يا حبيبَ الرّوحِ لاترْفضْ ندائي


يا حبيبَ الرّوحِ لاترْفضْ ندائي
أم سلمة
1990
سلامٌ يا حبيبَ الرّوحِ إنّي
أُحنُّ إليْكَ مُشْتاقاً مُريدا
أرى الدّنْيا بعيْنٍ غلّفتْها
طيورُ الحبِّ والأفْراحُ عيدا
أحسُّ الكوْنَ حوْلي قدْ تبسّمْ
وكنْتُ أخالهُ شَرِساً عنيدا
أُقبِّلُ كلَّ هذا الكوْنِ حُبّاً
وأنْشرُ فرْحةً تكْفي الوجودا
أحبُّ الحبَّ والأحلامَ حتّى
أودُّ الطيْرَ لوْ تأتي حشودا
إذا الآمالُ قدْ قرُبتْ منالاً
تكونُ سعادةُ الدّنيا خُلودا
وتُمْطرُ لي السّماءُ نديفَ ورْدٍ
فيُضْحي القلْبُ منْتشياً سعيدا
تعالَ إليّ لا ترْفضْ ندائي
فحبّي صارَ للْدّنْيا شديدا
وجودكَ يكْملُ الأفْراحَ عنْدي
فطاوعْني ولا تبْقى بعيدا
سأهْدي إنْ أتيْتَ... إليْكَ قلْبي
فأنْتَ تظلُّ في الكوْنِ الفريدا
ولا تقْضي على فرحي بموْتٍ
بغيْركَ تُصْبحُ الأيّامُ سُوْدا
أضئْ ليْ فيْ سمائي بعْدَ عَتْمٍ
وأَشْرقْ شمْسَ إصْباحي عُقودا
فهيّا نلْتقي عنْد الرّوابي
نعيش العشْقَ نلْتحفُ الورودا
قصوراً منْ عبيْرِ الزهْرِ نبْني
يفوحُ شذاهُ يُسْكرنا مزيدا
نتيهُ معاً بعيداً عنْ عيونٍ
نُداري شمْعنا حتّى يئيدا
نُحقّق موْعداً في الحلْم يدْنو
ونجْعلُ فجْرنا اليوْمَ جديدا



أم سلمة: هي الكنية التي أطلقتها السيدة غيداء محمد صدقي البورنو، رحمة الله عليها، على نفسها في أشعارها وكتاباتها.
القصيدة على بحر "الوافر" وقد قام أمين سرحان بالتصرف بإعادة صياغتها وتعديلها.

0 comments:

Post a Comment

الأحدث

كن أحد المتابعين

Followers