إعادةُ كتابة حكاية مهاجر


إعادةُ كتابة حكاية مهاجر
أم سلمة
في صفْحةٍ أُخْرى وجدْتُ حكايةً
نسَخَ اليراعُ سُطورَها بِبَناني
(اليراع: القلم)  (البنان: الأصابع)
لكنَّ أحْرفَ أسْطُري قدْ هزّها
هيَجانُ بحْرٍ هزّني ورماني
والزوْرقُ المِسْكينُ قُدَّ شِراعهُ
وتكسّرَ المجْدافُ وهْوَ يُعاني
حاولْتُ رتْقَ صُدوعهِ في مرْفأٍ
سمحتْ عساكِرهُ ببرِّ أمانِ

فيديو القصيدة
ولبثْتُ أيّاماً إلى أنْ دوّنوا
بقتادهِمْ لي... بعْدَما أَدْماني
(القتاد: نبات صلبٌ لهُ شوكٌ كالإبَر)
كتبوا بطاقةَ لاجئٍ لبلادهمْ
فحسبْتُ أنّ بلادَهمْ أوْطاني
وحططْتُ رحْلي باحثاً عنْ رفْقةٍ
أقْوى بهمْ وأعُدُّهمْ إخْواني
ومكثْتُ في تلْكَ المرافئِ قانعاً
لا... لمْ أُطِلْ فالبحْرُ قدْ ناداني
إذْ أنّ أرْوقةَ المرافئِ بالغتْ
بتباينِ الأعْراقِ و الألْوانِ
ولأنّ بحْرَ تغَرُّبي لمْ ينْسني
وافى المرافئَ رافِضاً نسْياني
بلْ شدّني منْ مَرْفأي مُسْتاْصلاً
مِرْساةَ زوْرقيَ الكسيْرَ العاني
فحملْتُ زادي معْ بقايا أدْمُعي
ومَضيْتُ مَحْزوناً بلا أوْطانِ
يا بحْرَ هِجْرتيَ الكبيرِ وموْعدي
ما عادَ لي وطنٌ سِوى أحْزاني

1989م


أم سلمة: هي الكنية التي أطلقتها السيدة غيداء محمد صدقي البورنو على نفسها في أشعارها وكتاباتها.
اختطفها الموت في حادث أليم وهي في ربيع العمر، رحمة الله عليها.

القصيدة على بحر "الكامل".
تنقيح أمين سرحان بتصرف.

0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers