لسْتُ للنسْوانِ زيرا

05 Feb 2025


لسْتُ للنسْوانِ زيرا
أمين سرحان

أيا حسْناءُ يكْفيكِ التّجنّي
قسَوْتِ عَلَيَّ مُخْطِئةً كَثِيرا
أنَا غَيْرُ الذي قدْ قِيلَ عَنِّي
فإنّي لسْتُ للْنسْوانِ زيرا
فلا تُصْغي لأفّاكٍ حَسُودٍ
وُصِمْتُ بَذَاكَ بُهْتاناً وَزُورا

فيديو القصيدة

مُلفّقةٌ أحاديثُ الوُشاةِ
يَحيكونَ الدَّسائِسَ والشُّرورا
يخِيطُونَ افْتِرَاءاتٍ لحِقْدٍ
أنا، ما كنْتُ يوْماً شهْريارا
إماءٌ حوْلهُ مِنْ كلّ عِرْقٍ
براعِمُ كادَ أنْ تغْدو زُهورا
بأثْداءٍ تموْجُ كموْجِ بحْرٍ
يُراقصْنَ اللآلئَ والحريرا
تهَادى تحْتهُنَّ رياشُ فرْشٍ
بأرْدافٍ يُداعبْنَ السّريرا
تُدَلِّلُهُ الجَوارِي ماجِنَاتٍ
على نغمٍ يُمايلْنَ الخُصورا
يطوْفُ بِهنَّ غِلْمانٌ وِسَامٌ
بأقْداحٍ مُتَرّعَةٍ خُمورا
تُدارُ أَطايِبٌ منْ كلّ نوْعٍ
و أَطْباقٌ مُحَمّلةٌ ثُمورا
بَخوْرٌ مائِجٌ فيْ كلّ ركْنٍ
تُنافِسُهُ الحِسانُ شذاً مُثيرا
وشقْراءٌ تُناولُهُ النّبيذَ
وسمْراءٌ تُدلّكهُ عُطورا
يُعانقُهُنَّ، يسْهرْنَ الليالي
فلا يدْرونَ إنْ صارتْ نهارا
بأجْسادٍ تُدَفِّئُهُ الشِّتاءَ
فلا يُوقِدْنَ أحْطاباً و نارا
ويخْتارُ التي تُنْشيهِ ليْلاً
وعذْراءً يُضاجِعُها سُحورا
وعنْد الصُّبْحِ يُحْضرُها ذَلولاً
ليذْبَحها كمَنْ ينْحرْ بَعيرا
يُعيدُ الكرَّ آلافَ الليالي
وما مِنْهُنَّ منْ تكْفي الأمِيرا
فيا حَسْناءُ لسْتُ بذِي مُجُونٍ
أنا، ما كنْتُ يوْماً شهْريارا
ولا زيرَ النّساءِ كَما أشاعُوا
و لا أنْوي بأنْ أغْدو غَدوراً
ولا جارَيْتُ راسْبُوتِينَ عُهْراً
و أمْقُتُ مِنْ كَزانُوْفا الفُجُورا
فقَلْبِي خالِيُ الرَدَهاتِ خاوٍ
هَلُمّي وانْفُضي عَنْهُ الغُبارا
فيا حسْناءُ هيّا لا تَخافِي
تعالِي واسْكُنِي قلْباً غَرِيرا
(الغَرِيرُ: الذي لا تجرِبةَ له)
فكونِي منْ يُعانِقُنِي بشَوْقٍ
وكونِي منْ يُرَقّدُنِي السّرِيرا
هَلُمِّي واعْتَلِي عَرْشَ الفُؤادِ
تباهِي، دافِعِي عنّي افْتِخارا
وقُولِي إنْ وَشَوا خُبْثاً ومَكْراً
"حبِيبِي لمْ يكُنْ يوْماً غَرُورا"
(الغَرُورُ: ما يخدعُ ويغرُ الإنسانَ أوْ يُسببُ انخداعهُ)

23/1/2009


القصيدة على بحر "الوافر".

0 comments:

Post a Comment


كن أحد المتابعين

Followers