أنا أصل الفصاحة والقوافي
أنا أصل الفصاحة والقوافي
أمين سرحان
نشرت الشاعرة السورية الشابة أمل كريم وسوف قصيدة في العديد من المنتديات بدءا من أوائل 2024 وحتى 11/10/2025 عنونتها بعناوين مختلفة تتحدى فيها الشعراء، فما كان مني إلا أن أجبتها بهذه القصيدة:
أنَا أصْلُ الفَصَاحَةِ وَالقَوَافِي
وَسَيِّدُهَا لِسَانِي ذُو الجَلالِ
وَإِنَّ الشِّعْرَ عِنْدِي فَيْضُ نَهْرٍ
مِنَ الآفَاقِ يَنْبَعُ بالزُّلالِ
بِهِ طَرَّزْتُ آيَاتَ القَصِيدِ
بِهِ أبْدَعْتُ أكْوانَ الخَيَالِ
نَظَمْتُ مِنَ القَوَافِي عِطْرَ فِكْرٍ
سَمَا نَظْماً وَحَطَّمَ كُلَّ عَالِ
فصَارَ الشِّعْرُ عِنْدِي لا يُضَاهَى
بنَيْتُ بِهُ قُصُوراً لِلْغَوَالِي
ولي أشْعارُ عِشْقٍ قدْ نَشرْتُ
تُغَنِّيها الحِسانُ ثِنَى الليالِي
تعالِي للقَناةِ* تَرِينَ شَدْوِي
فإنّي منْ شَدا والعِشْقُ حالِي
قَصِيدِي فِي التَغَزُّلُ بالصّبايا
أثارَ ضَغِينَةً عنْدَ الرّجالِ
فَقَيْسٌ لَمْ يَعُدْ يَهْذِي بِلَيْلَى
غدَاةَ وصَفْتُ عِشْقِي للجَمالِ
فشِعْرُ العِشْقِ يهْوَانِي لأنِّي
جعلْتُ لَهُ صَوامِعَ في الجِبالِ
أُبَرِّزُ فِي مَيَادِينِ التَّحَدِّي
وَسَيْفِي بَاتَ يُخْشَى في النِّزالِ
فَلَوْ ألْقَيْتُ بعْضاً مِنْ قَصِيدِي
لَجَاوَزْتُ المَدَى بَعْدَ المُحَالِ
فلَيْسَ يَعِيبُ مِثْلِي منْ تَبَاهَى
بِرَدٍّ في البَلاغِةِ والجِدَالِ
سَأفْخَرُ مَا حَيِيتُ وَلَيْسَ ضَيْرًا
إِذَا طَاوَلْتُ نَجْمًا في الأعالِي
لَعَلَّكِ مَا رَأيْتِ جَمِيلَ شعْرِي
ولا شدْوِي سَمِعْتِ وَلا مَقَالِي
إِذَا مَا قَدْ رَأيْتِ لَنَا بَرِيقًا
فَذاكَ سَنانا فِي حَالِ اشْتِعَالِ
ألَمْ يُسْمَعْ بِمَا قَدْ سَاقَ شِعْرِي؟
ألَمْ تُرْوى الرِّحَالُ مِنَ الدِّلالِ؟
أنَا رَمْزُ العُلُوِّ وَلِي مَجَالِي
فَلا تَدْنِي حُدُودِي فِي المَجَالِ
سأحْرِقُ قَلْبَ مَنْ رَامَ التَّعَدِّي
وَأُبْعِدُ مَنْ تَعَالَى بِاحْتِيَالِ
إِذَا مَا كُنْتِ فِي الأشْعَارِ فِرّاً
فَإِنِّي النّسْرُ فِي صلَفِ اخْتِيالِي
مُحِيطِي أوْسَعُ الأنْحاءِ كُبْراً
وَبَحْرُكِ جَدْوَلٌ فِي كُلِّ حَالِ
فَفِيهِ كَمْ لِسَبَّاحٍ تَمَادَى
لِيَغْرَقَ فِيهِ فِي جَوْفِ اللَّيَالِي
فَتَاهُوا تحْتَ مَوْجَاتِي وَغَاروا
وَضاعً الحُلْمُ، مَا لَهُمُ وَمَا لِي
تَرَكْتُ لَكَ الشوَارِدَ والفُتاتَ
كُفَى لا تَطْمَعِي أوْجاً تنَالِي
لَعَمْرِي مَا سَمِعْتُ بِأنَّ غرّاً
تَجاوَزَ غَيْرَ ساحَاتِ الوِصَالِ
------
قصيدة الشاعرة أمل كريم وسوف
قصيدة الشاعرة أمل كريم وسوف
أَنَا بِنْتُ الفَصَاحَةِ وَالمَعَالِي
وَسَيِّدُةُ القَرِيضِ وَذَا مَجَالِي
وَإنَّ الشِّعْرَ عِنْدِي فَيْضُ بَحْرٌ
مِنَ الأعْمَاقِ يَخْرُجُ كَاللآلِي
بِهِ طَرَّزْتُ أَحْلامَ الصَّبَايَا
بِهِ لَوَّنْتُ آمَالَ الرِّجَالِ
وَصَارَ الشِّعْرُ عِنْدِي لا يُضَاهِي
نَصَبْتُ لَهُ عُرُوشًا لِلجَمَالِ
غَزَلْتُ مِنَ القَوَافِي نَبْعَ حُبٍّ
نَقِيًّا سَالَ مِنْ قِمَمِ الجِبَالِ
أَنَا بِنْتُ الشَّآمِ وَذَاكَ فَخْرِي
وَرِثْتُ القَوْلَ عَنْ عَمٍّ وَخَالِ
حُرُوفُ الشِّعْرِ تَعْشَقُنِي لأنِّي
بَذَلْتُ لَهَا النَّفِيسَ وَكُلَّ غَالِي
فَشَاعَتْ فِي مَيَادِينِ التَّحَدِّي
وَنَجْمِي ضَاءَ فِي عَتْمِ اللَّيَالِي
فَلَوْ أَرْجَزْتُ شَطْرًا مِنْ قَصِيدِي
لَغَادَرْتُمْ مَيَادِينَ السِّجالِ
إذَا يَوْمًا دُعِيتُ أَصُولُ صَوْلا
وَلِي حَقٌّ بِأَنْ أَزْهُو بِحَالِي
وَلَيْسَ يَعِيبُ أُنْثَى لَوْ تَبَاهَتْ
وَرَدَّتْ بِالجَمَالِ عَلَى الجَمَّالِ
لَعَمْرِي مَا سَمِعْتُ بِأَنَّ شِعْرًا
يُؤَدِّي نَحْوَ سَاحَاتِ القِتَالِ
ألا فَالْفخرُ تَأْرِيخًا أَرَاهُ
أُسَطِّرَهُ عَلَى صَعْبِ المُنَالِ
سَأَفْخَرُ مَا حَيِيْتُ وَلَيْسَ ضَيْرًا
إذَا طَاوَلْتُ هَامَاتَ الرِّجَالِ
فَمَا ذَنْبِي إذَا ضَاعَتْ وُجُوهٌ
وَتَاهَتْ بَيْنَ أَرْوِقَةِ الضَّلالِ
وَبَاعُوا عِزَّهُمْ بِقَلِيلِ مَالٍ
وَقَدْ خَلَطُوا المُحَرَّمَ بِالحَلالِ
أَلا يَا شَاعِرَ الإِنْسَانِ إنِّي
بَذَلْتُ لِذَا الفَقِيرِ بِجُلِّ مَالِي
لَعَلَّكَ مَا مَرَرْتَ عَلَى قُطُوفِي
فَلَا كَرْمًا نَظَرْتَ وَلا دَوَالِي
وَلَمْ تَسْمَعْ بِمَا قَدْ فِضْتُ شِعْرًا
وَلَمْ تَمْلأْ رِحَالَكَ مِنْ سِلالِي
وَلَمْ أَفْخَرْ بِذَاكَ فَذَاكَ عَيْبٌ
يُقَلِّلُ مِنْ كَرَامَاتِ الخِلالِ
وَلَكِنِّي اتّخَذْتُ الشِّعْرَ بَابًا
مُوَصَّدَةً عَلَى خَيْرِ الفِعَالِ
فَلَمْ أمْنُنْ عَلى المُحْتَاجِ يَوْمًا
وَلَمْ أَطْلُبْ جَزَاءاً أَوْ أُغَالِي
ألا بِالصَّمْتِ يُقْضَى كُلُّ أَمْرٍ
وَلَيْسَ بِمَا يُغَذَّى بِالمَقَالِ
أَنَا أُنْثَى وَلِلأُنْثَى مَجَالٌ
فَلَا تَقْرَبْ صَدِيقِي مِنْ مَجَالِي
إذَا مَا قَدْ رَأَيْتَ لَنَا دُخَانًا
فَتِلْكَ النَّارُ زَادَتْ فِي اشْتِعَالِ
لِتُحْرِقَ أَرْضَ مَنْ رَامَ التَّحَدِّي
وَتُبْعِدَ مِنْ تَمَلُّقَ بِاحْتِيَالِ
إذَا مَا كُنْتَ فِي الإِشْعَارِ بَحْرًا
فَإِنِّي كَالمُحِيطِ وَلا أُغَالِي
فَفِيهِ كَمْ رَبَابِنَةٌ تَمَادَوْا
لِيَكْتَشِفُوهُ فِي جَوْفِ اللَّيَالِي
فَتَاهُوا دُونَ مَقْصِدِهِمْ وَ مَاتُوا
وَمَاتَ السِّرُّ، مَا لَهُمْ وَمَا لِي
مُحِيطِي شَاسِعُ الأرْجَا عَظِيمٌ
وَبَحْرُكَ ضَيِّقٌ فِي كُلِّ حَالِ
تَرَكْتُ لَكَ الفُتَاتَ تَسُدُّ رَمْقًا
فَلا تَطْمَعْ بِمَنْزِلَةٍ بِعَالِ
14/10/2025
القصيدة على بحر "الوافر".
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الأحدث
كن أحد المتابعين
0 comments:
Post a Comment