مفتي الهوى


مفتي الهوى
أمين سرحان


نشرت الشاعرة الفلسطينية عفاف عطا الله بيتاً يتيماً من الشعر شجعني على إكمال ما بدأتْ.
طرَحَتْ عَفافُ تَساؤُلاً كَلِماتُهُ
بَيْتٌ يَتِيمٌ أُحْكِمَتْ حَرَكاتُهُ
"باللهِ يا مُفْتِي الهَوى قُل لي إِذَا
بَلَغَ النِّصَابَ الشَّوْقُ كَيْفَ زَكَاتُهُ؟!"
فأَضَفْتُ توْضِيحاً يُكَمِّلُ ما ابتَدَتْ
ليُجِيبَ إفْتاءُ الهَوَى وقُضاتُهُ
فتَعُمُّ فائِدَةُ الجَوابِ وَشَرْحِهِ
بِشَرِيعَةِ العُشّاقِ كَيْفَ هِباتُهُ


فسَأَلْتُ تَوْزِيعَ العَطاءِ وصَرْفِهِ
أحْكامُهُ وشُرُوطُهُ وصِفَاتُهُ؟
وهَلِ الدُّمُوعُ تُعَدُّ فَرْضَ كِفايَةٍ
أمْ واجِبٌ شَرْعاً لَهُ قَنَوَاتُهُ
وَهَلِ التَصَدّقُ بالسُّهادِ نَوَافِلٌ؟
أمْ فَرْضُ عيْنٍ إنْ عَلَتْ دَعَوَاتُهُ!
أيَجُوزُ تقْسِيطُ الزّكاةِ مَراحِلاً
في فَتْرةٍ كلٌّ لَهُ أَوْقاتُهُ؟
وهَلِ التِماسُ الوَصْلِ ثُمْنُ أدائِها؟
أمْ رُبْعُ ما فَرَضَ التلَهُّفُ ذَاتُهُ!
إنْ كانَ يُخْفِي حُرْقَةً في صَدْرِهِ
ما أجْرُ ملْهُوفٍ صفَتْ نِيّاتُهُ؟
هَلْ للتَصَبُّرِ والدُّمُوعِ ثَوابُها؟
أمْ كَبْتُ وَجْدٍ إنْ عَلَتْ أَنّاتُهُ!
مَا حُكْمُ مَنْ ثَبَتَتْ عَلَيْهِ وقَائِعٌ
مِنْ لَوْعَةٍ، لا تَنْتَهِي حَسَرَاتُهُ؟
هلْ يُؤْثَمُ المَرْءُ الذي لا ينْتَهِي
عنْ شَوْقِهِ أمْ ترْتَقِي حَسَناتُهُ؟

3/10/2025


القصيدة على بحر "الكامل".

11 comments:

Anonymous said...

قصيدة فكرتها عميقة رأيتها دعوة لتعميم الحب الذي يمد العشاق بالإحساس بالأمان العاطفي ومهما كانت عذباته من سهر وحيرة ودموع سيظل للحب قوته الدافعة التي تدعم اهمية نشره .... تعبيرات حضرتك البليغة تؤكد ان الحب نعمة مش خطية حين يتم نشره وتوزيعه تسود السكينة وتنعم الأنفس ....
زهور محمود

Anonymous said...

روعاتكم شاعرنا الكبير القدير نسجت فابدعت وفتحت بابا لو سمعه ابو حنيفة لاحتار فيه تحياتي وتقديري واعتزازي شاعرنا الكبير
د. إسلام عبد المقصود

Anonymous said...

وتعجز الكلمات عن وصف روعة الإبداع في نظم تجاوبكم شاعرنا المُبدع دوماً مع ذاك البيت اليتيم للشاعرة الفلسطينية الذي تطلب فيه إفتاء أهل الهوي فأثخنتم شاعرنا القدير سؤال شطريها بالرد الوافي الذي يستحق تدريسه في كل أكاديميات أبحر الشعر
حسين لطفي

Anonymous said...

روعه فعلا استاذنا
عزة

Anonymous said...

لا إفتاء فوق استفتاء القلب

Anonymous said...

المبدع دائماً شاعرنا امين سرحان يعطيك العافية … واراك تناولت الموضوع من جميع جوانبه فكان جوابك شافيا
مع كل التوفيق والاحترام

عمّار said...

شاعرنا المبدع امين سرحان يعطيك العافية … واراك تناولت الموضوع من جميع جوانبه فكان الرد شافيا.
اتمنى لك دوام التوفيق والإبداع
عمّار ابو الهدى

Anonymous said...

خطير ومبدع … واراك تناولت الموضوع من جميع جوانبه فكان الرد شافيا
كل التوفيق والاحترام
عمار أبو الهدى

Anonymous said...

كلمات رائعة جدا
لماذا لم تسجلها بصوتك الجميل و الذي يعطي معنى رائع ويزيد القصيدة روعة و احساس اكثر رائعة جدا جدا
نعيم العجو

Anonymous said...

أقل ما يمكن عمله تعبيرا عن إعجابي بالأبيات هو أنني ألقيتها بصوتي وأرسلته لك فهي ماكنة في القياس و الإقتباس و غائرة التعبير من طوى كناياها.
أحسنت و استمتعت و زادتني شوقا الى اللقاء.
لست متمرسا في السرد و يمكن أن يعقب على الالقاء في آخر الأبيات بكوني لم اضبط صيغة الاستفهام..على قد حالي يالغالي 😘
أحمد تري

Anonymous said...

توقفت مليا عند هذه القصيدة المحلقة وكأنني بها من نماذج الرد على من قال بأن الشعر لا يمكن أن يكون للإقناع والحِجاج بل مآله الإمتاع وحده، وهذه القصيدة جمعت بين الإقناع والإمتاع بما استخدمته من أدوات تعضد كلا منهما
أحسنت في تصوير العاطفة، وأحسنت في الحجاج المنطقي، وكانت عاطفتك النبيلة قد لبست أثوابا قشيبة من الصور المبتكرة.
أعجبتني الفكرة المبتكرة والإبداع في إخراجها
دمت محلقا يا صديقي
د. سلطان الحريري

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers