ً...
يحْتسون الفنّ رسماً أو حُروفا

ينْتشون مِنْ شعرِ أسعدَ أو لميسٍ...
أو مِنْ شاعرٍ في ذاكَ اللقاءِ كان استضيفا

يضْحكون مِنْ ذكرِ أخبارٍ مُفَكِّهَةٍ...
أو مقالٍ كانَ كاتبهُ طريفا

يسْمعون مِنْ أمِ كلثومَ أغنية ً...
تُرْجِعُ الأيامَ... تجْعلُ الصدْر شفيفا

مرتْ الأيامُ أشهراً... فتباعدوا...
وتزايدتْ انشغالاتهُمْ كثرةً وصُنُوفا

فمِنْهمْ مَنْ لَهَتْهُ مَشاغلٌ...
ومِنْهمْ مَنْ أصابَ وليفا

حتى إذا ما استكانَ كلٌ لهمومهِ... نسيَ الجماعةَ...
لا رغبةً بالبعْدِ أو كُرْهاً أوعُزُوفا

حتى الهواتِفَ ما عادوا يسألونَ بها...
عنْ صديقٍ قدْ يكونُ مِنَ الوهْنِ أضْحى ضعيفا

فانظر يابُنيَ ما كانَ مِنْ الزمانِ وأمْرِهِمْ...
ولا تأمنْ يا بُنيَ للزمانِ صُروفا

لوْ سمِعْتَ اليومَ مِنْي تنَهُداً...
هوَ حسْرةٌ على الزمانِ... صَيّرَ الإحْساسَ فِيّ رهيفا

فاسمعْ يا بُني، هداكَ اللهُ، نصيحة ً...
واتّبِعْ ما أقولُ... منهجاً موْصوفا

قدْ يكونُ لكلٍ في الحياةِ هُمومُهُ...
لكنَ الصداقةَ بلسمٌ يجعلُ الهمّ خفيفا

فالتمسْ لمنْ أحبَبْتَ عُذْراً...
ولا تجعلْ اللوْمَ فيمنْ تُحبُ عنيفا

ولا تَجْعلْ مِنْ صِغارِ الأمرِ عُقْدة ً...
إذا كانَ جُلّ الأمورِ سخيفا

واسألْ لهمْ... مِنَ اللهِ عوْناً...
وكنْ مُحْكِمَ الرأْيِ بالعقلِ... حَصيفا

وادعُ للصحْبِ سعَادةً وسكينة ً...
وامْدُدْ إليهمْ أذْرعاً وكفُوفا

ولا تسْتهِنْ يوماً بصداقةٍ أبداً...
فهي حِرْزٌ... إذا بنيْتَ... كانَ مُنيفا

(حرز: حصن منيع)

ولا تجْبِلْ منْ فُتاتِ الرملِ قلْعة ً...
إذْ ستذروهُ الرياحُ غداً زَفيفا

(زفيفاً: سريعاً)

ولا تعشْ وحدكَ كالدبِّ... دونَ صحبٍ...
ولا ترى الدنيا كمنْ كانَ كفيفا

واستعنْ بالصبْرِ على الزمانِ وهمّهِ...
ولا تجْعلْ غيْرَ صحْبكَ مَرْجعاً وحليفا


0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers